فرض عبد الرحيم شاكير نفسه بالمجموعة الرجاوية وأصبح ركيزة  أساسية يعتمد عليها المدرب الإسباني غاريدو، ليشكل بالتالي أحد الإنتدابات الناجحة للرجاء البيضاوي هذا الموسم إلى جانب ياجور وحدراف، حيث أن هذه العناصر المجربة منحت الإضافة المرجوة للنسور.
وبعد الفوز الأخير على المغرب التطواني كان لنا لقاء مع الشاكير جوكر الكتيبة الخضراء، تحدث فيه عن هذا الفوز المستحق، كما جرنا الحديث لمواضيع أخرى تهم تألقه مع النسور و ةتتويجه بأول لقب في مساره، كما أكد بأن لا خوف على مستقبل الفريق الأخضر، حيث فتح الفوز بكأس العرش الشهية للألقاب في ظل وجود مجموعة قوية ومدرب محترف وجماهير متعطشة وغيورة، إذ سيعود الرجاء في نظره للسكة الصحيحة ليقود مجددا قاطرة الكرة المغربية، وكي لا أطيل أترككم قراءنا الأوفياء مع تصريحات عبد الرحيم الشاكير.

ــ المنتخب: بعد مسار طويل مع أندية مختلفة، توجت هذا المسار بأول لقب لكأس العرش، فكيف كان الإحساس بهذا التتويج؟
الشاكير: هذا من فضل الله تعالى، إنه لقب غالي جدا، هناك لاعبين لم تتح لهم فرصة التتويج بهذا اللقب رغم الممارسة لمدة طويلة، وأظن بأنني كنت محظوظا بانضمامي للرجاء في هذا التوقيت ومن الصعب جدا أن أصف لك الإحساس بعد هذا الإنجاز، حيث توفقنا في إسعاد الجماهير الرجاوية بعد فترة طويلة عانت فيها طويلا من ابتعاد الفريق عن سكة الألقاب لحوالي أربع سنوات، وأنا سعيد جدا أن أكون ضمن هذه المجموعة التي حققت اللقب وأعادت الفرحة لقلوب الجماهير الرجاوية.

ــ المنتخب:حاليا تلعب في عدة مراكز مع الرجاء، أين ترتاح أكثر؟
الشاكير: هذا الموسم لعبت كظهير أيمن وفي قلب الدفاع ووسط ميدان، والحمد لله لم أجد أية مشاكل في كل هذه المراكز، لكني أفضل اللعب بوسط الميدان، حيث أجد حريتي وراحتي أكثر، وكلاعب محترف فإنني رهن إشارة المدرب الذي تبقى له صلاحية توظيفي في المكان الذي يراه مناسبا، واللاعب العصري يجب أن يتقن الأدوار الدفاعية و الهجومية، لأن أغلب المدربين يفضلون اللاعب الجوكر، لأنه يسهل لهم المهمة في كثير من الأحيان.

ــ المنتخب: تعاملت مع مجموعة من المدربين مغاربة وأجانب، من خلال تجربتك، ما هي الإضافة التي يمكن أن يقدمها غاريدو للرجاء؟
الشاكير: الإضافة تتجلى في تتويجه بلقب كأس العرش بعد فترة قصيرة من العمل مع الفريق، فليس من السهل على أي مدرب يخوض أول تجربة له في المغرب، وبعد أشهر قليلة من العمل ينجح في قطف الثمار والتتويج بأول لقب، هذا يعني بأن الرجل يقدر عمله ومسؤولياته، وغاريدو لا يحتاج لشهادة مني في حقه لأن تاريخه ومساره مع الأندية الإسبانية يشفع له لقيادة فريق كبير من حجم الرجاء، وشخصيا أتمنى له التوفيق، ونحن بحاجة لمثل هؤلاء المدربين من أجل الإستفادة من خبرتهم.

ــ المنتخب: الجمهور الرجاوي يعتبرك واحد من الصفقات الناجحة هذا الموسم، هل أنت راض عما قدمته للفريق؟
الشاكير: سؤال يمكن أن أتركه للجمهور لكي يجيب عنه، لأنه بالنسبة لي من الصعب جدا أن أحكم على نفسي، وشخصيا أجتهد وأبذل قصارى الجهود سواء في التداريب أو في المباريات لأقنع المدرب أولا، وحتى أكون عند حسن ظن الجماهير الرجاوية، فكما تعلم فإن اللعب بالدار البيضاء وأمام الجماهير الرجاوية يختلف عن باقي الأندية، إذ يفرض عليك أن تكون دائما في المستوى المطلوب.

