هل يجد الزاكي نظام لعب أكثر نجاعة لربح القناعة؟
سهامنا الهجومية لماذا هي منطفئة؟

المنتخب: محمد فؤاد

هي بروفة ثانية بقراءة ثانية لمعضلات النجاعة الهجومية والأخطاء الدفاعية الشاردة للمنتخب الوطني الذي ما كان ليخسر مباراة الكوت ديفوار لولا فقدان التركيز ولولا النحس الذي أصاب العرابي مجددا، البروفة أمام غينيا ليست بنفس المقاس بالنظر للفوارق الموجودة بين الكوت ديفوار وغينيا، ولكن من الواجب قراءة الخلاصات الجوهرية لمنتخب وطني يلعب جيدا ويقتل سيطرته بخسارة مجانية.
 ترى هل يغير الزاكي جوهر النهج ليفوز بكل شيء؟
خسارة للدرس
لحسن الحظ، أن الخسارة المغربية أمام الكوت ديفوار بطل إفريقيا كانت ودية وليست رسمية، ولحسن الحظ أن الهدف الغادر من الثابت غير محسوب رسميا، ولكنه مدون لتصليح الأعطاب الدفاعية، ولحسن الحظ أن السيطرة المغربية وتفنن العرابي في إهدار الفرص كانت تسير نحو قلب المواجع، ولو كان العرابي في يومه ربما لن يكون الحديث بنوع من التمرد على الفريق الوطني وعلى شكل الخسارة، ولو فاز المغرب بالحصة الكبيرة على البطل الإيفواري لكان الحديث مغايرا ولانتشى الجمهور المغربي بأفضلية الأداء المغربي.
وعندما يدافع الزاكي عن العرابي فلأنه يثق في إمكانياته برغم فترة النحس التي يمر منها مع نادي غرناطة الإسباني، والنحس الذي طاله أيضا في مباراة ساوطومي ، كما يثق في الدور الذي يلعبه وبالعمل الكبير الذي يقوم بع لخلخلة دفاع الخصم مثلما يهيء الكثير من الوضعيات ولكن الجهد الذي يبذله في الإختراق والتموضع لا يترك له مساحات لإنهاء العمليات بالشكل المطلوب، كما يقول الزاكي، ولكن ما أضاعه أساسا هو في موضع مناسب وفي مساحات انفرادية ولا يمكن أن يهدر  لاعب محترف هذا الكم الهائل من الفرص حتى ننتظر أن يسجل لنا هدفا واحدا، وإلا ماذا يمكن أن نقول عن لاعبين يسجلون الهاتريك والسوبر هاتريك في مباريات دولية أو وطنية. ومع ذلك سننتظر العرابي في موقف آخر عندما يعود لدوره القيادي أو ربما تغيير الحلول التي تجهد لياقته البدنية وربما خوفه من إضاعة الفرص لأنه هو المعول عليه. 
لماذا لا يغير الزاكي نظام اللعب؟ 
ولماذا تعتبر اللقاءات الودية محكا لتجريب العناصر فقط؟ بينما الواقع يفرض أيضا تغيير نظام اللعب والنهج التكتيكي وتخصيب المتغيرات التكتيكية بهدف إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة وقلب أوضاع المباريات. ولو خرج الزاكي من صلب 4 – 2 – 1 – 3 ولعب ب 4 – 4 – 2 قد يكون للعرابي مساند حقيقي يخفف عليه هذا العبء التكتيكي الذي يجعل منه القناص الأوحد، والحالة هاته أن الفريق الوطني كان دائما ينجح عرضا وأداء بالشاكلة الثانية مع أن الزاكي نجح في هذا الإطار بتونس 2004 بشاكلتين 3 – 5 – 2 و4 – 4 – 2 كما هو متواجد لديه الآن من عيارات وأسطول احترافي جيد. صحيح أن مشكلة الدفاع وجدت طريقها إلى الحل لقلة الأهداف التي يتلقاها الأسود، ولكن تبدو الفعالية الهجومية والنجاعة هي المشكلة في وقت يجتهد الأسود في بناء العمليات بأكثر جهد وإرادة نحو الهجوم. 
الجزائر .. الفضيحة
عندما نرى أنفسنا نخسر أمام البطل الإفريقي بالمجانية والغدر أمام اكتساح الأسود الميداني، ماذا سنقول عن المنتخب الجزائري الذي تجرع مرارة الخسارة المفاجئة أمام منتخب غينيا الخصم الثاني للمغرب يومه الإثنين، خسارة دونتها الصحف بالمرارة واستشاط لها الجمهور غضبا مع أن غينيا ذوبت الجزائر في الجولة الأولى بهدفين لواحد، ونامت على التواضع خلال الجولة الثانية أهدر من خلالها الجزائر فرصا كثيرة في مباراة متناقضة بين الطرفين مع أن مدرب الجزائر عمد إلى تجريب بعض العناصر الجديدة. صحيح أن غينيا أحدثت مفاجأة كبيرة ولكنها لم تكن مزعجة في جميع التفاصيل إلا في الجولة الأولى. 
