ــ المنتخب: محمد فؤاد
هل يشتغل دوسيي على منظومة جديدة لإغاثة البطل
الأمر لا يتعلق بمرحلة انتقالية للمنتخب الإيفواري لمجرد أنه يفتقد لخدمات مجموعة من العناصر الوازنة، بل يتعلق بتعزيز المواقع أكثر أهمية لتعويض الفراغات والتوابث المهمة. صحيح أن الناخب الجديد ميشيل دوسيي الذي خلف مواطنه هيرفي رونار الحائز على لقب كأس إفريقيا مع الكوت ديفوار في فبراير الماضي، انطلق بأول تعادل رسمي من سيراليون في ظل غيابات وازنة، وسيواصل العمل بنفس الطارئ لمدة أطول، أي لما بعد ودية المغرب، ولكن فوق ذلك عمد إلى ضخ دماء جديدة لربح المزيد من الثقة للرجال المعول عليهم في لقاء المغرب.
من سيراليون .. بدأ التحول
من مباراة سيراليون التي خطف فيها منتخب الكوت ديفوار تعادله هناك من دون أهداف رغم وضعية تنقل منتخب سيراليون إلى مدينة بورت هاركورت النيجيرية، بدلا من العاصمة السيراليونية فريتاون بسبب انتشار فيروس إيبولا القاتل للعب مباراة الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى للتأهل إلى كأس إفريقيا 2017، كان الناخب الجديد ميشيل دوسيي قد لعب مباراته الأولى وكأول محطة رسمية خلفا للمدرب الفرنسي هيرفي رونار. وشكلت هذه المباراة البداية الأولى للناخب الفرنسي كقائدالكوت ديفوار حامل لقب كأس إفريقيا رغم أنه لعب في يونيو الماضي لقاء وديا أمام الغابون. وشكلت هذه المباراة جديدا على مستوى التشكيلة فمع غياب أبرز الأسماء والتوابث المصابون منهم أو الذين لم يناد عليهم لانتهاء صلاحيتهم دوليا كان حتميا البحث عن بدائل لبناء نواة صلبة جديدة.
وحملت المباراة غياب يايا توري وبوني والمدافعين كولو توري وتيني ورجلي الوسط غرادل وتيوطي لأسباب متعددة. وجاءت هذه المباراة متكافئة، إذ أضاع فيها سيراليون أهدافا محققة مثلما غابت الواقعية على منتخب الكوت ديفوار بإهداره للكثير من الفرص.
وكانت هذه المباراة بالذات أول محك للمدرب الفرنسي في غياب الكثير من الأسمائه الوازنة، وأشر في ذات الوقت إلى تجديد المنتخب بأسماء جديدة في الشق الدفاعي خاصة من قبيل الزج بالحارس سيلفيا غبوهو المحترف بمازيمبي الكونغولي، ورجل الوسط جون ميشيل سيري لاعب نيس الفرنسي، وأداما تراوري رجل الوسط الدفاعي لنادي بال السويسري مع الحفاظ على الوجوه المألوفة التي حضرت النهائيات الإفريقية. وهنا سيأتي التحول الجديد لبناء منتخب إيفواري تقوم أسماؤه الجديدة على أنقاض المصابين أو المعتزلين أو ممن يفكرون في مستقبلهم الكروي.
لائحة بدون ثقل
قد تكون اللائحة 21 دوليا الموجهة لهم الدعوة لمنازلة الأسود بمدينة أكادير مدعاة للقراءة المتأنية وللجزم بأن المنتخب الإيفواري بدأ يفرغ تدريجيا من أسمائه الراعدة من قبيل يايا توري والمصيبان غرادل وبوني وتيوطي وكولو توري وتييني وأرتور بوكا وتوماس توري ووولفريد كانون، ولكن ليس كل هؤلاء موضوعون في خانة الإقصاء، فمنهم المصابون كما قلت ويلزمهم وقت شبه طويل للعودة، غرادل (ستة أشهر) وبوني (لأسابيع قليلة) ويايا توري الذي طلب مهلة للتفكير بشأن مستقبله الدولي، وآخرون لأسباب قد تكون للجاهزية أو لإختيارات الناخب.
