كنت سأقبل تدريب الفريق الوطني ولو بالمجان
آمنت بالعودة طوال السنوات السابقة لتسديد دين عالق
أنا من اخترت طاقمي المساعد وواثق من كوننا قوة متحدة

9 سنوات مرت ثقيلة وبطيئة، حيث طال انتظار العودة بعد خروج ومغادرة إنفعالية غير مدروسة العواقب..
9 سنوات على ترقب العودة وتلبية مطلب جماهيري كبير إنصافا لما قدمه الإطار ولمنحه الفرصة لإكمال ما بدأه.
تعاقب بعده الكثير من المدربين دون أن يفلح واحد منهم في تقديم وصفة الإقناع الكبيرة، قبل أن تتبلور إرادة الرأي العام الكروي مع اجتهاد مكتب جامعي عرف من أين تؤكل الكتف ليصوغا العودة المشروعة.
الزاكي بادو الذي انفردنا به قبل تعيينه ناخبا وطنيا في حوار تقديم كشف الحساب، هو نفسه بعد التعيين، ثابت عند المبادئ والقناعات وعلى يقين تام من النجاح بـ «الكان» دون مزايدات مع بوح صريح كالعادة باستعداد فطري وغريزي لخدمة الفريق الوطني بلا مزايدات..
المنتخب: وأخيرا إنتهى الإنتظار، دون إطالة وباختصار أي شعور يراودك بعد العودة لعرين الفريق الوطني؟
الزاكي بادو: في واقع الأمر حتى بعد استيعاب كل الذي حدث وامتصاص فرحة ونشوة ما بعد التعيين، إلا أن نفس الشعور بالسعادة الغامرة ما يزال قائما.
هو نفسه الشعور الذي يحس به من يسعى خلف الإنصاف وخلف تحقيق حلم هارب عنه لفترة طويلة، هذا هو ما أشعر به حاليا ولا أعتقد أن طبيعة الشعور ستتغير على الأقل خلال الفترة القادمة.
كانت لحظة كبيرة في حياتي حين تلقيت خبر التعيين والعودة التي أسميها العودة للأصل.
المنتخب: كيف سارت أمور إخبارك، هل كنت تتوقع بعد لقائك رئيس الجامعة على أنك ستكون مدرب الفريق الوطني في ظل منافسة شرسة تابعناها جميعنا بين عدة مدربين؟
الزاكي بادو: لقد تلقيت الخبر من رئيس الجامعة وكانت لحظة حاسمة كما قلت بحياتي وليس بمساري كمدرب، وردا على سؤالك فحين إلتقيت رئيس الجامعة لعرض تصوري للمرحلة إكتفيت بالقول لكل من سألني «الخير فيما اختاره الله».
أحسست فعلا أن الأمور ستختلف هذه المرة عن السابق، لا أريد الدخول في التفاصيل، كل ما هنالك أنني لمست فرجا قريبا وكنت مدركا بأنه في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح.
لقد كنت أمينا خلال لقائي برئيس الجامعة لأنني عرضت لمبادئ ومن يتربى على المبادئ لا يغيرها إطلاقا.
المنتخب: تحدثت عن الإنصاف، هل معنى هذا أنك عشت ظلما بتجاربك السابقة؟
الزاكي بادو: لا أريد العودة لكل هذه التفاصيل ولا فتح صفحات الماضي بكل ما رافقه من أحداث، ما يهمني هو أن القدر رتب لي بعد كل هذه السنوات العودة وشكري وامتناني كبير لمن تقاسم معي معاناة انتظار هذه اللحظة.
لكل هؤلاء أقول أنني مدين ومتشوق للعودة لسداد دين كبير طوقوني به وسيكونون مصدر إلهام وشحن بالنسبة لي.
المنتخب: هل صحيح أنك قدمت تنازلات هذه المرة خلال تفاوضك مع الجامعة لقبول المهمة؟
الزاكي بادو: تعرفونني بشكل كبير وتعرفون الطريقة التي أشتغل بها، وكما قلت هي طريقة تنطلق من قناعات راسخة ومبادئ لا تساوم.
