أكد مصطفى مديح مدرب المنتخب الوطني للشبان أنه يكتشف يوم بعد الآخر أشياء جديدة من خلال إحتكاكه بفئة الشبان والتي وصفها بأصعب ورش ممكن الإشتغال عليه.
مديح قال أنه ينبغي أن تكون مربيا قبل أن تكون مدربا وأشاد بما وفرته الجامعة من سبل إشتغال والتي قال أنها كفيلة بأن تكسب باقي الفئات السنية المناعة المرجوة في الإحتكاك مع المدارس الإفريقية المختلفة.

ــ المنتخب: تقترب من عامك الثاني وأنت في هذه المهمة أي خلاصة وتقييم يمكن أن تعطيه لهذه الفترة ؟
مصطفى مديح: لست في حاجة للإدلاء بهويتي ولا من أكون ولا حتى التجارب التي مررت منها مع مختلف الفرق والمنتخبات الوطنية، إلا أني وبمنتهى الصدق أؤكد على أن الإشتغال مع الفئات السنية الصغيرة صعب للغاية وفي منتهى الصعوبة.
مع هذه الفئة يتحتم عليك أن تكون مربيا تحسب لكل التفاصيل حسابها قبل أن تكون مؤطرا ومدربا، إنها الفئة التي تمثل المستقبل والتي تتوفر على قابلية كبيرة للتعلم وتستهلك بشراهة كل ما يعرض عليها وبالتالي يفرض عليك هذا أن تكون في منتهى الحذر والكفاءة لتوصل وتبلغ الخطاب  كما ينبغي له. 

ــ المنتخب: هل لمست قابلية للاعب المغربي في هذا السن للتعلم وتطوير مستوياته؟
مصطفى مديح: قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من الحديث عن علاقة اللاعب المغربي الناشئ بالتكوين وقابليته كما سبق وأن قلت ليحسن من مداركه العلمية قبل الكروية والخططية.
أعتقد أن الجامعة الحالية كانت محقة وهي تلح على ورش التكوين وتجعله من بين الورشات الأكثر حيوية لأنها أيقنت أن مستقبل المنتخب الوطني الأول هو بيد فئات الفتيان والشبان وحتى الأولمبي ومتى كان التقويم صحيحا في بداياته سيكون حجم الإستفادة مستقبليا كبيرا.
شخصيا مررت من تجارب أفتخر بها في مساري التدريبي إلا أن هذه التجربة ساهمت في إغناء رصيدي وعلمتني أشياء كنت أجهلها وهو إحتكاك في غاية الحساسية ويتطلب يقظة دائمة.

ــ المنتخب: مسار طويل من المباريات الودية والإحتكاك بمدارس مختلفة أي فائدة ربحتها العناصر الوطنية من هذه التجارب؟
مصطفى مديح: بكل تأكيد حجم الإستفادة كبير للغاية لأنه لمسنا تطورا ونضجا خلال عملية التدرج بين المباريات المختلفة.
سبق لنا مواجهة منتخبات واحدة أكثر من مرة كما حدث مع البرتغال وفرنسا ودائما خلال المواعيد الثانية كنا نظهر بشكل أفضل من المباراة الأولى وهذا دليل على أن هناك تجاوبا كبيرا وقيما من اللاعبين وهو أساس اشتغاالنا وأكد لنا أن ما قمنا به لا يذهب هدرا وهباء.
اللاعب المغربي في هذا السن بحاجة للإنفتاح على مختلف المدارس وفي حاجة ليطور نفسه وهذا لا يأتي إلا بالإحتكاك بفلسفات كروية تختلف في قاعدتها.

ــ المنتخب: ظل اللاعب المغربي يشكو بحسب شهادة العديد من المؤطرين من عقدة مبارزة لاعبين من إفريقيا في الكثير من الحوارات الثنائية، على ضوء تجربتك مع فئة الشبان ماذا ينقص لاعبينا ليصلوا لمستويات أقرانهم قاريا؟
مصطفى مديح: بعد العديد من الدراسات وكثير من التقييم لماضي وحاضر الكرة المغربية في ؤحتكاكها مع نظيرتها القارية تبين أن النقص موجود على مستوى السجالات الثنائية التي نخسرها بطبيعة الحال وما يسمى في التكتيك بالكرة الثانية والتي لا يربحها اللاعب المغربي.
من منطلق تجربتي الخاصة بلغت هذه الحقيقة والتي يمكن أن نطورها بكثرة المباريات الودية مع منتخبات قارية وعلى ملاعبها والحمد لله لمست تطورا في هذا الجانب ولن يظل كما قلت مركب نقص للاعب المغربي مستقبلا.

