بمقر تداريب ليغانيس الإسباني إستقبلنا الدولي المغربي نبيل الزهر من أجل جلسة مكاشفة، حرص من خلالها الأسد الأطلسي الأصيل تمرير خطاب غير مشفر للناخب الوطني هيرفي رونار، وأحقيته في حمل قميص أسود الأطلس.
الزهر تحدث لـ «المنتخب» عن حضوره في الليغا، وكيف ينظر للأيام التي تفصل المنتخب المغربي عن نهائيات كأس العالم بروسيا، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يقدم رأيه في خصوم المغرب في النهائيات خلال دور المجموعات، مشددا على أنه لا يعيش على وقع حالة إحباط رغم إبتعاده عن الأسود لمدة طويلة.

ــ المنتخب: بداية نبيل، أهلا بك عبر «المنتخب»، حدثنا عن  حضورك في العاصمة مدريد رفقة ليغانيس وكيف تسير أمورك داخل هذا الفريق الإسباني، بعد تجارب متنوعة خضتها في الليغا؟
الزهر: الحمد لله أموري تسير بشكل جيد داخل فريقي ليغانيس، والبطولة الإسبانية أعرفها جيدا بحكم مروري سابقا من ليفانطي ولاس بالماس، قبل الإنتقال للعب مع ليغانيس، أنا سعيد للعب بـ «الليغا» لأني أحافظ داخلها على التنافسية وألعب بانتظام، وهذا أمر يحبذه أي لاعب في العالم كيفما كانت قيمته.
ليغانيس فريق مهيكل وبحكم لعبي في عدة أندية أؤكد أني مرتاح هنا لأني ألعب كثيرا، وهذا أمر جيد، حيث أن الفترة الحالية تتطلب الكثير من التركيز، خاصة وأن كأس العالم بات قريبا.

ــ المنتخب: رفقة ليغانيس سجلت هدفين فقط في الليغا، وهذا قليل بالمقارنة مع الإمكانيات التقنية التي تتوفر عليها؟
الزهر: ما لايعرفه الكثيرون أننا داخل ليغانيس نلعب أكثر بطريقة دفاعية، وهذا الأمر لا يتيح للاعبين الهجوم كثيرا، اللعب المفتوح في المباريات داخل البطولة الإسبانية قد يجعل الفريق يخسر في عدة مباريات.
رغم أني لا أسجل كثيرا لست منزعجا من هذا الأمر، فأنا أخوض المباريات بشكل مسترسل، وأخيرا سجلت ضد برشلونة، كان هدفا جميلا رغم الخسارة.

ــ المنتخب: أكيد أن مجاورتك لمواطنك نور الدين أمرابط تساعدك على تقديم الأفضل من خلال تفاهمك معه، وهذا ما لاحظناه داخل التداريب، فأنت لا تفارقه في الملعب؟
الزهر: حضور نور الدين بجانبي هنا بليغانيس ساعدني كثيرا، إنه لاعب كبير والإسبان يحترمونه كثيرا، وأكثر ما يعجبني فيه هو إحترافيته وعدم إستسلامه للإحباط. 
مستواه في تحسن مستمر، والأداء الذي يبصم عليه في المباريات مع ليغانيس وحتى مع الأندية التي لعب فيها سابقا سواء مع واتفورد الإنجليزي أو مالقا، يؤكد صحة الكلام الذي أقوله في حقه.
وعن عدم مفارقتي له حتى في التداريب، فأنا أرتاح كثيرا إلى جانبه، وأحس أنني قادر على تقديم أفضل أداء.

ــ المنتخب: ما الفرق بين تجربتك مع ليفانطي ولاس بالماس إن قارنتها مع حضورك في ليغانيس؟
الزهر: مع ليغانيس أحس وكأنني بلغت مرحلة كبيرة من النضج، ألعب بالإعتماد على ما راكمته من تجارب سابقة، على سبيل المثال، لا أضيع الكثير من الجهد في الركض داخل الملعب على كرات لن أستفيد منها، وأوزع مجهودي بشكل دقيق على كامل فترات المباراة، وهو الشيء الذي لم أكن أفعله رفقة ليفانطي ولاس بالماس.

ــ المنتخب: تتميز بطريقة لعبك التي تعتمد فيها على التقنية أمام الخصوم والهدوء في إنهاء العمليات، ولم تغير من نسقك طيلة سنوات ممارستك؟
الزهر: لا يمكن أن أغير من طريقة لعبي وقد تعودت عليها لسنوات، الحمد لله هناك العديد من المدربين الذين أشرفوا علي أثنوا على ما قدمته، وحتى داخل المنتخب المغربي كنت دوما أحرص على اللعب بنفس الطريقة، والجمهور المغربي يتفاعل مع ما أقدمه، وإن وصلت اليوم لهذا المستوى فبفعل الجدية في العمل ونكران الذات، فليس من السهل مواصلة اللعب في بطولة من حجم الليغا لسنوات.

ــ المنتخب: المنتخب المغربي واجه  منتخبي صربيا وأوزبكستان، كيف  ترى إختيار المنافسين، على بعد أشهر قليلة من دخول غمار نهائيات المونديال؟
الزهر: أظن أن المغرب لم يواجه كثيرا المنتخبات الأوروبية، لذلك كانت الفرصة مواتية للمنتخب المغربي لملاقاة منتخب أوروبي، خاصة وأننا سنواجه منتخبين أوربيين في نهائيات كأس العالم.
يبدو أن حجم الإستفادة كان كثيرا من خلال مواجهة الصربيين الذين يتوفرون على لاعبين من المستوى العالي كماتيتش وكولاروف ، وكذلك الشأن بالنسبة لمنتخب أوزبكستان الذي لا يختلف لعبه كثيرا عن منتخب إيران، الذي أؤكد أنه منتخب قوي ويجب الإحتياط منه كثيرا.

ــ المنتخب: إذا لم يفز على إيران قد تكون مهمة المنتخب المغربي صعبة أمام البرتغال وإسبانيا؟
الزهر: فعلا ستكون جد صعبة، وعلينا أن نركز كثيرا على المباراة الأولى أمام إيران لأنها أقوى مما يتخيله المغاربة، يجب أن نظهر للعالم أن المنتخب المغربي يضم في صفوفه العديد من اللاعبين القادرين على تشريف الكرة المغربية.
الفوز على إيران سيرفع من معنوياتنا بكل تأكيد، لكن ما أريد التنبيه إليه، هو أن الإيرانيين ليسوا بالمنتخب السهل كما يعتقد العديد من المغاربة، ويجب أن يعلموا بأن كرة القدم تغيرت كثيرا في السنين الأخيرة، ومستوى المنتخبات أصبح جد متقارب، والمشاركة في منافسة كالمونديال غالبا ما تحضر فيها المفاجآت.

ــ المنتخب: تتحدث عن المنتخب المغربي بينما الناخب الوطني رونار لم يمنحك فرصة الظهور مع المجموعة، هل أنت محبط من عدم دعوتك؟
الزهر: لست محبطا، لكنني أحلم بالذهاب للمونديال مع المنتخب المغربي، كنت أنتظر أن تشملني الدعوة للعب خلال المباراتين أمام صربيا وأوزبكستان، وبعدها الحكم على مردودي التقني عن قرب من قبل الطاقم التقني للأسود، لكن لا شيء من ذلك حصل، وسأواصل العمل بجدية من أجل تأكيد أحقيتي في حمل القميص الوطني، وفرصة المشاركة في كأس العالم لا تعوض، وبخاصة للاعب في سني.
(يتبع)