مباشرة بعد الإستقبال الملكي الذي غمر شباب المغرب وأبطال العالم، بمشاعر الفخر والسعادة والغبطة، أقلت حافلة مكشوفة أعضاء الفريق الوطني، كما أوصى بذلك جلالة الملك محمد السادس، لتجوب بهم أهم شوارع العاصمة الرياط، وسط الآلاف من المغاربة الذين وجهوا بمختلف التعبيرات، شكرهم وامتنانهم لهؤلاء الأشبال، وقد كتبوا بمداد من ذهب واحدة من أجمل الملاحم الكروية، وهم يضعون المغرب على قمة هرم كرة القدم العالمية.

هؤلاء الأشبال الأبطال، أدركوا إزاء هذه الأمواج البشرية التي فرشت لهم طريق السعادة ليمر منها موكب النصر والفخر، روعة ما أنجزوه بالشيلي، فقد كان الإستقبال الملكي الرائع والإحتفاء الشعبي التاريخي، أجمل بكثير مما كانوا يتصورونه، فقد أدركوا قيمة الإنجاز، بالفوز باللقب العالمي، إلا أن ما عاشوه على طول مساء الأمس، سيظل راسخا في ذاكرتهم، يدفعهم لمزيد من البذل والعطاء لصناعة مزيد من الإنجازات.

إن الإحتفاء بالإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني، وهو يتوج بطلا للعالم في النسخة الرابعة والعشرين لمونديال الشباب بالشيلي، هو احتفاء بنجاح منظومة عمل واستراتيجية روعي في تنزيلها كل شروط الجودة والإحترافية.
إنجاز هو امتداد لإنجازات كروية مهدت له، والمنتخب الوطني للكبار يدون واحدة من أجمل الملاحم في تاريخ الوطن، ببلوغه الدور نصف النهائي لكأس العالم 2022 بقطر، والمنتخب الأولمبي من بعده يصعد لأول مرة لمنصة التتويج بأولمبياد باريس 2024، وعلى صدور الأسود ميداليات برونزية.