كيف يعيش؟ وكيف تأقلم؟ أسرار تكتشفونها أول مرة
إطلالة على حياة المحترف الذي ينال ثقة كاباروس
إلتقت «المنتخب» بالدولي المغربي عصام العدوة بأحد فنادق مدينة فالنسيا الإسبانية قبل متابعته في تداريب الفريق الإسباني، وفي الورقة التالية سنحاول تقريب قرائنا من أدق تفاصيل حياة إبن الدار البيضاء وكيفية إنصهاره في أجواء فريق ليفانطي الإسباني.
العدوة فتح قلبه للجريدة التي وقفت عن كثب على كل الأمور المتعلقة بمساره الكروي في المرحلة الراهنة، ولخصت كيفية عيش عصام في مدينة فالنسيا رفقة أسرته الصغيرة وكيف يشتغل بجد في عالم الإحتراف الحقيقي.
من «كازا بلانكا» إلى فالنسيا
لم يتخيل عصام العدوة يوما أن يستقر بمدينة فالنسيا الإسبانية ويلعب رفقة فريقها الثاني ليفانطي، بعدما إستهل اللاعب مشواره رفقة الوداد البيضاوي وعرج بعدها نحو الإحتراف الأوروبي، حيث لعب في صفوف لانس ونانط الفرنسيين، قبل أن يحول وجهته صوب الكويت ويلعب رفقة القادسية لموسم واحد.
بعد كل هذه المحطات إنتقل العدوة للبرتغال ليلعب مع فيتوريا غيماريش وينهي مسيرته معه بنيل لقب الكأس قبل عام، لترصده أعين ليفانطي الإسباني الذي وقع في صفوفه عقدا يمتدا لموسمين وإعتبره صيدا ثمينا في الوقت الذي كان فيه لاعبا حرا تتهافت عليه مجموعة من الأندية وبخاصة من إيطاليا وإسبانيا، علما أنه كان قريبا من التوقيع في كشوفات بارما قبل أن يغير رأيه ويعرج نحو مدينة فالنسيا إحدى أبرز الواجهات السياحية في الجارة الإيبيرية المنفتحة على البحر الذي يعتبر الوجهة المفضلة لعصام لتجاوز ضغط التداريب داخل فريق لا يعترف مدربه خواكين كاباروس إلا باللاعب الجاهز طيلة الأسبوع بحسب ما أكده العدوة في حديثه لـ «المنتخب».
دراسة اللغة والتواصل
بعدما إنتقل العدوة لصفوف ليفانطي وجد نفسه محاصرا من قبل الصحفيين الإسبان في مطار فالنسيا، لكن أولى العقبات التي وجدها أمامه عدم إجادته للغة الإسبانية، فاللاعب لا يتحدث إلا بالفرنسية والبرتغالية، فما كان أمامه من خيار سوى التقرب أكثر من مواطنه نبيل الزهر، والتحدث مع كاباروس بقليل من البرتغالية ممزوجة بالفرنسية.
لم يدم الحال بالعدوة على هذا النهج وكسائر الأندية العالمية تم تخصيص أستاذ لتعليم اللاعب المغربي اللغة الإسبانية وفي ظرف أشهر إكتسب مهارات التواصل، خاصة وأنه وبإستثناء المباراة الأولى في البطولة أمام برشلونة التي غاب عنها قبض على رسميته، بالرغم من عدم إستقراره في مركز واحد، حيث لعب في مركز قلب الدفاع وكوسط ميدان دفاعي وظهير أيسر، حتى أصبحت الصحف في إسبانيا تطلق عليه لقب «جوكر» كاباروس، الذي يحظى بإحترام خاص من قبل الطاقم التقني والطبي لفريق ليفانطي نظرا لرغبته في تطوير مؤهلاته، حيث يستشير المعد البدني للفريق في كل كبيرة وصغيرة، ويعمل بنصائح الكل بمن فيهم المسؤول الإعلامي الذي يستشير معه في كيفية التحدث لوسائل الإعلام.
