من بين العناصر التي رسمت لنفسها مسارا مميزا رفقة الدفاع الحسني الجديدي خلال مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية الإحترافية «اتصالات المغرب» المهاجم بلال المكري الذي قدم أوراق اعتماده وفرض نفسه كأحد أبرز نجوم فارس دكالة الذي قاده نحو تحقيق نتائج إيجابية بتسجيله 11 هدفا موزعة ما بين البطولة وكأس العرش في أول موسم له صحبة الدفاع الذي جلبه من أولمبيك خريبكة بتوصية من مدربه عبد الرحيم طاليب الذي كان وراء اكتشافه لما كان مدربا للمغرب التطواني، وكان ابن الفنيدق أهلا لهذه الثقة، حيث لم يكن بحاجة إلى متسع من الوقت للتأقلم مع أجواء الدفاع، وانتزع رسميته عن جدارة واستحقاق، بل تحول إلى واحد من الأعمدة الأساسية للفريق الجديدي، بفضل مثابرته واجتهاده، فهو يبذل قصارى جهوده لتقديم العطاء المنتظر على المستطيل الأخضر.
في هذا السفر الممتع مع القناص الدكالي بلال المكري، سنتقرب أكثر من هداف يتألق في صمت، فتح ذراعيه لصحيفة «المنتخب»، وتحدث بعفوية وبصراحة ساذجة وسذاجة صريحة عن تجربته الكروية الحالية صحبة الدفاع الجديدي، وطموحاته المستقبلية، والأزمة التي يمر منها فريقه الأم في البطولة الحالية، وغيرها من المواضيع الرياضية الآنية ندعوكم لاكتشافها بين ثنايا هذا الحوار الشيق. 

- المنتخب: بداية، كيف تقيم من وجهة نظرك حصيلة الدفاع الحسني الجديدي خلال الشطر الثاني من البطولة الوطنية الاحترافية؟
المكري: حصيلة الدفاع الحسني الجديدي خلال مرحلة الذهاب من البطولة، يمكن اعتبارها جيدة على كافة المستويات..، بدليل أننا أنهينا الشطر الأول ضمن الأربعة الأوائل، وبفارق خمس نقاط فقط عن المتصدر حسنية أكادير، صحيح أننا ضيعنا نقاطا كثيرة خاصة في المباريات المؤجلة، لكن هذه التعثرات لها ما يبررها طبعا، لأننا مباشرة بعد نهاية كأس العرش أجرينا مباريات كثيرة في زمن قياسي، ومن ثمة تسلل العياء إلى أقدام كثير من اللاعبين، فضلا عن عامل الأعطاب الذي لازمت بعض العناصر الأساسية أثر هو الآخر سلبا على أداء الفريق ونتائجه، لكننا تداركنا الموقف في المباريات الأخيرة للذهاب وحققنا نتائج طيبة مكنتنا من تحسين وضعيتنا في سلم الترتيب، وإن شاء الله أعد الجمهور الدكالي بأن الفريق سيظهر بصورة قوية في الإياب، وسنبذل قصارى جهودنا لتعويض النقاط الضائعة والمنافسة على لقب البطولة،

- المنتخب: هل استفاد فريقكم من فترة توقف البطولة لأزيد من شهر لفسح المجال للمنتخب الوطني للمحليين للمشاركة في «الشان»؟
المكري: بطبيعة الحال، كانت فترة توقف المنافسات في صالح الدفاع الجديدي، لأننا خضنا 24 مباراة رسمية موزعة ما بين البطولة وكأس العرش، وكان لاعبونا في أمس الحاجة لقسط من الراحة لالتقاط الأنفاس قبل العودة إلى أجواء التباري، لأننا ينتظرنا إياب صعب وشاق، لذلك عمد المدرب عبد الرحيم طاليب إلى تسطير برنامج إعدادي محكم ومضبوط يروم بالأساس تصحيح ومعالجة بعض الأخطاء الفردية التي أدى الفريق ثمنها غاليا في الذهاب، والاشتغال أيضا على الأمور التكتيكية، كما استفاد من هاته العطلة الشتوية بعض اللاعبين المصابين الذين استرجعوا عافيتهم وجاهزيتهم كأحداد وماندرو وآخرين..، وقد برمج الطاقم التقني عدة مباريات ودية لتمكين المجموعة الجديدية من الرفع من درجة جاهزيتها تحسبا للاستحقاقات المقبلة.

