ــ المنتخب: منعم بلمقدم

رغم الغيابات هي أجمل بروفة أمام الأفيال

«ثباتي على موقفي هو مبدأ والمبادئ لا تتغير..»، هكذا كان رد الزاكي بادو وهو يرد بسرعة ودون إطالة الإنتظار بخصوص المعايير التي تحكمت في حصره اللائحة النهائية للأسود لمواجهة منتخب كوت ديفوار وديا.
الناخب الوطني أكد أنه أسس ميثاقا لا يدخل عليه تغييرات إلا فيما نذر، وعلى أن اللائحة الحالية هي امتداد لما سبقها وترجمة صريحة لفكره منذ وصوله للعارضة التقنية للأسود.
في الحوار التالي الذي سنقدمه لكم على ثلاث دفعات يتحدث الزاكي عن القائمة، عن الغيابات عن تفاعله معها وعن دواعي اختيار منتخب إيفواري يمثل اليوم صدارة وزبد ما هو موجود بالقارة الإفريقية ليختبر به ومعه قدرات أسوده قبل نزالي غينيا الإستوائية.
- المنتخب: حصرت لائحة الأسود وبدت أنها تقليدية  بلا مفاجآت، هل  الأمر مرتبط بغياب عناصر قادرة على خلخلة الحسابات وفكرك، أم تراها قناعة تنتصر لها بغض النظر عن طبيعة المباراة التي تخوضها ودية كانت أم رسمية؟
الزاكي بادو: سبق لي وفي كثير من المرات التي حللت فيها ضيفا على هذا المنبر وأن صرحت أنه من بين المكاسب الحالية التي تحكمت في هذه المرحلة داخل المنتخب الوطني، هو كونه صار معروف الهوية.
اليوم صار بالإمكان التعرف على أكثر من ثلثي اللاعبين المشكلين للائحة والتشكيل الرسمي  وهي أمور غابت في الفترة السابقة وهذا أمر معروف ويحدث بشأنه إجماع كبير.
لذلك لا أرى مبررا لإحداث تغييرات كبيرة تمس القائمة وكل مرة أكتفي بتطعيمها بوجوه إما أنها تصنع الحدث أو كونها استجابت لكثير من الشروط والمعايير التي أحتفظ بها لنفسي وتتطابق مع رهانات المرحلة.
- المنتخب: وعلى الرغم من ذلك برزت بعض التنقيحات التي ارتبطت إما بعودة لاعبين سبق لهم حمل قميص الفريق الوطني أو استدعاء لاعبين جدد وهو ما أضفى على القائمة الحالية لمسة خاصة؟
الزاكي بادو: إذا كنت تقصد الحديث عن عودة برادة وبلهندة ومتولي وحمد الله فهذه أسماء لم تخرج ولو لمرة من حساباتي وحضرت مع المجموعة في كثير من المعسكرات وخاضت مباريات ودية كثيرة، وبالتالي هي ضمن النواة الموسعة التي طالما تحدثت عنها.
داخل الفريق الوطني ومنذ وصولي أسست لحضور مجموعة قوامها 40 لاعبا يحضون بالمتابعة الدقيقة وتقييم مردودهم رفقة أنديتهم، وبالتالي عودتهم مشروعة قياسا بما قدموه مؤخرا.
- المنتخب: هل كانت مباراة ساوطومي سببا في دفعك لإجراء بعض التغييرات؟
الزاكي بادو: لست أفهم ولغاية اللحظة مقاصد بعض التحاليل التي بالغت في التعاطي مع هذه المباراة وكأننا عدنا بنتيجة سلبية في الوقت الواقع يتحدث عن انتصار سهل وبحصة عريضة وبأقل مجهود ممكن، وهو ما أجمعت عليه الصحافة العالمية، لذلك لا أشاطر الرأي من يقدم هذا الطرح.
لو عدتم لشريط الأحداث ولواقع اللوائح التي رافقتني طوال الفترة السابقة لخلصتم إلى أنها لاءمت كل رهان وسايرت المستجدات واستجابت للتطورات المتعاقبة.
لذلك أعتقد أن الدفع بلاعبين جديدين حضر واحد منهما وواحد لم يحض وعاد البعض ليعوض المصابين هو تعبير عن عدم الرضا على أداء مباراة ساوطومي، فعلى العكس من ذلك تماما فقد عبرت عن رضاي على ما قدمناه خلال المباراة.
- المنتخب: وماذا عن زياش وطنان؟
الزاكي بادو: أسفي كبير بالفعل لإصابة أسامة طنان ليس لأننا بحاجة لخدماته أو لأن المنتخب الوطني يتوقف على حضوره، بل لأني كنت أتمنى إلتحاق هذا اللاعب بالمجموعة وفي هذا التوقيت بسبب مواقفه الشهمة وبسبب الحماس الذي لمسته فيه وأنا ألتقي به بهولندا أو خلال حديثي معه.
كان بودي أن يحضر طنان لأن إصابته ستحول بينه وبين المشاركة لفترة تفوق شهرا ونصف و هو ما يعني استحالة حضوره في أي من تواريخ الفيفا المتبقية هذه السنة.
بخصوص زياش الجميع تفاعل مع مواقفه الرائعة التي أثلجت الصدر بالفعل وهو قيمة مضافة للمنتخب الوطني، وأعتقد أنكم تملكون البيانات التقنية والمعطيات الكافية عنه وعن تألقه .
- المنتخب: عدد كبير من الإصابات وبهذا التوقيت، كيف تفاعلت مع المستجد؟
الزاكي بادو: مزعج بالفعل أن يتلقى أي مدرب في العالم وفي أي نطاق كان يشتغل فيه أخبارا غير سارة تهم لاعبا من لاعبيه أو تعرض بعضهم للإصابة، وأنا لا أخرج عن هذه الفئة بطبيعة الحال لأن غياب أو تخلف أي لاعب عن المجموعة إلا ويشعر فعلا بالحزن أولا لحال هذا اللاعب، وثانيا لتأثير خروجه عن مجموعة كان يحضر معها وبلغ معها مراحل جد متقدمة من الإستئناس والتناغم.
بنعطية وأمرابط وطنان وداكوسطا، أعتقد أنها أسماء كبيرة وليس سهلا أن تخرج كلها من مباراة أو معسكر واحد، ومع ذلك علينا التعامل مع الوضع كما هو.
- المنتخب: هل من تأثيرات سلبية لخططك بسبب هذا الطارئ؟
الزاكي بادو: نحن نتحدث عن مباراة ودية أمام منتخب إفريقي كبير هو بطل القارة، وآنا من أصر على اختيار هذا المنتخب لمواجهته نظرا لقيمته التقنية الكبيرة، وبالتالي كنت أتمنى لو واجهناه بصفوف مكتملة على أساس التحضير الجيد لنزال غينيا الإستوائية الفاصل.
غياب هؤلاء اللاعبين صحيح هو أمر مزعج، لكنه بالمقابل سيتيح أمامي فرصة تجريب وصفات أخرى  وأعتقد أن المجموعة الحاضرة أو التي ستحضر بدورها تملك مقومات كبيرة  عليها تأكيد ذلك.