يخوض إبراهيم نقاش خامس موسم له مع الوداد، حيث ألح المدرب البنزرتي على إستمراره بالقلعة الحمراء، نظرا للدور الكبير الذي يقوم به في خط الوسط، خاصة على مستوى إفتكاك الكرات، ففي غيابه يختل توازن الفريق وتظهر جليا مكانته كقائد، حيث يجول الملعب طولا وعرضا، فهو المحراث والرئة التي يتنفس بها الفريق، ساهم بقسط كبير في تتويج الفرسان بألقاب محلية وقارية، لكن طموح العميد لا يتوقف عند هذا الحد بل يسعى جاهدا لنيل المزيد، وبعد تجاوز عقبة دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثالثة تواليا، أكد نقاش في هذا الحوار الذي خص به جريدة المنتخب جاهزية فريقه للمنافسة مجددا على اللقب القاري، وأضاف بأن الوداد يتوفر على كل المقومات التي تمكنه من إعتلاء العرش القاري مجددا، والمنافسة بقوة على باقي الواجهات الأخرى. وفيما يلي نص هذا الحوار.

ــ المنتخب: تجاوزتم عقبة الكوكب المراكشي وتنتظركم مواجهة قوية أمام اتحاد طنجة في الدور الموالي لكأس العرش، فماذا عن هذه القمة؟
نقاش: المواجهة مع الكوكب المراكشي لم تكن سهلة وزادت صعوبتها بعد أن نجح الفريق المحلي في تسجيل هدف ضد مجريات اللعب، وهذا ما دفعنا لبذل مجهودات مضاعفة للعودة في المباراة في الشوط الثاني، والحمد لله أننا سجلنا هدفين وحسمنا التأهل الذي نهديه لجماهيرنا العريضة التي تنقلت معنا لمراكش وساندتنا طيلة أطوار المباراة، ومن أجل هذه الجماهير سنخوض المباراة القادمة ضد اتحاد طنجة بكل الجدية اللازمة، نحن نحترم كل الأندية التي نواجهها ومنها اتحاد طنجة الفائز بلقب البطولة، ومن دون شك ستكون مباراة قوية بين فريقين يحدوهما طموح كبير للمنافسة على اللقب.

ــ المنتخب: القرعة الخاصة بعصبة الأبطال حملت لكم ديربي مغاربي مع وفاق سطيف، كيف تلقيتم نتائج القرعة؟
نقاش: منافسات عصبة الأبطال الإفريقية دخلت مراحلها الحاسمة بتجاوز دور المجموعات،و دخول دور الربع حيث سيكون الموعد مع مباريات فاصلة وحاسمة، كل الأندية التي بلغت هذا الدور تتوفر على كامل الحظوظ للمنافسة على اللقب، وبالنسبة لنا هذا الموسم فإن الهدف الأساسي هو الحفاظ على اللقب، نحترم فريق الوفاق الذي سبق له التتويج بذات اللقب، وكذا مدربه المقتدر رشيد الطوسي، سنخوض مباراة الذهاب خارج القواعد، سنحاول التعامل معها بذكاء، وذلك على أمل حسم التأهل هنا بمركب محمد الخامس بدعم من جماهيرنا العريضة، المهمة لن تكون سهلة لكننا نراهن على تجربتنا في هذه المنافسة القارية لحسم النزال لصالحنا.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: إفتتحتم الموسم الجديد بمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، فكيف كانت هذه البداية؟
 نقاش: هذا الموسم اختلف عن المواسم السابقة حيث سمحت لنا منافسات كأس العالم بأخذ قسط من الراحة، عكس المواسم السابقة، وهذه نقطة إيجابية، وقبل دخول غمار المنافسات الرسمية كانت هناك مرحلة إعدادية تخللها معسكر مغلق بالديار التونسية، تميز باستعدادات بدنية مكثفة، حيث وضع الطاقم التقني برنامجا إعداديا في المستوى العالي، وتوفرت جميع الإمكانيات ليكون الفريق في تمام الجاهزية، كنا نطمح لخوض عدد أكبر من المباريات قبل دخول غمار منافسات عصبة الأبطال وذلك للحصول على تنافسية أكبر، لكننا لم نتمكن من ذلك بالنظر لضيق الوقت، لكن الحمد لله كانت البداية في المستوى فالبرعم من صعوبة وقوة المباريات التي خضناها فقد توفقنا بفضل تجربة اللاعبين وكذا حنكة الطاقم التقني ودعم الجماهير الودادية من التأهل لدور الربع كمتصدر للمجموعة للمرة الثالثة على التوالي، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا، كما حافظنا على سجلنا خاليا من الهزائم في دور المجموعات.

