أجزم على أن ما جاء فوزي لقجع لقيادة جامعة رياضية من أكثر الجامعات متابعة ومساءلة واهتماما إعلاميا، إلا لأنه جمع بين مقومين كبيرين، المقوم الأول أنه رجل مستأنس بتحمل المسؤوليات العظام والجسام، ومتمتع بعقلية الرجل العلمي والبراغماتي، والمقوم الثاني أنه رجل شغوف بكرة القدم، وعندما يلتحم العلم بالشغف، فإنه يقود بالتالي إلى ما يجمع عليه المغاربة اليوم من أن كرة القدم الوطنية والجامعة الملكية المغربية بالذات رزقت برجل إجتمع فيه ما تفرق في غيره، لذلك لا غرابة أن يكون فوزي لقجع على رأس الجامعة التي أنهت خصاما دام 20 سنة بين الفريق الوطني وكأس العالم.
فوزي لقجع الرئيس السعيد، وفوزي لقجع الفرح مثل كل المغاربة، وفوزي لقجع الذي ما زال يتغذى من شغفه، هو الذي تلتقيه «المنتخب» لتسرد على لسانه ملحمة التأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم.

ــ المنتخب: نجح الفريق الوطني في تجديد العهد مع كأس العالم بعد جفاء دام 20 سنة كاملة، إنها بالفعل أجمل نهاية لقصة كفاح بطولية؟
فوزي لقجع: أولا نحمد الله على أننا وفقنا في إسعاد المغاربة، ومصالحة الفريق الوطني مع منافسة عالمية كان له شأن عظيم فيها عبر التاريخ، فالفريق الوطني كان سباقا لكثير من الإنجازات التاريخية باسم قارته الإفريقية وباسم أمته العربية، وأبدا لم يكن من المقبول أن يبقى الفريق الوطني في منأى عن كأس العالم.
هي بالفعل قصة كفاح تلاحمت فيها كل الفعاليات ليصبح النجاح في النهاية نجاحا جماعيا، وما كان لهذا النجاح أن يأتي بهذه الصورة الجميلة لولا هذه الجماعية التي باتت إحدى مقومات العمل الإحترافي، لقد آمنا بإمكانياتنا ومقدوراتنا وجندنا كل ما نملك من إمكانيات لنضع الفريق الوطني على السكة الصحيحة، وليتحقق في النهاية التأهل للمونديال بعلامة الإمتياز الكاملة، وأظن أن الإعلام الأجنبي الموضوعي أجمع على أن المنتخب المغربي إستحق عن جدارة وصوله لنهائيات كأس العالم.
هو تأهل تاريخي بالنظر إلى أن الفريق الوطني تخلف عن المونديال لمدة عقدين من الزمن، ولكنه في المقابل تأهل طبيعي بالنظر إلى أن هذه هي المرتبة التي يجب أن يتواجد فيها الفريق الوطني، بالنظر لإمكانياته الفردية والجماعية، وبالنظر أيضا لما يرصد له من وسائل عمل قد لا تتوفر لكثير من المنتخبات القارية.

ــ المنتخب: في أول ردة فعل لكم بعد نهاية المباراة أمام كوت ديفوار أهديتم التأهل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، عربون وفاء وولاء واعترافا بما يخص به صاحب الجلالة جامعة كرة القدم والفريق الوطني من عناية مولوية، أليس كذلك؟
فوزي لقجع: للأمانة فصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله هو الداعم الأول للمنتخب الوطني ولجامعة كرة القدم، وفي كل الأوراش التي نفتحها دوليا وإفريقيا ووطنيا نشعر بجلالته محفزا وداعما لنا، ونحن في غاية السعادة بما خصنا به حفظه الله في رسالة التهنئة الموجهة للفريق الوطني في أعقاب تحقيق التأهل لنهائيات كأس العالم، وأؤكد على أننا في كل مبادراتنا نهتدي بتوجيهاته ونعمل المستحيل من أجل أن ننال رضاه، لأنه حفظه الله يعمل ليل نهار من أجل رفعة وسؤدد المغرب.

ــ المنتخب: كيف عاش فوزي لقجع رئيس الجامعة والشغوف بكرة القدم لحظات التأهل لنهائيات كأس العالم؟
فوزي لقجع: عشتها ككل المغاربة الذين خرجوا بعد نهاية المباراة إلى الشوارع بالمغرب وفي كثير من مدن العالم للتعبير عن فرحتهم العارمة بهذا الإنجاز الكروي، وعشتها أيضا كرئيس للجامعة التي ما تركت شيئا للصدفة وحرصت من أول يوم على تأمين كل الظروف من أجل أن يصل الفريق الوطني إلى هذا المستوى الذي يضعه في خانة كبار منتخبات العالم.
هي إذن فرحة المسؤول وفرحة المغربي وفرحة الشغوف أيضا.
الواضح أن التعبير الذي يفوق كل الوصف عن الفرح الجماعي بالتأهل لكأس العالم، هو انعكاس لحالة الإحباط التي سادت المغاربة لسنوات وفريقهم الوطني لا يشارك في نهائيات المونديال، لذلك أعتبر أن هذا التأهل ما هو إلا خطوة أولى في طريق الألف ميل.

ــ المنتخب: وكيف ستكون الخطوة الثانية في طريق الألف ميل؟
فوزي لقجع: ليس خطوة ثانية، ولكن ثالثة ورابعة.. أعتقد على أننا يجب أن نتجرد من كم العواطف التي جاشت في دواخلنا جميعا بتحقيق هذا الإنجاز، لننكب على الخطوات التالية، والتي منها طبعا أن نؤمن للفريق الوطني كل الظروف الممكنة من أجل أن تكون مشاركته في نهائيات كأس العالم بروسيا مميزة وتليق بسمعة وتاريخ أسود الأطلس.