ساهم صلاح الدين السعيدي في تحقيق الثلاثية التاريخية للوداد، كما توج رفقة المنتخب المحلي بلقب "الشان"، وكان أفضل لاعبي وسط الإرتكاز على الساحة الوطنية، ما جعله محط أندية خليجية طلبت وده بعد نهاية الموسم، لكن بحكم تجربته السابقة بالبطولة الإماراتية وعلى عكس بعض اللاعبين الذين استسلموا للإغراءات، فإن السعيدي زهد في أموال الخليج وفضل الجانب الرياضي وقرر عدم التخلي عن الوداد في منتصف الطريق نحو اللقب القاري، وهذا ما جعله يكبر في عيون الجمهور الودادي ويحظى بتقدير الرئيس الناصري الذي ضمن له عقدا محترما يليق بإسمه.
في هذا اللقاء تحدث السعيدي بصراحته عن الإستعدادات للموسم الجديد وعن أهدافه وطموحاته المستقبلية، وأشياء أخرى نترك لكم فرصة التعرف عنها في هذا الحوار..

- المنتخب: دخلتم غمار عصبة الأبطال بمواجهة قوية أمام حوريا كوناكري وانتزعتم التعادل، كيف كانت المواجهة؟
السعيدي: مع الأسف دخلنا مباشرة غمار المنافسات الإفريقية في غياب التنافسية، في حين كنا نأمل أن نلعب بعض المباريات قبل ذلك، لكن هذا لم يمنعنا من خوض المباراة بثقة كبيرة في النفس وهو ما منحنا فرصة انتزاع تعادل ثمين.. فقد كنا في أتم الجاهزية لخوض هذه المباراة رغم أننا لم تخض مواجهات إعدادية تؤهلنا لإجراء مثل هذه المباراة القوية.
والحمد لله بفضل مجموعتنا الجيدة التي تمتلك تجربة كبيرة على المستوى القاري، تمكنا من مواجهة حوريا كوناكري بالمستوى المطلوب وحققنا تعادلا مهما سمح لنا بالمضي قدما على رأس مجموعتنا.

- المنتخب: أنهيتم معسكرا مغلقا بالديار التونسية، فكيف كانت هذه المرحلة الإعدادية؟
السعيدي: الإستعدادات للموسم الجديد مرت في أجواء ممتازة بالديار التونسية، تحت قيادة الطاقم التقني الذي أعد برنامجا إعداديا مكثفا، تميز بخوض ثلاث حصص تدريبية لمدة ثمانية أيام، الحصة  الأولى على الساعة الخامسة والنصف صباحا، والثانية على الساعة الحادية عشرة، والثالثة في الخامسة مساء، والمعسكر امتد لعشرة أيام، حيث خضنا حصتين في باقي الأيام، والحمد لله إستفدنا كثيرا من هذه المحطة التي تشكل بالنسبة لنا مرحلة إعدادية مهمة ستساعدنا من دون شك على مسايرة إيقاع الموسم القادم، حيث تنتظرنا العديد من الإستحقاقات بحكم مشاركة الوداد هذا الموسم على عدة واجهات.

- المنتخب: سبق لك أن خضت معسكرات مع الوداد خارج أرض الوطن، فهل لمست نوعا من الإختلاف؟
السعيدي: في نظري الفرق يكمن على مستوى البنيات التحتية المتواجدة في أوروبا والتي تبقى أفضل نوعا ما، لكن فيما يخص طريقة العمل، فلكل مدرب طريقته وأسلوب عمله، مع الإشارة بأن كل الظروف كانت متوفرة بتونس لإنجاح هذه المحطة الإعدادية التي تم فيها التركيز أكثر على الجانب البدني في هذه المرحلة الأولى، وفي المرحلة المقبلة سنشتغل على الجانبين التقني والتكتيكي، مع إجراء بعض المباريات الودية التي ستمكن الطاقم التقني من الوقوف على جاهزية الفريق وكذا اختيار التركيبة البشرية التي سيعتمد عليها هذا الموسم لمواجهة الإستحقاقات المنتظرة.

- المنتخب: هذه المرة تعاملتم مع طاقم تقني تونسي، فهل لمستم نوعا من الإختلاف بالمقارنة مع التجارب السابقة؟
السعيدي: هذا من حسن حظنا هذا الموسم، فمن خلال تجاربي السابقة أؤكد بأن التحضير مع الطاقم التقني التونسي كان مختلفا تماما، فالإعداد البدني كان قويا وفي مستوى عالي جدا، وهذا ما كان يشكل الفرق بين الأندية التونسية والمغربية في المواسم السابقة، بكل صراحة إستفدنا كثيرا من التجربة الكبيرة للطاقم التقني ومن هذه المحطة الإعدادية، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على أداء اللاعبين أثناء المباريات خاصة من الناحية البدنية.