- المنتخب: خلال الميركاطو الشتوي الأخير، انتدب الدفاع مهاجمين جديدين هما خوخوش والصنهاجي، هل هذين الانتدابين سيشعلان المنافسة بين لاعبي الخط الأمامي؟
المكري: ((ضاحكا))، لا لن يسبب لي انتداب اللاعبين خوخوش والصنهاجي أي إحراج  أو ضيق، بل سيدفعني إلى مزيد من الإجتهاد، فكل أفراد المجموعة الجديدية رحبوا بهذين الوافدين الجديدين اللذين أتمنى أن يقدما الإضافة المرجوة للفريق، بكل صدق هناك أجواء عائلية تسود بيت الدفاع قلما نجدها في فرق أخرى، وهذا هو سر نجاح أغلب اللاعبين الذين مروا من الفريق الدكالي، والأكيد أن الشابين خوخوش والصنهاجي سيجدان كل أشكال الدعم والمساندة من العناصر الجديدية، كما أن انتدابهما سيمكن المدرب طاليب من توسيع دائرة اختياراته البشرية خلال المباريات المقبلة، وأيضا اعتماد نظام المداورة حتى لا يتأثر المهاجمون بعامل الإرهاق.

- المنتخب: الملاحظ أنك اندمجت بسرعة مع أجواء الفريق الدكالي، بدليل أنك نجحت في كثير من المباريات من تسجيل أهداف حاسمة للدفاع سواء في البطولة أو الكأس، ما السر في ذلك؟
المكري: سر إندماجي السريع مع المجموعة الجديدية ، هو أنني عندما التحقت الصيف الماضي بالدفاع الجديدي قادما إليه من أولمبيك خريبكة بتوصية من المدرب عبد الرحيم طاليب، وجدت كل الترحاب من لدن كل مكونات الفريق،لاعبين، طاقم تقني، مسيرين وجمهور أيضا الذين استقبلوني بطريقة رائعة، مما سهل علي مسألة التأقلم والاندماج، وفرض علي الاجتهاد والمثابرة في التداريب والمباريات لأكسب رسميتي وأكون في مستوى انتظارات الدكاليين، وبتوفيق من الله عز وجل استطعت توقيع العديد من الأهداف مع بداية الموسم للدفاع منحتني جرعة معنوية قوية لمواصلة البذل والعطاء، وهذا التألق فتح لي الباب على مصراعيه للالتحاق بمنتخب المحليين الذي شاركت معه في عدة تربصات إعدادية قبل «الشان»، أعترف أنني لم أقدم مردودا طيبا في المباريات الأخيرة للذهاب، وهذا راجع إلى عامل التعب والإرهاق الذي أثر على عطائي، لكن أعد الجمهور الجديدي بأداء مميز في الإياب إن شاء الله.    

- المنتخب: لاحظنا منافسة قوية بينك وبين زميلك أحداد في كثير من مباريات الذهاب من أجل هز الشباك، هل يراودك حلم الفوز بالحذاء الذهبي هذا الموسم؟
المكري: بكل صدق، ما يشغل بالي أكثر هو تقديم الإضافة المرجوة للدفاع الحسني الجديدي، وإرضاء الجماهير الدكالية التي كانت السند القوي لي في كثير من المباريات، رغم كوني أشغل دور مهاجم ووقعت 11 هدفا حتى الآن في منافسات البطولة والكأس، لا يهمني تسجيل الأهداف، بقدر ما أفكر في كل مباراة المساهمة في خلق فرص التهديف التي تقود فريقي نحو الانتصار، لأن كرة القدم لعبة جماعية، والفوز بالحذاء الذهبي حلم مشروع لأي لاعب في البطولة، لكن لا يدخل ضمن أولوياتي، لأن ذلك قد يشتت ذهني ويؤثر على تركيزي داخل رقعة الملعب.

- المنتخب: رغم رحيل بعض الركائز الأساسية للنادي،حافظ الدفاع الجديدي على توهجه. ما السر في ذلك؟
المكري: ليس في الأمر سر معين، كل ما هنالك أن الفريق الدكالي كان ومازال قويا بمجموعته، ولم يكن يعتمد على عنصر أو عنصرين، بدليل أنه لم يتأثر برحيل بعض ركائزه الأساسية، حيث عمدت إدارة النادي إلى تعويضهم بقطع غيار جديدة خلال الميركاتو الصيفي الماضي، وبكل صراحة كانت الانتدابات مقننة وحسب الخصاص الذي حدده المدرب عبد الرحيم طاليب، كما أن العناصر المنتدبة اندمجت بسرعة مع أجواء الفريق الجديدي الذي أعود وأكرر أن قوته في روحه الجماعية وتلاحم جميع مكوناته.
(يتبع)