كان لا بد وأن نفتح دفتر لاعب صنف الموسم المنصرم وحتى الحالي من بين أفضل 3 لاعبين بالبطولة، بل كان أهم اكتشافات دورة الشان مع المحليين واللاعب الذي ندم الوداديون كثيرا على التفريط فيه.
عبد الغني معاوي المتمرد أم عبد الغني المظلوم، لكم في هذا الحوار الإنفرادي أن تحكموا على أقوال هذا اللاعب وما الذي تحكم في غيابه طيلة الفترة السابقة، ما حقيقة ما راج عنه وما هي مرافعته عن نفسه وكيف يقرأ مستقبله بالبطولة؟

ــ المنتخب: كعادتنا لا يمكن أن نترك الفرصة تمر دون أن نتقصى الحقيقة من فم أصحابها، أنت اليوم تعود للتداريب مع الفريق الأول والعودة تزامنت مع رحيل بن شيخة، هل ل كان تطلعنا على الوضع ولو بإيجاز؟
عبد الغني معاوي: حسبي الله ونعم الوكيل، هذا أفضل ما أستهل به حواري مع منبركم وبه أستهل إطلالتي مع الجمهور الكروي المغربي، لأن ما تعرضت له في الفترة السابقة كان ظلما فوق كل وصف ممكن وكان جحيما لا يطاق.
طلبوا مني أن أنزل للفريق الثاني فقبلت، لأني لاعب محترف مرتبط بعقد واضح وعلي الإمتثال لمطالب الفريق ومسؤوليه، وحرصت على أن لا أنكسر وأنا أتعرض لهذه الصفعة التي لم تكن سهلة، لكني ما واكبها كان أقسى وأكثر إيلاما من قرار إنزالي للفريق الثاني وهو الأمر الذي أحبطني لولا قوة إيماني بالله ورضا الوالدين وعدالة قضيتي وموقفي.

ــ المنتخب: عبد الغني أنت عبر «المنتخب» تتوجه للجمهور الطنجاوي أولا والمغربي ثانيا، قدم لنا روايتك لأن ما راج بخصوص توقيفك رافقه بلاغ من لجنة انضباطية داخل الفريق أي أنك كنت خارج النص؟
عبد الغني معاوي: طيلة مساري بالفرق التي تدرجت منها لم يسجل علي وداخل أي من الأندية التي تشرفت بحمل قميصها وأن تمردت على مسؤول أو كنت خارج النص، فكيف أفعل هذا الأمر وقد بلغت من النضج والخبرة الكثير.
المؤلم في هذه القصة ليس هبوطي للفريق الثاني كما قلت، بل للشائعات التي كانت مدروسة وممنهجة وتم تسخير آلة إعلامية محلية لها لهدمي ومحاولة تدميري والإساءة لرصيدي الكروي وخاصة سمعتي والتي تبقى رأس مالي الأكبر.
لقد كنت أتألم كل لحظة وأحتسب أمري لله وأكتفي بالوضع ولم أشأ الخروج للتوضيح كي لا أسقط في الفخ والإصطدام مع أحد.

ــ المنتخب: ما الذي روج عنك تحديدا، وهل لك أن تطلعنا على أول فصل من القصة؟
عبد الغني معاوي: البداية تعود لما بعد مباراة شباب تادلة والعودة بنتيجة التعادل من هناك، تم إخباري من طرف المدرب رفقة عناصر أخرى بالإحالة على الرديف ولم يتم توضيح الأمر.
حاولت استبيان ما وقع كوني لم أستوعب فقيل لي أن هناك عدم رضا على الأداء ووجود إشارات تهاون في المستوى، بل الأكثر إيلاما وجرحا للنفس هو أنه تم الترويج وسط المدينة لأمور لا تمت للحقيقة بصلة ترتبط بكوني أدمن السهر وأتعاطى الشيشا وتصرفات متهورة وسلوكيات لا مجال لذكرها في منبركم المحترم، ولا أعلم من روج لهذه الإدعاءات التي للأسف صدقتها فئة من الجمهور فتحولت حياتي لجحيم لا يطاق.

