المنتخب: المهدي الحداد
ظهر الفريق الوطني بمستوى متراقص وأداء مترنح في ثاني إختباراته الودية بأكادير حيث خرج بأقل الأضرار حينما تعادل ضد ضيفه الغيني بهدف لمثله، لكن بتنقيطٍ أضعف ومردود لم يشف الغليل مقارنة مع الخسارة الإيجابية والمفيدة التي حصدها ضد بطل إفريقيا الكوت ديفوار قبل ثلاثة أيام.
الناخب الوطني دفع بنفس التشكيلة الرسمية التي واجهت الكوت ديفوار بإستثناء إقحام بونو وشحشوح والقادوري منذ البداية عوض المحمدي والعرابي ودرار، ولم ينتظر الأسود سوى ثوانٍ معدودة حتى هدد برادة مرمى الغينيين بعد ثنائية رائعة مع القادوري لكن تسديدته مرت محادية بقليل، وبادر رفاق السقاء عوبادي إلى التحكم في وسط الميدان ومعه نسبة إمتلاك الكرة إلا أن السيطرة كانت عقيمة في ظل غياب الحلول هجوميا أمام التنظيم الدفاعي الجيد للخصم، الشيء الذي دفع العناصر الوطنية إلى التهديد عبر التسديد كما كان الشأن للزعر الذي إختبر الحارس الغيني كيطا اليقظ (د11)، ليتراجع بعدها الأسود إلى الوراء ويفقدوا السيطرة نسبيا لرجال المدرب فيرنانديز الذين تقدموا للأمام ونظموا هجمات مبنية من الخلف بإحكام، وتوصلوا بعد مناورات جدية إلى هز شباك الحارس بونو من قدم القناص ياتار الذي أنهى هجمة جميلة بتسديدة أرضية ولا أروع إفتتحت التسجيل (د20) أمام أنظار خمسة مدافعين لم يتمكنوا من الصد، ومن حسن حظ الأسود أن الرد جاء بعد الإستقبال مباشرة بعدما إصطاد عوبادي المتوغل ضربة جزاء إحتج عليها الغينيون وإنبرى لها القادوري بنجاح (د22)، ورغم التعديل بدت الحلول بعيدة عن رفاق المايسترو زياش حيث طغى البطء في الهجمات وصعوبة إختراق الجدار الغيني السميك وتراجع شحشوح المستمر للخلف للبحث عن الكرة، في وقت تعذب فيه الأحمدي ومن ورائه الرباعي الدفاعي كثيرا أمام تحركات ياتارا وكيطا اللذان وضعا الأسود في إختبارات خطيرة وكشفا بعض العيوب، لتمضي باقي الدقائق بإيقاع متوسط حتى صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل الإيجابي وأداء مغربي لم يقنع ولم يشف الغليل.
خلال الجولة الثانية ساد الملل والرتابة طيلة الربع ساعة الأولى التي لم تشهد أي شيء يُذكر، قبل أن تتاح أول فرصة لشحشوح الذي راوغ داخل المعترك وسدد بقوة لكن التصدي كان موفقا للحارس الغيني (د60)، وبادر الناخب الوطني شأنه شأن خصمه إلى القيام ببعض التغييرات وهكذا دخل ياجور وبلهندة وحمد الله، هذا الأخير ومن أول لمسة أضاع هدفا سهلا بعدما لم يحسن تمريرة ياجور ليتباطأ ويخطئ العنوان (د70)، ولم تظهر أي نوايا جادة للأسود فلم يندفعوا بخطورة ولم يضعوا الغينيين في مأزق بعدها بل كادوا أن يستقبلوا هدفا ثانيا من رأسية الهداف ياتارا التي مرت محادية بقليل (د78)، وفي خضم التنويم والرتابة التي أصابت الجمهور أيقظ القادوري حماس المدرجات بأبرز محاولة في المباراة في الدقيقة 87 بعدما توصل بتمريرة من ياجور جعلته منفردا بالحارس الغيني الذي تصدى لتسديدته، لتُطوى عقبها بدقائق قليلة صفحة المباراة الودية والإختبار المفيد بتعادل إيجابي نتيجة وسلبي أداءا، حيث إتضح للمرة الثانية تواليا أن خللا هجوميا عميقا وجب إصلاحه عاجلا وعيوبا مقلقة تلزم الإشتغال عليها على مستوى الوسط الإرتدادي، في إنتظار عودة قطع الغيار الأساسية في قلب الدفاع.