إنهم يقفون على أعتاب لحظة هي بالتأكيد تاريخية واستثنائية، فما يفصلهم عن اللقب العالمي، الذي سيجعل منهم أول منتخب عربي وثالث منتخب إفريقي يتوج بكأس العالم للشباب، 90 دقيقة أو 120 دقيقة على الأكثر، هي زمن المباراة النهائية أمام منتخب الأرجنتين، لكن حتى قبل هذا النهائي التاريخي، فقد دخل عديد لاعبي المنتخب الوطني مفكرة أندية عملاقة، بل إن أشهر الوكلاء سينتظرون بلا شك نهاية مونديال الشباب بالشيلي، ليجعلوا من الأشبال ملح الميركاطو الشتوي.

ولئن كان المنتخب المغربي قد جلب له إعجاب وتقدير العالم، بجماعيته التي تجعله قادرا على كسب أصعب المعارك الكروية، بل ومكنته من قهر أعتد المدارس العالمية في مجال التكوين (إسبانيا، البرازيل، فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية)، فإنه أثار الإنتباه بعدد من لاعبيه الرائعين، الذين باتوا اليوم حاضرين في مفكرة كبار الأندية الأوروبية.

سيقدر نادي موناكو الفرنسي، أن حارسه يانيس بنشاوش الذي وقع على مونديال ولا في الخيال، يمكنه أن يتحرك صوب ناد آخر، إن لم يكن فريق الإماراة قادرا في الوقت الحالي على منحه الرسمية.

ويتملك الكثيرين العجب عندما يتوصلون إلى حقيقة أن إسماعيل باعوف الذي يقف كالجبل في دفاع المنتخب الوطني، يلعب لنادي كومبور بالبطولة الهولندية الثانية، وهو من أظهر المونديال أن مكانه مضمون في أفضل أندية البطولات الخمس.
وهل نصدق أن نادي واتفورد الإنجليزي لم يجرؤ حتى الآن على إعطاء الفرصة كاملة لفنان مثل عثمان معما وقد جلبه من نادي مونبوليي الفرنسي، وهو مرشح اليوم ليكون أفضل لاعب بكأس العالم لأقل من عشرين سنة بالشيلي؟
وكالأسد يزأر نعيم بيار في وسط الميدان، مرتديا لباس المحارب، مع أنه لاعب في صفوف فوجيا، الفريق الذي يلعب تقريبا في القسم الثالث بالبطولة الإيطالية.
ومن يرصد لحربائية ياسين جاسم وكيف يتلاعب بمدافعين بطول فارع، وقد كان رجل مباراتي المغرب أمام إسبانيا والبرتغال في حضرة المبدعين بالسليقة، يتعجب أن تكون هذه الجوهرة مدفونة في البطولة الفرنسية الثانية مع دانكريك، وكذا الأمر بالنسبة للمهاجم والقناص ياسر الزابيري الذي يلعب لنادي فاماليكاو بالبطولة البرتغالية، دون أن نغفل ياسين خليفي لاعب شارلوروا البلجيكي والفنان سعد الحداد الذي يلعب لنادي فينيزيا في البطولة الإيطالية الثانية.
وغير هؤلاء، أشبال تخرجوا من الأكاديميات، ليتواجدوا بأندية وطنية، على غرار فؤاد الزهواني وحسام الصادق، حتى لا ندرك إلا هاتين القطعتين الأساسيتين في العقد الجميل لمنتخب المغرب.
أيا كان الأمر، ومهما كانت نتيجة مباراة اليوم، والأمل كبير أن يكون هؤلاء الأبطال على أعلى منصات التتويج، فإن مسار أغلب أشبال الأطلس سيتغير 180 درجة، والرجاء كل الرجاء أن يحسنوا وقتها الإختيار، لأن منتخب الشباب ما هو إلى عتبة توصل لما هو أكبر وأجمل وأشرف، عرين أسود الأطلس.