لم نكن نستحق الخروج من عصبة الأبطال الإفريقية
أكد المدافع زكرياء الهاشيمي بأن فريقه قد استعاد الكثير من حظوظه في ظل النتائج الإيجابية التي حققها مؤخرا وتراجع نتائج باقي المنافسين، وساهمت الإنتصارات الأخيرة على حد قوله في الرفع من معنويات اللاعبين الذين أبدوا عزمهم على الإستمرار في مضاعفة الجهود لربح أكبر عدد من النقط في المباريات القادمة، وأضاف بأن هذه العودة القوية هي ثمرة جهود كل اللاعبين وكذا الطاقم التقني وكل مكونات الفريق، وتحدث كذلك في هذا اللقاء مع جريدة «المنتخب» عن أهدافه وطموحاته، حيث يسعى للفوز بمزيد من الألقاب رفقة النسور ولم لا إعادة ذكريات مونديال الأندية، ولم يخف كذلك سعادته بعد أن نال فرصته مع المنتخب الوطني في «الشان» وهي التجربة التي يعتز بها و يتمنى أن تفتح له الباب لحضور الكان القادم بالمغرب، كما لم تفته الفرصة ليشكر كل من سانده في مشواره الكروي، ووجه نداءا لجماهير الرجاء لمساندة فريقها في المحطات المقبلة والضغط على باقي المنافسين الذين يحتلون المراتب الأولى حتى يتحقق الهدف المنشود وهو التتويج بلقب البطولة الوطنية».
- المنتخب: كيف هي الأحوال حاليا داخل الرجاء بعد الإنتصارات الأخيرة؟
الهاشمي: الأحوال جيدة والمعنويات أصبحت حاليا مرتفعة، وهناك عزم وإصرار من جميع اللاعبين على المضي قدما وتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية، لقد قدمنا مؤخرا مباريات جيدة وحققنا انتصارات مستحقة ولا نريد أن نلتفت كثيرا للوراء ونتطلع للمستقبل بكل تفاؤل  لأن هناك أشياء كثيرة تنتظرنا ويجب أن نحققها وهذا يفرض علينا التعاون والتآزر والعمل بشكل جماعي لنتدارك ما فاتنا، وكل المؤشرات توحي بأن الدورات الأخيرة ستكون في صالحنا بالنظر للصورة الجيدة التي ظهرنا بها في المباريات الأخيرة.
- المنتخب: بعد الخروج من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية عاد الرجاء ليحقق انتصارات متتالية، فما هي دواعي وأسباب الإنتفاضة؟
الهاشمي: الأكيد أن خروجنا من عصبة الأبطال الإفريقية لم يكن مستحقا في ظل الصورة التي ظهر بها الرجاء في تلك المباراة التي خاضها أمام حوريا كوناكري الغيني الذي لم يكن أفضل من الرجاء، إلا أن الظروف لم تساعدنا وخاننا الحظ سواء في المباراة أو كذلك في الضربات الترجيحية، لقد تأثرنا كثيرا بهذا الإقصاء لأننا كنا نراهن على الذهاب لأبعد نقطة في هذه المنافسة الإفريقية، وذلك باعتبار الإمكانيات والمؤهلات البشرية التي يمتلكها الفريق، وبعد أن  ضاعت منا هذه الفرصة ركزنا على البطولة وحاولنا خلالها أن نتدارك ما ضاع منا في المراحل السابقة وتوفقنا في تحقيق انتصارات متتالية، لكن مرة أخرى جاءت الهزيمة بسلا بأخطاء تحكيمية فادحة نتمنى ألا تتكرر في المستقبل، لأننا بذلنا جهودا كبيرة لكي نتجاوز أثار هذه الهزيمة ونجعلها طي النسيان لنتابع مسيرتنا وندافع عن حظوظنا للحفاظ على اللقب الذي يوجد بحوزتنا.