ــ المنتخب: لكن لا يبدو منطقيا أن تنتهي علاقتك بالفريق وبتواجد مدرب من حجم بن شيخة لمجرد التعادل في مباراة خارج الميدان.
عبد الغني معاوي: التعادل بتادلة كان مجرد فصل من مسلسل طويل، إنطلق حين بدأت أطالب بمستحقاتي العالقة منذ الموسم المنصرم رفقة بعض اللاعبين ومنها منح مباريات وأمور أخرى.
تم تحميلي مسؤولية مطالبة بعض اللاعبين أيضا بمستحقاتهم أو كوني مسؤول عن تحركاتهم وكأني نقابي وليس لاعب كرة وهذا غير صحيح، إضافة لمناقشة بعض منح الأشطر للموسم الحالي، وأضيف هذا على ذاك فانتهت الحكاية بالإحالة على الفريق الثاني.

ــ المنتخب: لكن ما بلغنا أن أصل الخلاف مرتبط بسلوكيات وتصرفات غير مقبولة من لاعب محترف وعدم قبول التجديد؟
عبد الغني معاوي: وأنا أتوجه بدوري بسؤال إليكم: هل المطالبة بالمستحقات المالية من لاعب ما وإلتماسه تأجيل أي نقاش بخصوص عرض تقدم به فريقه يعتبر جريمة أو مخالفة في عالم كرة القدم؟
أصل الحكاية هو تصفية حسابات لا علم لي بمن كان يحركها ولو أني أنزه المسؤولين داخل اتحاد طنجة عنها، وما قيل عن السلوكيات فسمعتي مثل الذهب بطنجة وبشهادة الجيران والمقربين مني.

ــ المنتخب: قيلت أمور أخرى قبل مباراة تادلة على ما أعتقد؟
عبد الغني معاوي: قبل هذه المباراة وحتى بعدها، بل أنه بعد الهزيمة أمام الرجاء تم الترويج غلى أن مجموعة من اللاعبين وأنا واحد منهم يدمنون السهر ومستواهم تراجع، وردي على هذه الفئة أنه لغاية هذه المباراة فإن إسمي كان ضمن لائحة المنتخب المحلي واعتذر المدرب جمال السلامي عن استدعائي لاحقا لأنه لا يعقل دعوة لاعب موقوف بفريقه، بل بلغني أن هيرفي رونار كان يضعني ضمن خانة الإهتمام من بين لاعبي البطولة.
لاعب بهذه المتابعة ،كيف نقيم مستواه بالتراجع إلا إذا كانت هناك نية مبيتة أو أسباب أخرى لاستبعاده ومع ذلك تقبلت القرار باحترافية وعدت باحترافية أيضا.

ــ المنتخب: ألم يكن الأمر شبيها بواقعة الفتح مع مراد بطنا وحكاية التجديد مثلا؟
عبد الغني معاوي: ليس من حقي المقارنة بين واقع فريق مع فريق آخر، أنا لاعب بعقد له مدة علي احترامها، كما علي واجبات علي الوفاء بها وأدائها بمنتهى الصدق والإخلاص وهو ما قمت به مع اتحاد طنجة.
فعلا تمت مفاوضتي على التجديد وعرضت موقفي وشرحت أسباب الرفض وطلبت انتظار نهاية الموسم لاتضاح الصورة، لأني أحببت فريق اتحاد طنجة وقدمت له كما قدم لي الكثير لكن من حقي التطلع للأفضل ولرهانات جديدة في مساري كلاعب.

ــ المنتخب: نفهم من كلامك أنك ترفض حاليا الإستمرار مع الفريق؟
عبد الغني معاوي: أولا أود التركيز على المباريات المتبقية ومساعدة الإتحاد قدر الإمكان وبعدها نتحدث في موضوع المستقبل، أنا رهن إشارة المدرب الجديد ولن أدخر جهدا في مساعدته إن رأى أني أهل لذلك، بخصوص مستقبلي فأنا أتطلع بعد الذي حققته هنا رفقة اتحاد طنجة لمغامرة جديدة وتحد جديد في مساري الإحترافي.

ــ المنتخب: هل لديك عروض وما حقيقته توصلك لاتفاق مع بعض فرق البطولة؟
عبد الغني معاوي: لست أنا من يستقبل العروض لأنه لدي وكيل أعمال وهو المخول له هذا الأمر، كلما تلقيت مكالمة بهذا الخصوص كنت أتجاهلها لأني لاعب محترف وأحترم عقدي مع اتحاد طنجة.
لقد روجوا عني الكثير من الكذب ومن بين ما قيل عني أني وقعت لفريق الرجاء وآخرون قالوا الوداد وهي أمور غير صحيحة وأتحمل مسؤوليتي كاملة فيها.