وتوضح اللائحة الجديدة اعتماد الناخب على الثوابت الهامة من قبيل المدافعين سيرج أوريي من باري سان جيرمان، وإريك بيلي من فياريال الإسباني وممادو باكايوكو من سانت ترويدن البلجيكي، ورجال الوسط أكبا أكبرو من تولوز الفرنسي وإسماعيل دياموندي فضلا عن ثلاثي الهجوم جيرفينهو جناح روما الطائر، والقناص دومبيا سيدو مهاجم سيسكا موسكو وكالو سالمون من هيرتا برلين الألماني، ما يعني أنه حاقظ على التوازنات الخطية برغم الغيابات الأخرى، هذا في الوقت الذي ضخ فيه دماء جديدة أبرزهم فيكتوريان أنغبان رجل وسط سانت ترويدن البلجيكي وأسان غنوكوري رجل وسط أنتير ميلانو الإيطالي. وهو ما أكده الناخب أصلا عندما قال أن من يكون مصابا فلا بد له من تعويض وبدائل جديدة كما أن اللقاءات الودية تمكن من معاينة بعض اللاعبين الجدد.
هل هي مرحلة إنتقالية؟
والحديث عن المرحلة الإنتقالية في هذه اللحظة بالذات سابق لأوانه حتى ولو عمد الناخب الفرنسي تجديد المنتخب بأسماء تعوض المصابين أساسا، والإنتقالية بمعناها الصحيح هي تغيير المنتخب برمته وهو أمر غير موجود أصلا لكون بعض الأدوات البشرية موجودة على مستوى جميع الخطوط كما ذكرنا سابقا وليس كل النجوم غائبون أو أبعدوا أو إعتزلوا باستثناء يايا توري الذي يوجد حاليا في مرحلة تفكير عميق حول مستقبله الكروي وسيكا تييني الذي لا يملك فريقا. ما يعني أن المصابين سيعودون في شهر مارس وأكثر الدوليين سيكونون أيضا من الثوابت الرئيسة، وما يفعله الناخب الإيفواري اليوم هو محاولة لتوسيع قاعدة المنتخب لتتصدى للإكراهات التي يعيشها أي منتخب وطني.
المحليون غائبون
وتظهر اللائحة أيضا غياب الأسماء المحلية، ذلك أن الناخب الفرنسي لم يستدع ولا لاعبا من البطولة الإيفوارية إعتبارا إلى أن المنتخب المحلي يحضر هو أيضا للقاءاته الإقصائية، ولا يمكن أن يخلق مشاكل لمدرب المنتخب المحلي في هذا الإتجاه، ولذلك غير ميشيل وجهته إلى الأسماء المحترفة من أوروبا لمنحها الفرصة الكاملة ومعاينتها عن قرب. وهذا أكبر جواب للناخب دوسيي لكل من ينعث المنتخب المغربي بغير القار والأكثر إعتمادا على اللاعبين الممارسين بالخارج. أكثر من ذلك فقد عزز ميشيل منتخبه برجل الخبرة دجاكبا كونستان رجل الوسط بنادي إنتراخت فرانكفورت الألماني رغم أنه لم يلعب أي لقاء في البندسليغا، ما يعني أنه فاقد للتنافسية، إلى جانب توجيه الدعوة إلى كوني لامين رجل وسط نادي لوريون الفرنسي الرسمي بالنادي، هذا في الوقت الذي استدعى الشاب أنغبان فيكتوريان سقاء نادي سانت ترويدن البلجيكي وأساني غنوكوري (19 سنة) الشاب الواعد بأنتير ميلنو والذي لم يلعب سوى 46 دقيقة في الموسم الحالي. إضافة إلى الهداف الجديد غوهي بي هداف فريق أوستيند ب 7 أهداف ومتصدر البطولة البلجيكية. وبذلك يؤكد الناخب الحالي توجهه نحو بعض الأسماء الواعدة من مختلف البطولات الأوروبية في حالة الطوارئ المطروحة.