أسود الأطلس يملكون كل مقومات الفريق البطل

إن كان هناك من فارس غير متوج وأسطورة عالمية أدارت لها إفريقيا ظهرها، فهو بالتأكيد عميد أسود الأطلس وحارس عرينهم لسنوات طويلة ومدربهم أيضا الزاكي بادو.
الزاكي اكتشف لأول مرة أجواء كأس إفريقيا للأمم سنة 1980 بنيجيريا، حيث توج وقتذاك مع جيل من الشباب بالميدالية البرونزية بحلولهم في الصف الثالث، لكن اللقب الإفريقي تمنع عليه في ثلاث نسخ تالية، قبل أن يعيش بتونس سنة 2004 مدربا وناخبا صدمة الخروج من الدور النهائي بميدالية فضية فقط.
الزاكي يروي القصة القديمة له مع الكأس الإفريقية ويتوقع التالي لوليد الركراكي وأسود الأطلس في كان 2025.

ــ المنتخب: عشت كلاعب أربع نسخ لكأس إفريقيا للأمم، 1980 بنجيريا، 1986بمصر، 1988 بالمغرب و1992 بالسينغال، في أي منها أضاع المغرب اللقب الإفريقي؟
ــ الزاكي بادو: لنقل أننا أضعنا أو أضاعوا علينا اللقب الإفريقي في نسختين ، نسخة 1986 بمصر والتي بلغنا خلالها الدور نصف النهائي وواجهنا منتخب مصر بالقاهرة، في ملعبها الدولي أمام قرابة 120 ألف متفرج، ولعلكم تذكرون قصة إشراك مهاجم منتخب مصر الطاهر أبوزيد في المباراة وهو الذي كان قد تحصل قبل ذلك على إنذارين موجبين للتوقيف، لكنه ظهر خلال المباراة، ومن مكر الصدف انه هو من سجل هدف الفوز لمنتخب مصر.
أظن أننا كنا نملك وقتها منتخبا قويا يتفوق في أشياء كثيرة على المنتخب المصري بدليل أننا أطحنا به من تصفيات كأس العالم 1986، لكن هناك ظروف لعبت لغاية الأسف ضدنا وحرمت ذاك الجيل من التتويج باللقب الإفريقي.

ــ المنتخب: لكن يبدو أن أكبر صدمة كانت هي ضياع اللقب هنا بالمغرب، عندما نظمنا نسخة 1988؟
ــ الزاكي بادو: أتفق معك، ذاك الجيل هو الذي نجح في التوقيع على مشاركة تاريخية في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986 ببلوغنا الدور الثاني. كانت كل الظروف مهيأة لكي يحقق هذا الجيل للمغرب اللقب الإفريقي الثاني بعد الأول الذي تحقق سنة 1976، وبالفعل كنا في طريقنا لتحقيق هذا الهدف، لولا أننا اصطدمنا في مباراة نصف النهائي أمام الكامرون وتعرضنا لذبح تحكيمي من حكم مغمور جرى تعيينه لهذه المباراة، وإن لم تخني الذاكرة فقد كان من جزر موريس.
كانت خيبة الأمل كبيرة جدا، فذاك الجيل كان يضم لاعبين عالميين.

ــ المنتخب: نسخة 1992 وضعت خاتمة لمسارك الدولي مع الفريق الوطني، وخلالها خرج أيضا أسود الأطلس من الدور الأول؟
ــ الزاكي بادو: وصلنا إلى نسخة السينغال 1992 بجيل من الشباب، كنت أنا وعزيز بودربالة من الجيل السابق. كانت مباراتنا الأولى أمام الكامرون أصبت خلالها في العشرين دقيقة الأولى وغادرت، ولم أتمكن أبدا من العودة.
خسرنا من الكامرون وتعادلنا مع الزايير في مجموعة ثلاثية وأقصينا من الدور الأول.

ــ المنتخب: لكن المرة التي كنت فيها قريبا من اللقب الإفريقي في ثوب المدرب والناخب الوطني، بتونس سنة 2004، حتى الآن نار ضياع اللقب الإفريقي لم تنطفئ بعد، أليس كذلك؟
ــ الزاكي بادو: نعم، أظن أن المرات التي مررنا خلالها بمحاداة من لقب كأس إفريقيا للأمم كنا نلعب مباراة فاصلة أمام منتخبات تتواجد على أرضها وبين جمهورها، بنيجيريا 1980 قابلنا النسور الخضر في دور نصف النهائي أمام 100 ألف متفرج بلاغوس، وخسرنا بهدف للا شيء، وبمصر سنة 1986 واجهنا أيضا في نصف النهائي منتخب البلد المضيف وخسرنا بهدف، وتكررت الحكاية بتونس 2004 ونحن نصل إلى المباراة النهائية والكل يرشحنا للتتويج باللقب لأننا كنا وقتها المنتخب الأفضل على كافة المستويات، ولا أظن أن ما صنع الفارق أمورا تقنية، لقد تعرضنا يومها أيضا لمضايقات ولظلم تحكيمي جعلنا نخسر النهائي بهدفين لهدف.
وما عشته أنا واللقب الإفريقي ينفلت من بين أيدينا، عاشه لاعبون غيري، وهو ما يفسر هذا الخصام التاريخي بين المنتخب المغربي وكأس إفريقيا للأمم.

ــ المنتخب: ألا تظن أن الجيل الجديد بقيادة وليد الركراكي، من كان لاعبا في صفوف فريقه سنة 2004، قادر على أن ينهي هذه اللعنة والكأس الإفريقية تلعب على أرضنا وبين جماهيرنا؟
ــ الزاكي بادو: فوق التمني، هناك إعتقاد راسخ عندي وعند غيري من أن فريقنا الوطني يمتلك كل المقومات الفنية والبشرية والذهنية لكي يصالح كرة القدم الوطنية مع كأس إفريقيا للأمم.
أظن أن هذا الجيل الذي عاش تجارب كثيرة على مستوى كأس إفريقيا للأمم قادر على أن يضع كل الظروف إلى جانبه لكي يحقق للمغاربة حلم التتويج باللقب، ولا أظن أن ذلك سيكون مفاجئا أو مستغربا.