راهن الكثيرون على حدراف أو الحافيظي وآخرون على ياجور وبنحليب ليكونوا نجوما لليلة العمر في نهائي الكاف أمام فيطا كلوب، وقلة هم من آمنوا بقدرة فتى طموح يحمل في داخله إصرارا غريبا وقويا على النجاح والتألق ليكون هو عريس الأمسية.
 سفيان رحيمي اليافع والذي يمضي عامه الأول مع الخضر، سيذكر كثيرا ثنائيته في مرمى الفريق الكونغولي وكيف سبح في ملكوت الخيال. نهائي راقبه الناخب الوطني ورئيس الجامعة والكاف وكلهم كانوا شهودا على ميلاد نجم لا ترهبه المواقع الكبرى.
في الحوار التالي وكما عودناكم، نحملكم مع سفيان رحيمي لأولى إرهاصات الحلم، وكيف وقع لفريق العشق؟ وما الذي يخطط له مستقبلا؟ وما دور الوالد يوعري في تغذية العشق والموهبة؟

 ــ المنتخب: سأعود بك وبدائرة الزمن قليلا للخلف، من هو النجم الذي أثر في مسارك وكنت تود لو تقتفي آثاره وأنت صبي تسترق بعض النظرات بمركب النادي؟
سفيان رحيمي: لقب تربيت في أسرة لا يغير فيها الوالد أطال الله عمره ومتعه بالصحة لونه الأخضر، لقد غرس في داخلي كل فصول عشق هذا اللون والفريق. لذلك وعيت على الفريق وأنا صغير جدا لأني نشأت في بيت يحادي أسوار الملعب.
تصور أني كنت يوميا أستفيق على الفريق وهو يتدرب وكم من النجوم الذين مروا منه.
العام الذي ولدت فيه كان الرجاء هو البطل والمسيطر واستمرت سيطرته لسنوات وكنت مهووسا بجمع صور النجوم واللاعبين والجرائد وما زلت أحتفظ بها لغاية يومنا هذا.
تأثرت كثيرا بعمر النجاري روماريو الكرة المغربية وعدد آخر من مبدعي الفريق ولغاية لاعبي الجيل الحالي الذين أنا منهم.

 ــ المنتخب: ما الذي يعنيه لك أن تتألق في مباراة حضرها الناخب الوطني ورئيس الجامعة ورئيس الكاف وجمهور فاق كل التوقعات؟
سفيان رحيمي: لم أدخل المباراة وهاجس تواجد رونار يشغلني أو أي شخص آخر، ما كنت أرغب فيه هو أن أوفق وأن أسجل أو أساهم في فوز فريقي.
ومع ذلك فهو أمر رائع أن يشهد تألقك مدرب الفريق الوطني، الذي لا شك طالع تألق عدد كبير من لاعبي الرجاء الذين يستحقون مكانهم داخل الأسود.
إسعاد الجمهور الذي تواجد لساعات طويلة بالمدرجات وتحمل البرد والطقس المتقلب، كان الغاية الأولى والأخيرة، لأنه جمهور عالمي بالفعل وكان حاسما في مساعدتنا على تحقيق الإنتصار.

 ــ المنتخب: هل يمكن القول أنكم حسمتم مسألة الظفر باللقب القاري بعد ثلاثية الذهاب؟
سفيان رحيمي: لك أن تسأل لاعبين آخرين أكثر مني تجربة وخبرة، فهم سيخبرونك عن الكرة ومفاجآتها، سندخل مباراة كينشاسا وكأننا تعادلنا في الدار البيضاء ولا ينبغي أن ننهزم وبأي حصة لنعود بالكأس إنشاء الله للمغرب.
هذه الكأس تعني لأنصارنا الشيء الكثير، فهي التي ستمنحنا حق المشاركة مرة أخرى في نفس المسابقة وتتيح أمامنا خوض السوبر الإفريقي وتصالح الرجاء مع البوديوم.
لذلك سنقاتل لتحقيق هدفنا الكبير والغالي وهو التتويج ولن نفرط في هذا الحلم مهما كان.

 ــ المنتخب: الآن وبعد أن بدأ الإعلام يهتم بك، أكيد ستقوم بمراجعة خططك ومستقبلك وستتغير نظرتك للأمور؟
سفيان رحيمي: إطلاقا لا، لن يتغير شيء، سأظل اللاعب النجم في ثوب العاشق المناصر للرجاء، لذلك قلت لك أنه أكثر من مجرد فريق بالنسبة لي.
أتدرب في الصباح وألعب في نهاية الأسبوع بقميص الرجاء، الأمر لا يتوقف عد هذا الحد، فالرجاء تحضر معي في الطريق في البيت و في الغرفة، إنها العشق الأبدي والقدر ولن تغير النجومية شيئا من هذا الشعور. تركيزي كله منصب على مباراة الإياب والعودة بالكأس من الكونغو ولا وجود لأي خطط.

 ــ المنتخب: وماذا عن باقي الواجهات الأخرى التي تنافسون عليها؟
سفيان رحيمي: ننتهي أولا من كأس الكونفدرالية، وبعدها نفكر في القادم من التحديات. هناك الكأس العربية ودرع البطولة الذي حان وقت التتويج به، فلا يعقل أن نفرط في اللقب هذا الموسم.
الرجاء فريق ألقاب وإنجازات وجمهوره لا يشبع من التتويجات، فقط ينبغي أن نتحلى بالواقعية والتركيز على المسابقات التي ننافس عليها حاليا.

 ــ المنتخب: في كلمة مفتوحة لجمهور الرجاء..ماذا تقول لهم؟ ومعها أي مركز تميل له أكثر؟
سفيان رحيمي: أعدهم دائما بأن أظل سفيان الذي عرفوه مناصرا قريبا منهم. ورحيمي الذي كان يبكي لخسارة الرجاء ويفرح لانتصاراتها وسأعطي الفريق كل ما أملك كي يعود لسكة الألقاب ولن أبخل عليه بشيء.
بخصوص المركز لا فرق عندي أن ألعب مهاجما صريحا أو عبر الأطراف أو خلف المهاجمين، أنا لاعب محترف لا أتقيد بدور واحد فقط، شيء واحد يشعرني بالفرحة هو نهز الشبكة.