بعد أربع مرات حضر فيها المغرب نهائيات كأس العالم سنوات 1970، 1986، 1994، و1998يتطلع أسود الأطلس لربط الماضي بالحاضر والحضور من جديد في نهائيات المونديال المقبل بروسيا ليحتفل المغاربة بحضورهم في نهائيات أمجد الكؤوس لخامس مرة.
حكاية المغاربة مع كأس العالم تعود لسنوات بعد أول حضور في الأراضي المكسيكية وأخرها في بلاد الفرنسيين، لذلك يأمل الجيل الحالي من اللاعبين المغاربة تأكيد حضورهم القوي وتحقيق أجمل عبور من أبيدجان التي تنقصهم فيها فقط نقطة وحيدة لإدخال الفرحة على قلوب الملايين من مغاربة الداخل والخارج.
1970 بداية الحكاية 
تأهل المنتخب المغربي لأول مرة لنهائيات كأس العالم سنة 1970 بالمكسيك ليكون الممثل الوحيد للقارة الإفريقية، بعدما عبر أسود الأطلس مسار التصفيات بنجاح بحضور جيد تمكنوا من خلاله في الدور الأول من تجاوز  عقبة السينغال بهدف لصفر سجله بوجمعة بنخريف بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء قبل أن يخسر الأسود في الإياب بدكار بهدفين لواحد، ليلعب المنتخبين بعدها مباراة فاصلة للتأهل للدور الثاني إنتهت بفوز المنتخب المغربي بهدفين لصفر سجلهما حفناوي وباموس.
وفي الدور الثاني من التصفيات إلتقى المنتخب المغربي مع تونس التي تعادل معها أسود الأطلس ذهابا سلبيا وهي ذات النتيجة التي إنتهى بها لقاء العودة، قبل أن يلعب المنتخب المغربي مع التونسيين مباراة فاصلة في مارسيليا إنتهت بهدفين لمثلهما، ليتأهل المغرب بعدها للدور الموالي عقب إجراء القرعة التي إبتسم الحظ فيها لأسود الأطلس بقيادة اللاعب حمان.
وفي الدور الثالث والمؤهل للمونديال واجه المنتخب المغربي نسور نيجريا وتفوق عليهم بهدفين لواحد، وخسر في الإياب بهدفين لصفر، قبل أن يتعادل المغاربة مع السودان سلبيا ويفوز عليهم بثلاثية جعلت المغرب يتصدر مجموعته بخمس نقاط وخلفه نيجريا بـ4 نقاط ثم السودان في المركز الثالث والأخير بثلاث نقاط.
1986 لفت للأنظار 
تمكن المنتخب المغربي من تأكيد حضوره القوي في تصفيات مونديال المكسيك 1986، بعدما عبر أسود الأطلس حاجز سيراليون الذين تفوقوا عليهم بهدف لصفر في الذهاب وبرباعية في الإياب، ليلاقي المنتخب المغربي بعدها في الدور الثاني منتخب مالاوي الذي تفوق عليه الأسود بهدفين لصفر قبل التعادل معه سلبيا للعبور بعدها لملاقاة مصر في الدور الثالث الذي شهد تعالا سلبيا للمنتخب المغربي أمام الفراعنة قبل تجاوزهم بهدفين لصفر والتأهل بعدها لملاقاة المنتخب الليبي الذي كان بمثابة الحاجز الأخير في وجه الأسود للحضور لثاني مرة في نهائيات كأس العالم عقب التفوق على ليبيا بثلاثية نظيفة قبل الخسارة خارج القواعد بهدف لصفر.
المنتخب المغربي تحت إشراف المدرب البرازيلي جوزي فاريا تمكن من العبور بعدها للدور الثاني، بعدما قدم أوراق إعتماده أمام منتخبات بولونيا، إنجلترا وبعدها البرتغال، قبل الخروج من الدور الثاني مرفوعي الرأس عقب الخسارة الصغيرة بهدف لصفر أمام ألمانيا بهدف ماتيوس في الدقيقة 87، ليغادر رفاق الهداف ميري كريمو بعد أداء باهر أشاد به العديد من النقاد الرياضيين.