ــ المنتخب: كيف ترى مستوى البطولة الاحترافية، وهل تحس بوجود تطور بالمقارنة مع السنوات الماضية؟
الشاكير: بالفعل هناك تحسن ملموس من موسم لآخر، ما يؤكد ذلك هو تألق الأندية المغربية في المنافسات الإفريقية، حيث وصول الفتح الرباطي لنصف النهائي وتتويج الوداد بلقب عصبة الأبطال، كما أن مستوى الأندية جد متقارب ويصعب التكهن بنتيجة أية مباراة، وليس هناك فارق كبير من النقط بين الأندية، وبالتالي فالمنافسة على اللقب تشتد بين مجموعة من الفرق، وكذلك الشأن بالنسبة للنزول، وهذا ما يضفي نوعا من الحماس والندية والإثارة على منافسات البطولة الإحترافية، ومن جانب آخر ينتظر أن يمنح تأهل المنتخب الوطني للمونديال دفعة أخرى للكرة المغربية.

ــ المنتخب: لكن المباريات الأخيرة تعرف نوعا من العزوف الجماهيري، فهل سيكون لذلك تأثير سلبي على المستوى؟
الشاكير: مع بداية الموسم كان الحضور الجماهيري في المستوى المطلوب في أغلب المباريات، لكن مؤخرا تراجع الحضور الجماهيري وذلك لا يعود بالأساس لتراجع المستوى، بل هناك بعض العوامل الأخرى التي ساهمت في ضعف الإقبال الجماهيري، وأخص بالذكر إقفال بعض الملاعب بهدف الإصلاح، ما يضطر الأندية للتنقل خارج قواعدها، كما أن برمجة مباريات في وسط الأسبوع على الساعة الثالثة بعد الزوال يشكل عائقا أمام حضور شريحة مهمة من الأنصار، لكن أظن بأن مرحلة الإياب ستتحسن فيها الأوضاع بشكل كبير مع افتتاح مجموعة من الملاعب بما فيها مركب محمد الخامس.

ــ المنتخب: بعد التتويج بكأس العرش ستنافسون كذلك على واجهتي البطولة وكأس الكاف، هل بإمكانكم المنافسة على الواجهتين؟
الشاكير: الرجاء لديه من التجربة ما يكفي للمنافسة على عدة واجهات، لقد طوينا صفحة كأس العرش وتركيزنا حاليا على منافسات البطولة، نحاول تدبير كل مباراة على حدى ولا نفكر في باقي المباريات، فبعد الإنتهاء من المواجهة مع المغرب التطواني تنطلق عملية التركيز والإعداد للمباراة القادمة، وحين يحين وقت المنافسات الإفريقية سنكون بإذن الله في قمة التنافسية، والرجاء حين يشارك في أية منافسة مهما كان حجمها وقيمتها، فإنه لا يشارك من أجل المشاركة وتنشيط تلك البطولة، وإنما بهدف التتويج، وهذا ما نسعى إليه، حيث هدف كل مكونات الفريق إعادة الفريق لمكانته الطبيعية كقاطرة للكرة المغربية.

ــ المنتخب: قريبا ستنطلق منافسات "الشان" ببلادنا بحكم تجربتك الدولية، كيف ترى حظوظ المنتخب المحلي في المنافسة القارية؟
الشاكير: لن أقول بأن المجموعة سهلة، لأن المنتخبات التي تأهلت لهذه المنافسة القارية تستحق أن تكون حاضرة في هذا العرس الإفريقي، وكما تعلم فإن كرة القدم حاليا لا توجد فيها فوارق كثيرة.
لكن المنتخب المحلي يضم بصفوفه عناصر جيدة ومتمرسة أبانت عن علو كعبها في المباريات الإقصائية بتجاوز منتخبات قوية على غرار المنتخب المصري، وإن شاء الله بدعم الجماهير المغربية نتمنى أن يحقق المنتخب المحلي لقب "الشان"، ويسير على خطى المنتخب الأول الذي أسعد الشعب المغربي بتأهله للمونديال، وهذا من شانه أن يمنح دفعة قوية للكرة المغربية.

ــ المنتخب: في ختام هذا اللقاء نتمنى لك التوفيق ونترك لك الفرصة لتقول كلمتك الأخيرة؟
الشاكير: أولا أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لكم ولجريدتكم مزيدا من التقدم والإزدهار، وأستغل هذه الفرصة لأشكر كثيرا الجماهير الرجاوية لوقوفها إلى جانب فريقها واللاعبين أيضا ومساندتها اللامشروطة منذ بداية الموسم، فبفضلها حققنا لقب كأس العرش، وكما عهدناها ستكون حاضرة بقوة في باقي المنافسات، وإن شاء الله نعدها نحن كلاعبين ببذل قصارى الجهود لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية التي ستمكننا من استعادة صدارة الترتيب والمنافسة بقوة على لقب البطولة، لأن لدينا عناصر وتركيبة بشرية قادرة على تحقيق هذه الأهداف.