ــ المنتخب: وماذا عن الخليج؟
عبد الغني معاوي: وكيل أعمالي يتوفر على عروض منها المحلي والعربي، ولن أناقش أي منها ما لم ينته الموسم الكروي الحالي لأني أود أن أختم المشهد مع اتحاد طنجة بصورة إيجابية تبقي علاقة الإحترام قائمة مع المسؤولين والنادي وخاصة فئة واسعة من أنصاره بادلتني التقدير والإحترام ووقفت بجانبي في محنتي.

ــ المنتخب: حدثت كل هذه الأمور ومدرب بالفريق إسمه بن شيخة حاضر، ماذا كان موقعه وموقفه مما كان يدور حوله؟
عبد الغني معاوي: بمنتهى الصدق وأقول هذا ليس لأنه رحل وترك الفريق، لقد افتقد الصراحة معي المفروض أن أي مدرب على مستوى العالم يحمي لاعبيه لا أن يرميهم للمحرقة.
توجهت إليه بعد صدور القرار فأخبرني أنه قرار إداري علي احترامه، ومن يومها لم أنظر في وجهه ولا إلتقيت به مباشرة لأنه يعلم حجم التضحيات والتعاون الذي قدمته للفريق وله وللأسف لم ألق الدعم الكافي منه.

ــ المنتخب: ما كان يبدو في الصورة كان عكس هذا تماما، بن شيخة كان يظهر في صورة الأب ولطالما صرح بهذا؟
عبد الغني معاوي: أنا لا أتحدث لا عن أب ولا عن مربي، أنا أتحدث عن دور مدرب له صلاحيات واسعة تقنيا لحماية لاعبيه وأنا واحد منهم، لطالما لعبت تحت وقع الألم لمساعدته ومساعدة الفريق وهو يعلم هذا جيدا.
حين كنت أقدم أداء متوسطا أو أن يخسر الفريق كنت ألام وبقوة منه وعند رحيله حملت هاتفي واتصلت به ووضحت له موقفي وأخبرته بكل ما جرى وكونه لم يدعمني ومع ذلك سامحته.
بالنسبة لي مدرب واحد أدين له بالكثير لغاية اللحظة التي أحدثكم فيها وهو محمد فاخر الذي أعتبره معلمي وصاحب فضل كبير، فيما بلغته لأنه آمن بقدراتي ومنحني فرصة اللعب بالشان وانطلقت منها بقوة، بل ساعدني كثبرا لتصحيح أمور تكتيكية وخططية وبفضل الله ودعم السي امحمد فاخر بلغت كل هذه المستويات.

ــ المنتخب: ما هو أقصى طموح يمكن أن يدركه اتحاد طنجة فيما تبقى من الموسم الحالي؟
عبد الغني معاوي: كل الحسابات قائمة وأمامنا عدة مباريات مؤجلة علينا استغلالها والفوز بها سيقربنا كثيرا من مقدمة الترتيب واحتلال مرتبة مشرفة، كما يوجد رهان كأس العرش وللأسف كان بالإمكان أفضل مما كان بكأس الكاف، اتحاد طنجة بفضل تدبيره وجمهوره الرائع  بعد سنتين بقسم الكبار صار مهاب الجانب وهذا أمر مهم للغاية.

ــ المنتخب: هل ما زلت تطمح في العودة للمنتخب المحلي بعد تأكيد عودتك لصفوف فارس البوغاز؟
عبد الغني معاوي: بكل تأكيد وبفضل الثقة بالنفس وبالإصرار والعزيمة وتوفيق الله سبحانه وتعالى كل شيء ممكن، أمامي فرصة التأكيد لو نلت ثقة مدرب اتحاد طنجة وأنا متشوق للعب والرد على كل الإساءات التي حاولت تدميري.
المنتخب المحلي والأول كانا وسيظلان أسمى الأهداف بجانب الإحتراف بطبيعة الحال، بلغت سن نضج كروي كبير ورغبتي في تقديم مستويات كبيرة هي أكبر رهاناتي، وأتمنى أن أوفق إن شاء الله، وشكرا لكم على الإستضافة للتوضيح.