1994 أمريكا تنادي 
لم يكن تأهل أسود الأطلس لنهائيات مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية سهل المنال، بعدما تجاوز المنتخب المغربي العديد من الألغام بعد تجاوز الدور الأول بسلام، حيث تجاوز المغاربة عقبة إثيوبيا بخماسية داخل الميدان قبل التفوق عليها خارجه بهدف لصفر، وبعدها واجه المنتخب المغربي البينين وكرس تفوقه ذهابا وإيابا بهدف لصفر بكوطونو، وبخماسية بالرباط، في حين كان الأسود قد تعادلوا مع تونس بهدف لمثله بتونس العاصمة وسلبيا بالدار البيضاء.
بعدها تأهل المنتخب المغربي للدور النهائي الذي تشكل من مجموعة تضم ثلاث منتخبات ويتعلق الأمر إلى جانب المغرب بمنتخبي زامبيا والسينغال، حيث إستهل الأسود المباريات بمواجهة أسود التيرانغا الذين تفوقوا عليهم بهدف لصفر، قبل الخسارة بلوساكا أمام زامبيا بهدفين لواحد لينهض الأسود من جديد ويحققوا إنتصارا إستراتيجيا على السينغال بدكار بثلاثة أهداف لواحد، قبل أن يخطف الأسود بطاقة العبور للمونديال عقب الفوز على زامبيا بالدار البيضاء بهدف لصفر، ليكون أجمل عبور من الأراضي المغربية للحضور في مجموعة مونديالية ضمت هولندا، المملكة السعودية وكذا بلجيكا.
1998 أجمل عبور 
في رابع حضور للمنتخب المغربي بنهائيات كأس العالم قدم أسود الأطلس أوراق إعتمادهم بعدما حققوا نتائج مميزة إستهلوها بتجاوز عقبة سيراليون بهدفين لصفر، قبل أن يتعادلوا مع غانا بملعبها بهدفين لمثلهما، وبعدها فاز المغاربة على الغابون برباعية خارج القواعد كما كان الشأن في سيراليون بميدانها حتى جددت عليها كتيبة الفرنسي هينري ميشيل الإنتصار بهدف لصفر، قبل الفوز على غانا بهدف لصفر والإنتصار بعدها  في سادس جولة على الغابون بهدفين لصفر، ليحلق المنتخب المغربي عاليا في مساء المونديال عقب تصدر مجموعته بـ 16 نقطة.
فرنسا نادت على المنتخب المغربي ليقدم فيها واحدا من أجمل المونديالات بعد مسار تصفوي مميز، مكن الأسود من إثبات حضورهم القوي أمام مختلف المنافسين قبل لفت الأنظار أمام منتخبات كبيرة من حجم النرويج، إسكتلندا وكذا البرازيل ليغادر الأسود من الدور الأول بعدما إحتلوا الصف الثالث لكنهم حظوا بإحترام الجميع بعد الأداء والأهداف الرائعة التي سجلها لاعبو المنتخب المغربي.
2018 هل تكون الخامسة للأسود؟
لا حديث وسط المغاربة طيلة هذا الأسبوع إلا عن مباراة القرن التي ستجمع المنتخب المغربي بمنافسه الإيفواري عن الجولة السادسة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، فالأسود الذين يحلمون بالحضور في نهائيات المونديال لخامس مرة لن يرضوا بغير التأهل من قلب أبيدجان من أجل ربط الماضي المجيد بالحاضر المشرق بعدما مرت 19 سنة على غياب المغرب عن المحفل العالمي.
الجمهور يحلم أن يكون عبور الأسود من الأراضي الإيفوارية ورغم النقاط التي ضيعها المغاربة أمام فهود الغابون أو نسور مالي، إلا أن الكل يحلم أن يكون مسك الختام من أبيدجان لإدخال أجمل فرحة على قلوب المغاربة الذين ينتظرون الصورة التي ستظهر عليها كتيبة الفرنسي هيرفي رونار التي تطمح أن تحقق أجمل الأماني من بلاد الفيلة للعبور لمونديال الأحلام.