ــ المنتخب: لم تتمكنوا من خوض مباراة ضد الأهلي الليبي في كأس أبطال العرب، ألم يساهم ذلك في تشتيت تركيزكم؟
نقاش: كنا جاهزين لدخول غمار هذه المنافسة العربية، حيث أخذنا كل الترتيبات للإنطلاق نحو الملعب من أجل خوض المباراة ضد الأهلي الليبي، قبل أن نتوصل بخبر عدم إجراء المباراة لظروف خارجة عن إرادتنا نحن كلاعبين، ولا حتى إدارة الفريق التي وفرت بدورها كل الظروف من أجل إجراء المباراة في الموعد الذي حدد لها سابقا. صحيح أننا كنا نتمنى أن  تجرى المباراة في موعدها لأنها كانت ستشكل فرصة للإعداد للمباراة ضد سانداونز، لكننا إستطعنا تجاوز هذه المرحلة بسلام، والحمد لله تفوقنا على الفريق الجنوب إفريقي وحسمنا الصدارة والتأهل مبكرا قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وهذا إنجاز يحسب لكل مكونات الفريق.

ــ المنتخب: الموسم الماضي كان الأفضل مع الوداد بتتويجكم بالثلاثية، فهل بإمكانكم تكرار ذات الإنجاز؟
نقاش: سيبقى من دون شك موسما تاريخيا بالنسبة لكل الوداديين، فالتتويج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية تطلب منا الكثير من الجهد والتضحيات، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه الجمهور الودادي من خلال مساندته القوية لنا في كل المباريات، هذا بالإضافة للمكتب المسير الذي وفر كل إمكانيات النجاح لهذا الجيل من اللاعبين، فليس من السهل التتويج بلقب البطولة وعصبة الأبطال، والسوبر الإفريقي لأول مرة، إضافة للمشاركة في كأس العالم للأندية، والعودة من بعيد لإحتلال الوصافة في البطولة. والمشاركة للمرة الرابعة على التوالي في عصبة الأبطال، هذا المسار الناجح يؤكد بالملموس بأن الوداد يمر بإحدى أفضل الفترات من تاريخه.وكل المؤشرات توحي بالإستمرار في نفس النهج، في ظل الإستقرار الذي ينعم به الفريق على كل المستويات الإدارية وكذا التقنية، وإن شاء الله مع إستمرار تلاحم مكونات الفريق بإمكاننا التغلب على كل الصعاب والتتويج بأكبر عدد من الألقاب.ونعرف بأن المنافسة ستكون قوية بتواجد أندية من العيار الثقيل، لكن الوداد لا يخشى أي منافس.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: هذا الموسم ستشاركون في خمس واجهات، فهل بإمكانكم  المنافسة على كل الألقاب؟و ماهي أولوياتكم؟
نقاش: المنافسة على خمس واجهات يتطلب بذل مجهودات مضاعفة، خاصة أن البرمجة لا تساعد في بعض الأحيان، لكن العناصر الودادية راكمت تجربة مهمة، حيث سبق لنا أن نافسنا الموسم الماضي على واجهتي كأس العرش والبطولة، إضافة لمنافستين لعصبة الأبطال الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقي، والموندياليتو، ونجحنا في التتويج بثلاثة ألقاب، وهذا الموسم يبدو بأن إدارة الفريق لم تترك أي شيء للصدفة، حيث قامت بتعزيز الصفوف بعناصر وازنة، وبهذه التركيبة نراهن  إن شاء الله على الفوز بأكبر عدد ممكن من الألقاب، والأولوية دائما تبقى لعصبة الأبطال الإفريقية باعتباره قنطرة عبور للمشاركة في الموندياليتو، حيث يحدونا طموح كبير للمشاركة فيه للمرة الثانية على التوالي وتعويض ما فاتنا في النسخة الماضية حيث إستفدنا من التجربة السابقة بما لها وما عليها.

ــ المنتخب: قضيت أربع مواسم ناجحة رفقة الفريق الأحمر، فهل كنت تتوقع تحقيق كل هذه الإنجازات؟
نقاش: حين تأتي لفريق كبير من حجم الوداد فهذا يعني بأن لديك حوافز رياضية مهمة تسعى لتحقيقها، باعتبار أن الوداد خلق من أجل المنافسة على الألقاب، صحيح أن الإنسان لا يمكنه أن يتوقع مثل هذه الأشياء باعتبار أنها تدخل في علم الغيب، لكن كانت هناك أهداف وطموحات، ومن دون شك فقد كنت محظوظا بالتواجد في هذه المرحلة من تاريخ الوداد مع هذا الجيل من اللاعبين الموهوبين، ومع مكتب مسير يشتغل باحترافية، من خلال توفيره لكل الظروف الملائمة للاعبين والطاقم التقني، وهذا ما ساهم في نجاح الفريق وساعده على العودة للسكة الصحيحة والسير بثبات نحو التتويج بالألقاب.
(يتبع)