ــ المنتخب: كنت أكثر إلحاحا على خوض العديد من المباريات الودية خارج المغرب برأيك ما السبب؟
مصطفى مديح: العمق الإفريقي الذي تشتغل عليها الدولة من أعلى هرمها لغاية جامعة الكرة والإنفتاح على المدارس الكروية الإفريقية المختلفة وفي ملاعبها، هو الغاية لأن القصد هو أن يسافر اللاعب المغربي لعمق الأدغال ليتعرف على هذه الخصائص بالمباشر وعلى أرض الواقع كي لا يصطدم مستقبلا بأمور كان يجهلها.
لقد نجحت الفكرة وراقبت بحذر كيف كان اللاعب المغربي يتجاوب مع هذه الظروف في مواجهات مع منتخبات إفريقية على أرضها وأيقنت أن هذا الإنفتاح هو من سيكسب اللاعب المغربي المناعة المرجوة.

ــ المنتخب: متى يحين الوقت لتعود فئة الشبان وباقي الفئات الصغرى للساحة الإفريقية من بوابة الكؤوس الإفريقية؟
مصطفى مديح: الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مشكورة برئاسة السيد فوزي لقجع توفر كافة الظروف للأطر الوطنية وللاعبين من أجل تحقيق هذه العودة، إلا أننا لا نشتغل على أهداف قصيرة المدى بل وفق مشروع طويل الأمد الغاية منه تاهيل اللاعب المغربي الناشئ ليجاري أقرانه قاريا وليكسب الخصال التقنية التي تؤهله مستقبلا لخدمة المنتخب الأول دون مركب نقص.

ــ المنتخب: هل من تعاون مع مدربي الأندية الوطنية؟
مصطفى مديح: كي لا يخفى على الجمهور المغربي فنحن نشتغل هنا بالمعمورة كخلية نحل وبشكل مسترسل ودوري وهناك إنكباب على إنجاز التقارير والمتابعات وتقييم محصلة العمل.
بطبيعة الحال هناك متابعة لواقع الأندية الوطنية  ولاعبي هذه الفئة والتنسيق موجود وحتى المتابعة تتم وفق الحاجيات والمراكز.

ــ المنتخب: وماذا عن الإنفتاح على اللاعبين المحترفين بالخارج؟
مصطفى مديح: المنتخب الوطني سواء في الفئات الصغرى أو المنتخب الأول هو مفتوح لكل اللاعبين المغاربة وخاصة المتفوقين منهم.
قلتها مرارا إذا كان المحترف القادم من خارج المغرب أفضل مما هو موجود هنا فهو مرحب به وعلى الدوام.

ــ المنتخب: واكبت من دون شك قرعة المنتخب الوطني في المونديال المقبل، ما هي قراءتك لها؟
مصطفى مديح: بكل تأكيد هي قرعة صعبة للغاية وقرعة تضعنا أمام اختبارات قوية لأنه لست أنا من سيقدم للرأي العام من تكون إسبانياوالبرتغال.
أحذر من المنتخب الإيراني لأنه يمثل مدرسة لم نواجهها كثيرا في السابق ولأنه منتخب سيحاول المراهنة بدوره على لقائه الأول معنا لتقوية فرصه في التأهل للدور الثاني.
البرتغال واجهتها في الألعاب الأولمبية وهي منتخب يلعب كرة جماعية ومخطئ من يظن أنها رونالدو فقط أما إسبانيا فهي تمثل مدرسة يعرفها الجمهور المغربي عن قرب بحكم متابعته لليغا وهي مرشحة ليس لتجاوز الدور الأول بل للمنافسة على اللقب المونديالي.
نثق كثيرا في قدرة الأسود لأن الجامعة وفرت كافة الإمكانيات لنجاحه كما أنه يوجد مدرب بكاريزما ورغبة في مواصلة النجاحات وهذا هو الأهم.