- المنتخب: بعد نهاية الموسم سمعنا عن تلقيك لعروض خارجية مغرية، هل يمكن أن تحدثنا عن بعض التفاصيل؟
السعيدي: بالفعل توصلت بعروض خارجية من الخليج وبالضبط من السعودية وقطر وكانت قوية ومهمة، خاصة من الناحية المالية، لكن بالنظر لمسيرتي الموفقة مع الوداد لمدة أربع سنوات، أصبحت أحس بأنني واحد من أبناء الفريق، فهناك علاقة جد طيبة تربطني بكل مكونات الوداد من مكتب مسير وجماهير، لذلك فضلت الإستمرار مع الفريق، خاصة أنه مرتبط بمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وكان من الصعب التخلي عنه في مثل هذه الظروف، لذلك فضلت الإستمرار في ظل تواجد مجموعة من الإستحقاقات الأخرى، وأظن بأن اختياري للجانب الرياضي كان هو الصواب، باعتبار أن الإنتقال لإحدى البطولات الخليجية لن يمكنني من المنافسة على الألقاب، وعلى عدة واجهات، كما هو الحال بالنسبة للوداد.

- المنتخب: رفضت التخلي عن الفريق، فهل هذا يعني أنك قدمت تنازلات أثناء المفاوضات؟
السعيدي: كما قلت سابقا فالهاجس المادي لم يكن أكثر أهمية من الجانب الرياضي بالنسبة لي، فأنا أحس بارتياح داخل الوداد، وهذا هو الشيء المهم بالنسبة للاعب لكي يزيد من عطائه ويتمكن من تقديم الإضافة، بكل صراحة لم تكن هناك مشاكل أثناء المفاوضات، حيث مرت الأمور بشكل سلس، والحمد لله فإن المكتب المسير للوداد وفي مقدمته السيد سعيد الناصري تفهم بدوره الوضع، وكان عرض الوداد بدوره محترما وفي مستوى طموحاتي ويليق بإسمي وأنا سعيد بما قدمته للوداد في الفترة السابقة، ومستعد لتقديم الأفضل في المستقبل، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن كل من وضع ثقته في شخصي، وحينما تكون خارج البيت ويبتسم لك الجمهور في الشارع وتحس بأنك تدخل السعادة لهؤلاء الأشخاص فإن ذلك أفضل من كل الأشياء المادية الأخرى.

- المنتخب: الموسم الماضي كان الأفضل مع الوداد بتتويجكم بالثلاثية، فهل بإمكانكم تكرار ذات الإنجاز؟
السعيدي: سيبقى من دون شك موسما تاريخيا بالنسبة لكل الوداديين، فالتتويج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية تطلب منا الكثير من الجهد والتضحيات، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه الجمهور الودادي من خلال مساندته القوية لنا في كل المباريات، هذا بالإضافة للمكتب المسير الذي وفر كل إمكانيات النجاح لهذا الجيل من اللاعبين، فليس من السهل التتويج بلقب البطولة وعصبة الأبطال والسوبر الإفريقي لأول مرة، إضافة للمشاركة في كأس العالم للأندية والعودة من بعيد لاحتلال الوصافة في البطولة والمشاركة للمرة الرابعة على التوالي في عصبة الأبطال، هذا المسار الناجح والموفق يؤكد بالملموس بأن الوداد يمر بإحدى أفضل الفترات من تاريخه، وحاليا كل المؤشرات توحي بالإستمرار في نفس النهج، في ظل الإستقرار الذي يسعى الرئيس سعيد الناصري لتوفيره داخل الفريق، ونتمنى أن يستمر هذا التلاحم بين كل مكونات الفريق لحصد مزيد من الألقاب، حتى يكون هذا الجيل الأفضل في تاريخ الوداد.

- المنتخب: هل يمكن اعتبار الموسم الماضي الأفضل بالنسبة لك بالنظر لتتويجك بلقب "الشان" رفقة المنتخب المحلي؟
السعيدي: بالفعل هو أفضل المواسم، وأنا سعيد جدا بهذه الألقاب التي حققتها مع الوداد، بالإضافة للقب "الشان" رفقة المنتخب الوطني المحلي، وهو التتويج الذي أعاد الكرة المغربية للمكانة التي تستحقها على الساحة القارية، وهذه الإنجازات التي حققتها الأندية المغربية وكذا المنتخبات هو ثمرة للمجهودات المبذولة حاليا للإرتقاء بمستوى كرة القدم في بلدنا لتحتل الزعامة إفريقيا، ونتمنى أن يستمر العمل في هذا الإتجاه لتحقيق مزيد من الألقاب والإنجازات التي تدخل الفرحة لقلوب الجماهير المغربية بصفة عامة.
(يتبع)