كشفت مباراة الرجاء أمام نواديبو الموريتاني وقبلها مباراة النسور الخضر أمام إتحاد طنجة في البطولة خصاصا فظيعا في تشكيلة الفريق على كافة المستويات الأمر الذي أثار مخاوف أنصاره من مغبة مسايرة الرهانات التي ينافس عليها بنجاح و ثقة.
الأزمة المالية من جهة وتقشف سعيد حسبان وسوء تدبير الزاد البشري أفضى لهذه الصورة التي ترعب الرجاويين سيما وأن العناصر الشابة الحالية تفتقر لخبرة المسابقات وللقدرة على مقارعة الكبار وفي جبهات مختلفة.
الشتاء ضيع اللبن
يقولون في العادة أن الصيف ضيع اللبن لكن في واقع الرجاء فالأمر خلاف ذلك، فالشتاء هو من أفسد اللبن الرجاوي وذلك من خلال قراءة لواقع الميركاطو الأخضر والذي إتسم بالخجل والمحدودية ولم يكن موفقا على الإطلاق.
شتاء إنقاذ لواقع الأزمة الخانقة وللإكراهات التي إعترضت الفريق وللظروف التي أحاطت به وعلى ضوئها أنهى متعبا مرحلة ذهاب البطولة وبمنتهى المعاناة.
فليس غريبا على فريق أنهى لاعبوه الذهاب في مركز الوصافة أن يلجأوا في ثاني أيام نهاية المرحلة للإضراب للمطالبة بمستحقاتهم المالية لأنه لا يمكن تصور أن فريقا يعاني بهذا الشكل سيكون رقما بارزا في سوق الإنتقالات.
ولم يسبق في تاريخ الرجاء وأن عانى بهذا الشكل لا في الميركاطو الصيفي ولا الشتوي مثل معاناته الموسم الحالي وهو ما جعل عشاق الفريق يستبقون الوضع الحالي ويخمنوننه قبل وقوعه.
الراقي الذي
شكل خروجه الحدث  الكبير في سوق الإنتقالات و طريقة المغادرة الحدث الأكبر الذي فاق الرحيل كونه غادر بطريقة غير مسبوقة بعد أن قرر وبطريقة أحادية اللجوء للجامعة لإخبارها برحيله والسفر للسعودية للتوقيع بكشوفات الرائد.
الراقي ما كان ليرحل لو لم يلجأ حسبان للوقيعة بينه وبين المدرب والتلميح إلى أنه هو من يتزعم جبهة المتمردين الذين يلجأون للإضراب كلما تاخرت المستحقات بل سمم الأجواء التي قادت غاريدو لإنتقاد العميد وبشكل علني في إحدى الندوات وبشكل قاسي مؤكدا على أنه يشكك في إصابته ووصفه بالهارب من المسؤولية.
في نهاية المطاف رحل الراقي رمانة ميزان خط وسط الرجاء واللاعب المحوري الذي كانت تدور عليه الخطة  نصر الإرتكازي الذي خلخل بخروجه موازين الفريق وتسبب في رجة عنيفة بصفوفه رغم أن المدرب لم يشأ الإعتراف في كثير من خرجاته بتأثير مغادرة لاعب كان زملاؤه يقدرون حجم ثقله بينهم.
إفراغ الهجوم
بدا غريبا أن ينخرط المدرب خوان كارلوس غاريدو مع مخطط رئيس الفريق ويسمح برحيل بعض الأسماء لفرق أخرى وبطريقة مثيرة وهو الذي يدرك تمام الإدراك أن خصاصا كبيرا سيعرف طريقه للفريق.
وكان محور هجوم الفريق الأخضر عرضة لعملية إفراغ بدت غريبة بالفعل من خلال ترك الواصلي يرحل ليلعب معارا لفريق المغرب التطواني في وقت كان الرجاء الأحق والأولى ببقائه لكونه كان يمثل في كثير من المباريات خيارا من الخيارات الهجومية المتاحة أمام المدرب.
بل سيسمح المدرب برحيل اللاعب عمر المنصوري لأولمبيك آسفي ومنه للعب بالخليج والمنصوري كان جوكر هجومي مميز بالفريق الذي فضل عليه هيلر مومي صاحب صفر هدف هذا الموسم.
وسينضم اللاعب مبينغي الدولي الغابوني لقائمة المغادرين ليكون على غاريدو العيش في ظل إعاقات مزمنة وكبيرة بسبب هذه الهجرة الجماعية الممنهجة والمقصودة دون تقدير للعواقب.
شبح عوبادي وإضافة خضروف
مقابل الخارجين كان هناك لاعبون حلوا بالفريق لكن قبل هذا سينضم لاعب بثقل كبير لقائمة الراحلين والذي ليس سوى جواد يميق المنتقل للعب بصفوف جنوى الإيطالي وهو الذي كان من توابث المجموعة.
خروج يميق سيتم تدبيره وبحل ترقيعي بالدفع باولحاج المفتقد للتنافسية ومنذ فترة كبيرة وبعدها إستغلال الساعات الأخيرة التي سبقت غلق الميركاطو لضم اللاعب بلمعلم في عقد مرتبط تجديده بالمردودية.
ولتعويض الراقي لجا الفريق للتعاقد مع منير عوبادي الدولي السابق الذي سبقته ضجة قبل التوقيع غلا أنه لغاية الآن لم يقدم المستويات الكبيرة التي تليق بسمعته و لا اسمه و لا هو نجح في سد الثغرة الكبيرة للسقاء المنتقل للعب بالرائد السعودي.
وانضافت الإصابة لتعقد الأمور أكثر من حول اللاعب عوبادي والذي تغيب عن مواجهة نواديبو الموريطاني وليبقى اللاعب عبد العظيم خضروف هو أكثر الوافدين دخولا للأجواء بفضل خبرته وانضباطه التكتيكي الكبير الذي جعله يحوز إشادة المدرب غاريدو وثناءه عليه.
خضروف لم يجد أية مشاكل في التقيد بتعليمات المدرب الإسباني مستفيدا من تعامله مع مدرب إسباني في السابق وهو لوبيرا بتطوان ومن تواجده قبل الرجاء في حضن تنافسية عالية كسبها مع الوداد وهو انجح صفقات الرجاء الحالية.
تأثير الحافيظي
إلى الآن يمكن أن نقرأ من خلال حصيلة الرجاء تأثير كبير للاعبين ويمكن إضافة الثالث وهو زكرياء حدراف، اللاعبان هما محسن ياجور هداف البطولة الذي سجل لغاية الآن نصف اهداف الفريق واللاعب الذي ساهم بأهدافه في تموقع الفريق قريبا من الصدارة إلا أنه يبقى معزولا وبلا بدائل طالما أن الخلاف آخر اللاعب بنحليب عن الظهور بسبب التفاهات التي غرق فيها رئيس النادي والمدرب مع اللاعب.
كما أن المراهنة على اللاعب الفاشل هيلر مومي بدت غريبة بعض الفعل بسبب تدني المستويات التقنية للاعب وابتعاده عن النجاعة المطلوبة.
وتبرز فداحة التكتيك داخل الرجاء حين نصل لحقيقة تأثير لاعب على كل المنظومة وهو عبد الإله الراقي والذي ما إن يغيب للإصابة حتى يختل الميزان بالكامل ويفقد الفريق كافة الحلول.
لذلك يكبر التخوف المرافق للرجاء في الثلث الحاسم وخاصة على مستوى المنافسة على الدرع والمراهنة على السرعة النهائية والذهاب بعيدا في كاس الكونفدرالية.