- المنتخب: بعد الهزيمة بسلا عدتم مجددا لسكة الإنتصارات، هل هذا يعني بأن الرجاء قد استعاد توازنه؟
الهاشمي: الهزيمة بسلا لم تكن متوقعة كما أنها لم تكن مستحقة، لكن ظروف المباراة هي التي فرضت هذا الأمر الواقع، وكان لا بد أن يكون هناك رد فعل إيجابي بعد هذه المباراة خاصة من طرف اللاعبين، وهذا ما حصل أمام الحسيمة فبالرغم من بعض الصعوبات التي واجهتنا خلال الجولة الأولى وكذا مع بداية الجولة الثانية حين تمكن فريق الحسيمة من افتتاح حصة التسجيل، فإن هذا الهدف كان مستفزا للاعبي الرجاء ودفعهم لبذل جهود مضاعفة من أجل العودة في النتيجة وإضافة أهداف أخرى، وهنا لا بد أن أشكر كل اللاعبين على هذا الحماس والقتالية التي أظهروها على رقعة الميدان طيلة تسعين دقيقة.
وهذا الفوز رفع من معنويات اللاعبين ما ساعدنا على الفوز في الديربي على الوداد ثم بعد ذلك على حسنية أكادير، وأظن بأن الفريق استعاد الكثير من مؤهلاته وتجاوز مرحلة الفراغ التي عانينا منها خاصة بعد العودة من منافسات كأس العالم للأندية.
- المنتخب: هل ما زلتم تؤمنون بحظوظكم في المنافسة على اللقب بالرغم من فارق النقط الذي يفصلكم عن المتزعم المغرب التطواني؟
الهاشمي: صحيح هناك فارق مهم من النقط يفصلنا عن المتزعم المغرب التطواني وكذا على مطارديه المباشرين، لكن وبعد خوضنا مباراة الجيش الملكي أمس الأربعاء ما زالت لدينا مباراة مؤجلة أخرى سنستقبل خلالها الدفاع الحسني الجديدي، وهي فرصة مواتية لنا لتذويب هذا الفارق الذي تقلص بشكل كبير بالمقارنة عما كان عليه، وأظن بأن الوضع قد تغير وأصبحنا نشكل ضغطا على الفريق التطواني ما جعله يضيع الكثير من النقط، وهذا شيء إيجابي بالنسبة لنا في هذه المرحلة وإن كنا لا نفكر في باقي المنافسين بقدر ما  نشغل بالنا بالنتائج التي نحققها نحن، فلم يعد مسموحا لنا بالتعادل أو الهزيمة، وشعارنا في كل المباريات التي سنخوضها هو الفوز، وذلك لربح ثلاث نقط وحينما سنتمكن من تحقيق هذا الإنجاز فإننا سنكون قد أدينا الواجب وسننتظر بعد ذلك تعثر باقي الفرق المنافسة، وكما تعلمون فإن الرجاء تعود على عدم الإستسلام حتى آخر دورة من عمر البطولة، وسبق له أن مر بمثل هذه المواقف ونجح في التتويج بفضل السرعة النهائية.
- المنتخب: لكنكم ستواجهون باقي الأندية التي تنافس على اللقب، فكيف ترى هذه المواجهات الحارقة؟
الهاشمي: كل المباريات المتبقية ستكون صعبة، وكل الأندية تسعى لربح النقاط، لكننا لا نتخوف من هذه المواجهات خاصة من تلك التي سنواجه فيها أندية المقدمة، لأنها الأهم بالنسبة لنا، فمواجهة أندية المقدمة يعني أنها مباريات من ست نقط، وهذا ما يلزمنا بضرورة الفوز لأننا نراهن على جمع أكبر عدد ممكن من النقط، وحاليا بدأنا نقترب كثيرا من المقدمة وهذا ما سيشكل ضغطا على باقي أندية الصدارة التي ستستشعر الخطورة التي سيحملها معه تقدم فريق من حجم الرجاء، وكما تفوقنا على الوداد في الديربي ثم على فريق حسنية أكادير بالنتيجة وكذا الأداء فإننا سنخوض كل المباريات المتبقية بنفس الجدية والحماس وبرغبة قوية في الفوز لا غير لأن همنا الأساسي هو التتويج والحفاظ على درع البطولة الذي سيقودنا مجددا للمشاركة في مونديال الأندية.