إن كان عدم دخولي في التفاصيل المالية وعدم اشتراطي أي في هذه الناحية تنازلا فأنا أفتخر به كتنازل ويشرفني ذلك، بل كنت على استعداد لقبول مهمة تدريب الفريق الوطني ولو متطوعا وبالمجان، لكوني سعيت خلف ربح رهان وتحدي وليس لشيء آخر.
المنتخب: قبل أن نطوي تقاطع الماضي مع الحاضر بوقائعه الإيجابية والوردية، هل ساورك شعور ما في لحظة من اللحظات باستحالة عودتك لتدريب الفريق الوطني؟
الزاكي بادو: إن الله يحب العبد الملحاح، وشخصيا لا أعرف كيف ولا متى مرت كل هذه السنوات لأنني أحس وكأنني غادرت بيت الفريق الوطني بالأمس القريب فقط وما زلت مرتبطا به وجدانيا وبأدق التفاصيل الممكنة.
سعيي خلف تدريب الفريق الوطني طوال الفترة السابقة كان منبثقا من إحساس قوي مرده أنني قريب من العودة أو أنني عائد لا محالة لصفوفه.
المنتخب: قدمت وعودا قبل الترشيح وأثناء وحتى بعده بالفوز بالكان القادم، هل كان حماس اللحظة أم تراها مقاربة واردة تملك مفاتيحها؟
الزاكي بادو: خلال المداخلات التي كنت أقوم بها حين كان يطلب مني تشخيص واقع الفريق الوطني والتحديات المطروحة أمامه، كنت كل مرة أقول أنه لا يجب رسم صورة قاتمة لمساره وعلى أن التتويج بالكان وارد، شريطة تدارك الوقت وعدم مواصلة إهداره ببشاعة.
لم تكن مزايدة مني ولا بيعا للوهم للجمهور المغربي، هو طموح مشروع أملك بعضا من مفاتيحه وبقية الشفرات يملك الطاقم والإعلام والجمهور وكل الفعاليات حلها بمقاربة تشاركية بيننا.
المنتخب: أنت متفائل إذن بمسار العبور لمنصة البوديوم شهر فبراير القادم؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال ولا يسعني إلا أن أكون كذلك، الآن أصبحت أكثر إدراكا لقيمة الوقت المتبقي ويجب تدارك كل ما ضاع منا والبداية بمعسكر البرتغال والذي سيكون فاصلا في وضعنا على السكة الصحيحة وإعادة الروح والثقة للمجموعة والمحيط وحتى الجمهور المغربي.
المنتخب: لا نريد استباق الأحداث، هل تملك رؤية للفريق الذي ستعتمد عليه لتحقيق كل هذه الأهداف؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال أملك تصورا لأنني مغربي أولا، وثانيا لأنني واكبت الفترة السابقة بكل مستجداتها ولدي أفكاري التي سأحاول تطبيقها.
لن تكون هناك تغييرات راديكالية تهم الأساس والجوهر لأن التركة ليست سيئة، يجب تنظيف المحيط والإبتعاد عن تسميم الأجواء ورفع منسوب الثقة.. هذا هو رهاني وهكذا أفكر في المستقبل.
المنتخب: لن نرهقك كثيرا، لذلك سنختم معك  بخصوص الطاقم التقني المساعد، هل كان من اختيارك؟ وهل أنتم على درجة كبيرة من التناغم الذي بإمكانه صناعة الفارق المطلوب؟
الزاكي بادو: لقد أجبت على هذا السؤال وأعتقد أنه من باب الإحترام، بل حتى الدعم الذي نتوسمه في الإعلام المغربي الذي أقدره هو أن يعمل قدر الإمكان على تلطيف الأجواء أكثر.
أتحمل مسؤولية إختيار الطاقم المساعد وهم وجوه لا تحتاج مني لتقديمها، بيننا ود واحترام متبادل، وفي اتحادنا قوة والتوفيق كله سيأتي من الله عز وجل، هذا مؤكد.

حاوره: منعم بلمقدم