تعاقب على المنتخب المغربي منذ مونديال فرنسا 98 ما يربو عن 9 مدربين ومن مدارس كروية مختلفة فشلوا جميعهم في ربح الرهان الكبير وفي أن يثبتوا أقدام الأسود في كأس العالم.
البداية كانت مع البولوني كاسبيرزاك والذي بدأ التصفيات التي سينهيها كويليو سعيا خلف الحضور في مونديال كوريا واليابان 2002، إلا أن الرجلين معا فشلا، والفشل رافق رحلتيهما في آخر مباراة أمام المنتخب السينغالي في وضع شبيه بوضع الجيل الحالي ويومها كان التعادل بداكار يكفي لبلوغ الحلم.

وتولى الزاكي بمفرده مهمة القبض على البطاقة المونديالية سنة 2006، إلا أنها عاد ليشرب من نفس كأس الإقصاء في المحطة الختامية والأخيرة بعد تعادل مخيب برادس أمام المنتخب التونسي وهو الذي رحل لبلاد قرطاج بشعار الإنتصار ليغادر المركب بعد هذا الفشل.
وشكلت تصفيات 2010 ورحلة البحث عن بطاقة مونديال جنوب إفريقيا المسار الأسوأ بين كل التصفيات الأخرى، إذ غادر الفريق الوطني بأبشع صورة بعد أن ملك الأمر للفرنسي روجي لومير والذي غادر بعد ذهاب التصفيات متحصلا على نقطتين، تاركا زمام المبادرة لتركيبة غريبة رباعية تشكلت من مدربين مغاربة لم يوفقوا في تدارك ما ضاع ذهابا وربحوا نقطة واحدة في الإياب لتضيع بطاقة جنوب إفريقيا مرة أخرى.

وأمام إكراهات الفشل الذريع ستحاول جامعة الفهري محاولة كبيرة باستقدام من سمته بالمدرب العالمي في شخص إيريك غيرتس والذي سيتجرع مرارة الإقصاء ويتخلف في بحر الطريق تاركا مكانه للطوسي ولا أحد منهما استطاع بلوغ شواطئ البرازيل.
بهذا الجرد يمكن بلوغ الحقيقة الساطعة التي تلخص كم الفشل الذي رافق مسارات الأسود وحالة الإستعصاء التي لم تنفع معها كل الوصفات التي تم تجريبها وحتى وإن اختلف واقع الإقصاء بين المحطات الختامية وبين الخروج المبكر، إلا أن النتيجة الحتمية كانت نفسها فارضة منطقها على الجميع لغاية قدوم رونار.

لقجع بمقاربة تشاركية مختلفة
لا يمكن تبخيس عمل الجامعات السابقة التي أدارت شؤون الكرة المغربية، إلا أن واقع النتائج يشهد على تميز الجامعة الحالية برئاسة فوزي لقجع من خلال اعتماد مقاربة مختلفة عن تلك التي نهجها سلفه مثلا علي الفاسي الفهري.
حرص الرجل على البقاء قريبا من محيط الأسود وسفره الدائم معهم في المحطات والمواعيد الحاسمة والكبيرة كان عامل الإختلاف عما ساد الفترة السابقة والتي كانت خلالها الإنشغالات الموازية لمن دبروا شؤون الجامعة تقف حجرة عثرة أمام تصحيح مسار الفريق الوطني عندما كان يختل الميزان.
ولئن كان اللاعبون والمدرب رونار قد قاموا بعمل كبير وجبار في سبيل عودة الأسود لمعترك العالمية والمونديال فإن هذه الثمار ما كان لها أن تجنى لولا طريقة اشتغال لقجع والذي أكد منذ اليوم الأول لتنصيبه أن ورش الأسود يتصدر كل الأوراش وعلى أن نجاحه مرتبط بتغيير العقليات وبتغيير فلسفة العمل ليكون النهج الذي سار عليه سببا في النجاح الذي كان حليفا للمشوار في نهاية المطاف.

حتى لا ننسى اختراق الكاف
لم نكن بحاجة لهدايا من الحكام ولا لمن يقدم المحاباة للفريق الوطني، بقدر ما كنا نحتاج لمن يعطي الأسود حقهم المشروع ولمن يحميهم.
هذا الأمر لم يكن متاحا في السابق، وكثيرة هي الوقائع والمباريات الشاهدة على تجاوزات أصحاب الصافرة في مباريات مفصلية لفريقنا الوطني وفي تصفيات المونديال تحديدا، ولنا أن نستحضر مباراة تنزانيا بدار السلام في تصفيات المونديال البرازيلي وتجاوزات الحكم الأنغولي كارفايو.
اليوم ساهم اختراق الجامعة ورئيسها وعدد من قيادييها لأروقة "الكاف" في منح المغرب الثقل الذي يستحقه وانعكس على محيط الأسود الذين استشعروا هذه الطمأنينة في المباريات المهمة، الأمر الذي انعكس عليهم بشكل إيجابي وظهرت نتائجه وثماره في التصفيات الأخيرة للأسود.
وعلى ما يبدو فإن المكتب الحالي للكاف برئاسة الملغاشي أحمد أحمد كان فألا حسنا على الكرة المغربية أندية ومنتخبات.