- المنتخب: في نظرك أين تكمن قوة الرجاء؟    
الهاشمي: قوة فريق الرجاء تكمن بالأساس في تماسك المجموعة وتضامنها، فنحن نشكل فريقا واحدا ومجموعة متجانسة، والهدف هو المصلحة العامة بغض النظر عن المصلحة الخاصة، فأي لاعب دخل لأرضية الملعب وحظي بثقة الطاقم التقني يلقى دعما ومساندة قوية من باقي اللاعبين، وهذا شيء مهم جدا داخل الفريق لأن روح المجموعة هي التي تساعد على تحقيق النتائج الجيدة وتساهم في الحفاظ على الإستقرار داخل الفريق، ونتمنى أن تستمر نفس الروح المعنوية السائدة حاليا ونفس الحماس إلى نهاية البطولة.
- المنتخب: فريق الرجاء استطاع السيطرة على بطولة الموسم الماضي من بدايتها إلى نهايتها، لكنه عجز عن تحقيق نفس الإنجاز، لماذا في نظرك؟
الهاشمي: في الموسم الماضي كان التركيز فقط على واجهتي الكأس والبطولة بخلاف هذا الموسم، حيث لعبنا على أربع واجهات استنزفت الكثير من قوانا وإمكانياتنا، كما اصطدمنا كذلك بعدة مشاكل وأهمها الإصابات التي لحقت ببعض اللاعبين كالصالحي وتوقيف بورزوق ثم الإصابة الأخيرة التي لحقت بالوادي، إضافة لرحيل مجموعة من اللاعبين وسط الموسم مقابل منح الفرصة لبعض اللاعبين الشباب، فالطاقم التقني يعمل حاليا وفق الإمكانيات المتاحة مع العلم أننا غالبا ما قدمنا مباريات جيدة وتوفقنا في خلق العديد من الفرص الواضحة للتسجيل، لكن الفعالية هي التي كانت تخوننا في بعض الأحيان إلى جانب الحظ الذي عاكسنا في العديد من المباريات، وحاليا استعاد الفريق كل لاعبيه والكثير من مؤهلاته وظهر هذا جليا في المباريات الأخيرة، حيث قدمنا مستويات جيدة أمام فرق قوية ومتمرسة.
- المنتخب: بعد التألق في الموندياليتو وجهت لك الدعوة للمشاركة في الشان، فما هو تقييمك لمشاركة المنتخب في هذا العرس القاري؟
الهاشمي: أظن بأن النتائج التي حققها المنتخب المحلي في «الشان» كانت إيجابية على العموم وذلك في ظل غياب إعداد جيد لهذه المنافسة القارية، فليس من السهل تجاوز الدور الأول بعد احتلال المرتبة الأولى في المجموعة، صحيح أن الخسارة بتلك الطريقة أمام منتخب نيجيريا أقلقت الجمهور المغربي، لكن العناصر الوطنية تأثرت بالعياء الناتج عن عدم الإعداد الجيد، ولو توفقنا في تجاوز المنتخب النيجيري كنا سنذهب بعيدا في هذه المنافسة، ومع ذلك لا يلام المدرب حسن بنعبيشة الذي تحمل المسؤولية في ظرفية صعبة كما لا تلام العناصر الوطنية التي بذلت أقصى ما في جهدها لتحقيق أفضل النتائج.. 
وبالنسبة لي فقد كانت التجربة مهمة جدا، فهذه أول مرة أحظى فيها بشرف حمل القميص الوطني، وأتمنى أن تتاح لي فرص أخرى في المستقبل مع المنتخب الأول».
- المنتخب: هل أنت راض على ما قدمته لفريق الرجاء؟
الهاشمي: بطبيعة الحال أنا راضي كل الرضى على كل ما قدمته لفريقي، لكن هذا لا يعني بأنني سأقف عند هذا الحد، فأنا ما زلت أطمح للتتويج بمزيد من الألقاب رفقة هذا الفريق الكبير.وأنا أحمد الله كثيرا أنني أتواجد حاليا مع هذا الفريق ومع هذه المجموعة الحالية التي تتكون من لاعبين مميزين، وبفضل هذا الفريق حققت العديد من أحلامي وطموحاتي، وبالمناسبة فإنني أتوجه بالشكر لكل الذين ساندوني وشجعوني في أولى خطواتي مع هذا الفريق، ولن أنسى الدور الهام الذي لعبه الجمهور الرجاوي الذي احتضنني وساندني بشكل كبير، وهذا ما شكل حافزا بالنسبة لي وساعدني على تطوير مؤهلاتي. 
