أي لعنة تلاحق أبناء سيدي قاسم في عز الخريف؟
يتألقون سويا وحين تنطفئ جذوتهم، يكون مصيرهم أيضا موحدا وهو ما جعل أبناء سيدي قاسم يعيشون شهرا مخيبا للآمال على مستوى النتائج والمحصلة التقنية.
الطوسي يعيش لحظات عسيرة داخل الفريق العسكري، والعامري تعانده النتائج على نحو غريب والركراكي ترك الحسيمة بحثا عن متنفس بالأطلس فصعقه صقيع الخريف في خنيفرة حيث حقق مسارا كارثيا تعززه الأرقام المسجلة خلال الدورات التي قاد فيها فارس زيان.
كرة العامري الجميلة مجرد ذكرى
حتى وإن كان قد حمل في كثير من المرات أسباب الإخفاقات المرافقة لأداء فريقه تارة لأرضية الملعب (الفتح مثلا) أو لسوء الطالع أحيانا، إلا أن الوقائع تخالف كثيرا هذه التبريرات وطرح صاحب فلسفة الكرة الجميلة.
العامري لم يعد يفوز حتى داخل سانية الرمل وهو ما يبرئ ذمة أرضية باقي الملاعب من حالة الإستعصاء المزمن المرافق لفريق المونديالي (تعادل أمام الحسنية والرجاء والوداد بسانية الرمل وخسر من الفتح والنادي على نفس الملعب) كما خسر أمام المغرب الفاسي بفاس حيث يعتبر المركب هناك من أجود الملاعب المغربية.
حصاد العامري الخريفي أكثر من كارثي ومن أصل 12 نقطة ممكنة اكتفى العامري بجمع نقطتين أي انه خسر خلال الشهر المنقضي مباراتين (الماص والكاك) وتعادل في مباراتين (الفتح والوداد) وهي محصلة لا تليق بفريق حامل للدرع، ولا مرشح لمواجهة الريال.
الطوسي بلا بوصلة
تائه في صحراء النتائج المخيبة وفاقد للبوصلة التي تقوده لتحقيق الإنتصارات ولو أنه تلمس هذا الطريق في فترة من الفترات خاصة مباراة كلاسيكو الكأس أمام الرجاء قبل أن يكتشف مريدو الفريق ومحبو قلعة الزعيم أن ما حدث كان إنطباعا خادعا وسرابا سرعان ما تلاشى مع مرور الوقت.
الطوسي لم يعد يفوز حتى بالعاصمة (تعادل أمام الكاك وخسارة من الدفاع الجديدي وسفر غير موفق لخريبكة حيث خسر ونقطة لا تسمن ولا تغني بآسفي) ثم تعادل أخير بفاس.
وباستثناء الفوز على الحسنية لا تبدو حصيلة الطوسي موفقة رفقة الفريق العسكري وهو ما قربه من مرتبة القسم الثاني بــ 3 نقاط فقط كفارق، بعدما جمع 6 نقاط من 15 ممكنة.
لذلك يبحث الطوسي عن الإلهام الذي سببا ألقه رفقة النمور والذي شكل له جواز مرور للعبور صوب المنتخب الوطني في لحظة شرود جامعة الفهري.
الركراكي ينتصر لقناعات الرئيس
في الوقت الذي كان فيه المدرب هشام الإدريسي يوقع على مسار أكثر من موفق رفقة فريق فتي وحديث العهد بقسم الكبار، إذ سجل هدفا تاريخيا في ضمن كوكبة الصفوة وعاد ليحقق إنتصارا خالدا داخل القواعد أمام آسفي وكبح لجماح الفريق العسكري ما يعني أن الإدريسي جمع 4 نقاط من 4 مباريات، يأبى رئيس الشباب أوعبا إلا أن ينسف حلم صناعة فريق قادر على مقارعة الكبار بخرجة غير محسوبة أنهت زمن الود والوصال مع المدرب.
وعلى السريع يأتي بالركراكي المقال لسوء النتائج بالحسيمة، ليوقع الأخير على أسوأ مسار ممكن ويجمع أيضا 4 نقاط لكن في 6 مباريات مع توريط الفريق في مرتبة متأخرة بخسارته أربع مباريات وفاز في واحدة، أي أنه لم يكن أفضل حالا من الطوسي والعامري بجمعه (3 نقاط من 15 ممكنة)، (الخسارة أمام الفتح والوداد والكوكب والفوز على المغرب الفاسي).
وبهذا قد يكون الرئيس أوعبا قد فطن ولو متأخرا إلى أنه قد تسرع على مستوى التصريحات التي جعلته يتقمص دور التقني الذي هو في أمس الحاجة إليه اليوم للخروج من ورطة الحسابات المعقدة بالقاع.
الإدريسي فرملهم على التوالي
في واحدة من المفارقات الناذر حدوثها ومشاهدته إلا في البطولة الإحترافية، خسر الركراكي مباراتين على التوالي وهو ربنا لفريقين مختلفين وفي مسابقتين مختلفتين (خسر مع خنيفرة والحسيمة أمام أولمبيك خريبكة وكرر خسارته أمام النادي القنيطري أيضا).
ولم تكن هذه هي المفارقة الوحيدة المسجلة بخصوص رصد حضور وحصاد المدربين بالبطولة الإحترافية، فقد كان المدرب هشام الإدريسي الرقم السري والسحري في معادلة فرملة أبناء سيدي قاسم تباعا.
بدأها بالرد بطريقته الخاصة على خروجه من الفريق الذي صنع صعوده بعدما هزمه بثلاثية نظيفة، ثم سافر لتطوان ليلحق أول هزيمة بالحمامة البيضاء بعد 3 مواسم حافظ فيها على سجله النظيف بسانية الرمل ثم لحق بالعاصمة ليجبر الطوسي على التعادل بعدما كان متقدما في النتيجة لغاية آخر ربع ساعة من النزال.
فهل تنتهي لعنة أبناء سيدي قاسم عند هذا الحد أم أن خريف غضب النتائج سيتواصل و سيعصف بالتالي ببعض الرؤوس اليانعة؟

منعم بلمقدم