وليد الكارتي هو مايسترو الوداد الذي حظي بإشادة واعتراف كل المدربين الذين تعاقبوا على الإدارة التقنية للفريق الأحمر، حافظ على رسميته لأزيد من خمس سنوات، حصل على كل الألقاب، ويطمح حاليا لإضافة لقب كأس العرش لسيرته الذاتية.
في هذا اللقاء الذي جمعنا بمايسترو القلعة الحمراء تحدث عن التعادل الأخير ضد النجم الساحلي، كما كشف عن أهدافه رفقة فريقه، ولم يخف طموحاته بالتتويج بلقب الكأس الفضية وتجاوز عقبة النهضة البركانية وتعويض الإخفاق في عصبة الأبطال الإفريقية.
 
ــ المنتخب: نبدأ هذا اللقاء من حيث النهاية، ومن تعادلكم الأخير ضد النجم الساحلي، فكيف كانت المباراة في نظرك؟
الكارتي: أظن بأن القرعة لم تكن رحيمة بالفريقين، ويمكن اعتبار المواجهة بين الطرفين هي الأصعب في هذا الدور، كنا ننتظر أن تكون المباراة قوية، لأن الفريق التونسي يعرف جيدا إمكانيات فريق الوداد، خاصة حينما يلعب بميدانه، ما دفعه للإعتماد على نهج دفاعي صارم طيلة شوطي المباراة مع الإعتماد على الهجومات المضادة السريعة لمباغثتنا، ومن جهتنا كان لزاما علينا البحث عن الحلول وتسجيل الأهداف، وكذا إلتزام الحذر لتفادي قبول أي هدف، وهكذا فإن المباراة تميزت في أغلب أطوارها بسجال تكتكيكي، وللأسف لم يحالفنا التوفيق في التسجيل بالرغم من المجهودات التي بذلناها، وكذا الفرص التي أتيحت لنا خاصة في الشوط الثاني.

ــ المنتخب: في كل المباريات الأخيرة لاحظنا بأنكم تتأخرون في الدخول في المباراة، وتظهرون بوجه أفضل في الشوط الثاني، ما السبب؟
الكارتي: هذا شيء عادي لأن الخصم يكون في كامل لياقته في الشوط الأول، ويعطي كل ما لديه، ما يجعله ندا قويا، لكن مع مرور الدقائق ينفذ المخزون البدني للاعبي الخصم، وهنا تظهر قوة الوداد أكثر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن رغبة الأندية المنافسة في تحقيق نتائج جيدة وتراجعها للدفاع، تقابله عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق الإنتصارات، وغالبا في الشوط الثاني يزداد الحماس لدى لاعبي الوداد، خاصة إذا كانت النتيجة إيجابية بالنسبة للخصم، لأن الهدف بالنسبة لنا دائما هو الفوز، ما يدفعنا للضغط أكثر وإخراج كل ما في جعبتنا رغبة منا في إرضاء جماهيرنا العريضة.

ــ المنتخب: نعود مجددا للحديث عن المنافسة العربية، كيف ترى حظوظكم بعد هذا التعادل السلبي؟
الكارتي: نعلم جيدا بأن المهمة التي تنتظرنا في سوسة لن تكون سهلة، لأن فريق النجم الساحلي يريد بدوره تعويض إخفاقه في عصبة الأبطال الإفريقية بالذهاب بعيدا في الكأس العربية، وهذا نفس طموح الوداد.
أظن بأن المباراة ستكون مختلفة لأن الفريق التونسي سيحاول البحث عن الفوز، عكس ما كان عليه الحال في مباراة الذهاب حين اعتمد خطة دفاعية صارمة، وفي نظري فإن حظوظنا لا زالت قائمة بشكل كبير لأن بإمكاننا استغلال هذا الجانب لصالحنا.

ــ المنتخب: هل هذا يعني بأنكم عازمون على تكسير عقدة النجم الساحلي؟
الكارتي: نحن كلاعبين لا نعاني من مشكل العقدة سواء مع النجم الساحلي أو مع الأندية التونسية، ولا نفكر بهذه الطريقة، وبالمقابل فنحن نحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، وبعد الخروج من منافسات عصبة الأبطال، سنبذل حاليا كل الجهود من أجل الذهاب لأبعد نقطة ممكنة في هذه المنافسة العربية، صحيح أننا لم نتمكن من تحقيق الفوز بميداننا، لكن سبق أن مررنا من نفس التجربة ضد الأهلي الليبي، ورغم ذلك نجاحنا في العودة ببطاقة التأهل من خارج الميدان وبالضبط من الديار التونسية، فأظن بأن لدينا كل المؤهلات لتكرار نفس الإنجاز ضد النجم الساحلي.

ــ المنتخب: حاليا الكل يجمع بأن الوداد ضيع ببشاعة فرصة التتويج بلقب عصبة الأبطال، هل تشاطر الرأي؟
الكارتي: هذه حلاوة كرة القدم فليس الأفضل دائما هو من يفوز، لقد كنا أفضل بكثير من وفاق سطيف، لكن أظن بأن لاعبي الفريق الجزائري قد ضحوا بأشياء كثيرة من أجل تجاوز فريق الوداد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحظ عاكسنا في تلك المباراة ورفضت الكرة الدخول للشباك في أكثر من مناسبة، وحينما تدير لك الكرة ظهرها، يكون الإستعصاء وتغيب الحلول، كلاعبين كنا نطمح لتكرار سيناريو الموسم الماضي والتتويج بلقب العصبة والمشاركة مجددا في كأس العالم للأندية، ولحدود الساعة لم نتجرع الطريقة التي خرجنا بها من المنافسة، لكن هذه هي سنة الحياة، وتلك المباراة باتت جزء من الماضي، وهناك استحقاقات أخرى يجب التركيز عليها.

ــ المنتخب: ومن بين هذه الإستحقاقات، منافسات كأس العرش، حيث تنتظركم مواجهة قوية مع نهضة بركان، فكيف كانت الإستعدادات لهذه القمة؟
الكارتي: كان يجب علينا أن نطوي صفحة منافسات كأس زايد سريعا،و ندخل غمار الإعداد لمنافسات كأس العرش،كانت الإستعدادات عادية كباقي المباريات الأخرى،نعرف جيدا فريق النهضة البركانية، ونحترمه، لأنه يتوفر على لاعبين في المستوى،منذ صعوده تطور بشكل كبير،كما استفاد بشكل كبير من مشاركته في المنافسات الإفريقية،إن شاء الله سنكون في الموعد وفي تمام الجاهزية،و يحدونا طموح كبير لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن لنا الحضور في المباراة النهائية.
(يتبع)