- المنتخب: ما هي أفضل الذكريات التي لازلت تحتفظ بها مع فريق الرجاء؟
الهاشمي: هي مجموعة من الذكريات الجميلة التي أحتفظ بها عن هذا الفريق، حيث حصلت معه على الإزدواجية في الموسم الماضي، لكن من دون شك فإن المشاركة في كأس العالم للأندية ستشكل بالنسبة لي أفضل ذكرى، لقد عشنا جميعا لحظات جميلة لا تنسى وكان الوصول للمباراة النهائية والمواجهة التي جمعتنا بالفريق البافاري وحضور صاحب الجلالة نصره الله أهم حدث في مسيرتي الكروية، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق ونعيش مثل هذه اللحظات وندخل السعادة مرة أخرى للجماهير الرجاوية والمغربية بصفة عامة.
- المنتخب: ما هي الإضافة التي قدمها المدرب فوزي البنزرتي لفريق الرجاء؟
الهاشمي: من دون شك فإن النتائج التي يحققها الفريق حاليا يعود الفضل الكبير فيها للمدرب فوزي البنزرتي ولباقي الطاقم التقني، فهو مدرب كفء وإنجازاته وكذا الألقاب التي حصل عليها تشهد على كفاءته، وقد ساهم بشكل كبير في منح حرية أكبر للاعبين وتحفيزهم على الإبداع، كما ساهم في إتمام العمل الكبير الذي قام به المدرب المقتدر امحمد فاخر الذي وضع أسس متينة لهذا الفريق.
- المنتخب: بالنسبة لك، ما هي أهدافك وطموحاتك المستقبلية بعد هذه الإنجازات التي حققتها مع الرجاء؟
الهاشمي: أنا لاعب طموح أسعى دائما للأفضل، وتواجدي ضمن فريق كبير من حجم الرجاء يضاعف من مسؤولياتي  يدفعني للعمل بكل جدية حتى أكون عند حسن تطلعات الجماهير الرجاوية، وبعد هذه الإنجازات فإنني أطمح للفوز بمزيد من الألقاب رفقة الفريق الأخضر وهو الفريق الذي تربيت بين أحضانه وقضيت معه سنوات الطفولة والشباب لأعود له مرة أخرى أكثر نضجا، وأحمد الله كثيرا أن حالفني التوفيق مع هذا الجيل الجديد من اللاعبين المتميزين لنصنع إحدى أهم الملاحم في تاريخ الفريق.
- المنتخب: هل تفكر في الإحتراف، أم أنك ستستمر لسنوات أخرى مع فريقك الحالي؟
الهاشمي: لدي عقد مع الرجاء يمتد لثلاث سنوات أخرى، وحاليا أعيش الإستقرار مع الفريق، ولا أريد أن أشغل بالي كثيرا بهذا الموضوع، خاصة أننا في مرحلة جد حساسة وتحتاج منا لتركيز كبير في كل المباريات، وكأي لاعب مغربي فإن الطموح في الإحتراف الأوروبي يبقى مشروعا وذلك لمساهمته في تطوير مؤهلات اللاعب وكذا تحسين وضعيته الإجتماعية إضافة للتعرف على ثقافات أخرى. 
المنتخب: جمهور الرجاء ظل يساند فريقه بالرغم من تواضع النتائج في بعض الأحيان، بماذا تعد هذا الجمهور، وهل من رسالة توجهها له في ختام هذا اللقاء؟
 الهاشمي: نحن كلاعبين نسعى دائما لتحقيق أفضل النتائج والهدف الأساسي هو إسعاد هذه الجماهير التي تضحي بالغالي والنفيس من أجل فريقها، ففي كل المحطات كان جمهورنا إلى جانبنا سواء داخل الميدان أو خارجه وفي العديد من المناسبات كان وراء تحقيقنا لنتائج إيجابية، ونحن نشكره كثيرا على تضحياته ومن جهتنا سنضاعف من جهودنا حتى لا نخيب ظنه وأعده بأننا سننافس على اللقب إلى آخر نفس من عمر البطولة، وبإمكان السرعة النهائية أن تخدم مصالحنا في الدورات الأخيرة خاصة أننا سنستقبل فريق المغرب التطواني في آخر دورة من عمر البطولة.

حوار: إبراهيم بولفضايل – عبدالحق جدعي