محتفظا بنفس التشكيل الذي واجه به قبل أسبوع منتخب أنغولا، في أول خطو له ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين، دخل أسود البطولة مباراتهم الثانية أمام منتخب كينيا، وما اختلف بين المباراتين، النتيجة والأداء والصورة.

ولئن كانت الهزيمة أمام منتخب كينيا، يبررها السعار الذي تملك هذا الفريق بقيادة مدربه الجنوب إفريقي ماكارتي، فإن ما يفسرها أيضا أن المنتخب المحلي أساء تدبير كل الإنعطافات التي شهدتها المباراة، وكأني به كان يبني الإخفاق على الإخفاق، فرأينا منه ما لا يطاق، لتكون النتيجة هي خسارة ظل المنتخب المحلي بعيدا عنها لوقت طويل في هذه البطولة.

أساء المنتخب المحلي أولا تدبير الأيام السبعة التي فصلت بين مباراة أنغولا ومباراة كينيا، بسبب أن المجموعة الأولى تشهد وجود خمسة منتخبات، وقضت القرعة أن يكون الفريق الوطني المحلي، هو من خلد للراحة خلال الجولة الثانية، بينما واجه كينيا في مباراة ثانية له منتخب أنغولا وتعادل فيها، وبالتالي عاني أسود البطولة من مشكلة كبيرة في ضبط الإيقاع.
وأساء المنتخب المحلي تدبير التفوق النوعي الذي ميز الربع ساعة الأولى من المباراة، حيث نجح في إخماد بركان منتخب كيني ظهر مشتعلا بفتيل خمسين ألف متفرج من جماهيره، إلا أنه لم يقرن السيطرة والإستحواذ بالخواتيم الجيدة للبناءات الهجومية، فتلاشت سريعا رياحه، وتبخرت سيطرته الكاملة على المباراة.
وحتى عندما تلقى أسود البطولة هدفا "كاريكاتوريا" من خطأ جماعي في المراقبة، وقعه مهاجم كينيا ريان أوغام في الدقيقة 42، جادت عليهم المباراة بتفوق عددي، وحكم المباراة يقرر بعد اللجوء لشاشة الفار، طرد مدافع كينيا إيرامبو قبل انتهاء الوقت المضاف بدقيقتين.
هذا الطرد، مكن المنتخب المحلي من خوض جولة ثانية بزيادة عددية، تفاعل معها طارق السكتيوي بأن دفع من بدايتها بكل من صابر بوغربن ويوسف مهري مكان أيت أورخان والمهراوي، بغرض الدفع بمنتخب كينيا للعب مكرها بكتلة منخفضة، وعندما لم يفلح ذلك في كسر الجدار الدفاعي الكيني، سيرمي طارق بمهاجمين آخرين (لمليوي والراحولي)، لكن المنتخب المحلي دخل في حالة مزمنة من الإسفاف وسوء التدبير للتفوق العددي، فكلفه ذلك أن بناءاته الهجومية افتقدت للتركيز، كما أن استحواذه المطلق أحيانا للكرة جاء بأشياء عكسية تماما، ليخسر المنتخب المحلي مباراة كان بالإمكان أن يفوز بكل نقاطها، أو أن يحصل على نقطة التعادل منها على الأقل، لو لم يسئ تدبير أبرز ثلاث فترات من زمنها، ما قبلها وحينها.
طبعا، الهزيمة موجعة، لأنها تضيع على الفريق الصدارة والعلامة الكاملة ودينامية الإنتصارات، وبالتالي تصبح المباراتان المتبقيتان على صفيح ساخن، فلا خيار أمام أسود البطولة سوى الفوز بكل نقاطهما، والبداية يجب أن تكون من مباراة الخميس القادم أمام منتخب زامبيا.
فكيف سينهض الأسود من عثرتهم؟