غينيا بعين فيرنانديز 
والمنتخب الغيني الذي سرق الفوز من الجزائر قد يكون انتشى بفوز ولا في الأحلام رغم ودية المباراة، ولكنها كانت مقياسا لمنتخب في طور البناء والإحتكاك كما يقول لويس فيرنانديز، ومبارتيه الوديتين أمام الجزائر والمغرب يعتبرهما مناسبة لإستقراء التشكيل العام والفريق الذي لا يستطيع مجاراة مجموعته التي يتمسك فيها بالمركز الأخير بنقطة واحدة وراء المتصدرين سوازيلاند والمالاوي بأربع نقاط، ما يعني أن غينيا التي فازت على الجزائر ليست هي غينيا التي تعادلت أمام زيمبابوي في المباراة الرسمية الأخيرة شهر شتنبر على مستوى الإختيارات الجديدة والإصابات التي غيبت ستة عن مباراة زيمبابوي. ولذلك أحدث لويس فيرنانديز رجة قوية حين استدعى مهاجم باستيا ساديو ديالو بعد غياب طويل عن المنتخب، شأنه في ذلك شأن المدافع كيفين كونستان من نادي ترابزون سبور بعد غيابه منذ لقاء ربع نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، كما استدعى مدافعين مغمورين عن الساحة الغينية ويتعلق الأمر باللاعب نغانون فوسيني بنادي أيا نابا القبرصي وهو من اصل إيفواري، والمهاجم سيكو كوندي من أولمبيك دونيسك الأوكراني وهي عناصر جدد في بعضها الثقة والبعض الأخر للإكتشاف لملء الفراغ الذي أحدثته الإصابات.
أسطول شاب لكسب التجربة
ويرى فيرنانديز أن هذا الجيل الذي يعتمده حاليا هو من الطاقات المحترفة الشابة برغم أن نصف المنتخب لا يملك التنافسية المطلقة بمعايير وجود الحارس نابي بدون فريق ورجل الوسط عمر ديوب حرا مع أنه لم ينجح مع النادي القنيطري إلى جانب وجوه أخرى تفتقد للتنافسية من ضلع المحترفين فقط هناك أسماء وازنة في أندية بلجيكية وفرنسية وتركية وإسبانية أبرزها على الإطلاق الهداف بانغورا ألاسان مسجل الهدفين أمام الجزائر. وما حققه المنتخب الغيني المعروف أساسا كفريق يحمل النحس الأسود للجزائر. ولذلك سيكون فيرنانديز مدعوا لمنازلة الأسود بنفس النجاعة الهجومية أي المضاد بالتراجع الدفاعي علما أنه يعرف أن الأسود لا يمكنهم أن يخسروا مرتين أمام جمهورهم.
نزال لمداواة الجرح 
ويعرف الزاكي أن الخسارة لا يمكن أن تدوم في عز فريق وطني يلعب جيدا وبالإقناع خلال فترات معينة ويخلق الكثير من الفرجة والفرص الكبيرة من دون أن يدونها بالواضح والشراسة والرزانة داخل المعترك، حقيقة أن عودة برادة من البداية كانت فأل خير، لكن تموضعه في اليسار لم يكن بالفعالية المطلوبة، علما أن الوافد الجديد حكيم زياش أعطى القناعة على أنه لاعب مهاري وألمعي في صناعة الأهداف وقدم وصفته الجميلة كلاعب قادم بكل تأكيد إلى الأضواء، وحقيقة أن الوسط برغم اشتغاله الجيد على الربط بين الدفاع والوسط  لا يمكنه أن يسير بنفس الوثيرة طيلة المباراة، ثم دور نزول الأظهرة لم يكن بشكل مداوم وبخاصة خلال الجولة الثانية على الأقل لمؤازرة الأجنحة ورمي الضغط على الدفاع الإيفواري. وربما لو غير الزاكي قناع النهج أو نظام الخطة بالتكثل الوسطي بقالب هجومي قد ينجح في توقيع الأهداف أي بلاعبي ارتكاز دفاعي ولاعبين من صناع القرار مع مساندة العرابي بمهاجم آخر. ولذلك يعتبر نزال غينيا مجالا لإظهار كل الأسلحة التي يراهن عليها الزاكي لإتعاش المنظومة مع الحرص على تنبيه الدفاع الوسط في الكرات الثابتة، وتمثيل الوجه المغاير للهجوم بنظام المؤازرة الهجومية للعرابي وغيره.