التداريب مع المجموعة وعلى إنفراد
لا يكتفي عصام العدوة بالتدرب رفقة المجموعة، فحتى وإن تصادف أن يتمرن ممثل مدينة فالنسيا الثاني مرتين في اليوم، فإن اللاعب المغربي وبعدما يخلد للراحة ،يحمل دراجته الهوائية داخل سيارته، ويتوجه نحو شاطئ البحر، ليواصل تقوية عضلاته وهو ما ساهم كثيرا في تخليه عن الوزن الزائد،بالإضافة إلى عمله بجد داخل قاعة «الجيمنازيوم» حتى يتسنى له الحفاظ على كامل لياقته، خاصة وأنه يفكر في معسكر الفريق الوطني المقبل بالبرتغال ويتطلع بأن يكون داخله على إستعداد كبير.
وفي سياق متصل يتبع العدوة نظاما غذائيا بالإستشارة مع الطاقم الطبي لفريق ليفانطي حيث يتوفر على ملف طبي خاص، كما هو الحال مع أي داخل الفريق، وكل عنصر في المجموعة يحدد له نوع الطعام الذي سيتبعه، وهو أمر إكتشفه عصام في الليغا الإسبانية ولم يعهده في البرتغال، وحتى عندما يكون في بيته رفقة أسرته الصغيرة مع إبنته حفصة وإبنه عمير، فإنه يحرص على تتبع ذات النظام كي لا يزيد وزنه، خاصة وأنه يصعد للميزان قبل أي تداريب يخوضها مع المجموعة .
الوازع الديني في الحياة
قليلون داخل المغرب يعرفون بأن عصام العدوة لاعب ملتزم كثيرا، فالرجل متقيد بتعاليم الإسلام بحذافرها، فمباشرة بعدما عقد قرانه وهو ما زال لاعبا في صفوف شبان الوداد، تغيرت أحواله بحسب ما أكده لـ «المنتخب»، حيث تحولت حياته للأحسن.
حتى والعدوة في بلاد الغربة يحرص على التوجه لصلاة الجمعة إن إستطاع في أحد مساجد مدينة فالنسيا، ويربي إبنيه على تعاليم الدين الإسلامي، وفي وقت الفراغ يصطحبهما لأشهر مركز لتربية الدلافين في المدينة حيث يستمتع بقضاء الوقت الثالث مع أسرته بعيدا عن صخب السهرات، في الوقت الذي يحرص دوما على النوم باكرا وإقفال هاتفه النقال كيف لايزعجه أي أحد، وهذا النهج يسير عليه منذ أن كان لاعبا داخل الوداد البيضاوي، وبرغم الشهرة التي نالها اللاعب سواء داخل المغرب أو إسبانيا فإنه ظل وفيا لتواضعه وفي هذا السياق يؤكد العدوة بأنه «ولد الشعب» ولا يمكن أن يتغير أبدا لأنه تربى في بيئة تعلم داخلها ضرورة إحترام الغير صغيرا كان أم كبيرا.
العلاقة مع الزهر بفالنسيا
بعدما إنتقل العدوة لصفوف ليفانطي لم يجد أمامه سوى نبيل الزهر كمواطن مغربي في بداية الأمر،قبل أن يتعرف على مغاربة أخرين في المرحلة المقبلة ،وطيلة فترة تأقلمه في إسبانيا ظل يتذكر كلمات صاقل مواهبه خالد بلاغة الذي أثر فيه كثيرا وفي شخصيته .
يتحدث العدوة كثيرا عن الأشخاص الذين ساعدوه حتى بلوغه محطة ليفانطي،وفي تبادله أطراف الحديث مع»المنتخب» أوضح أنه ليس من النوع الذي ينكر الجميل وعلاقاته إستمرت بجميع من أسدوا له خدمات جليلة حتى بلوغه عالم الإحتراف إنطلاقا من البطولة الوطنية.
وإلى جانب الزهر في ليفانطي يحرص العدوة على الإتصال بكل زملائه في الفريق الوطني وبخاصة ياسين بونو حارس أتلتيكو مدريد الذي لا يبخل عليه بالنصائح.
مانولو وسر الإعجاب بالعدوة
داخل إدارة نادي ليفانطي الإسباني يتمتع المدير الرياضي مانولو بصلاحيات كبيرة، ولا صوت يعلو على صوته وفي دردشة مع «المنتخب» أكد الأخير بأن عصام العدوة هو نموذج للاعبين الذين يبحث عنهم فريقه، موضحا بأنه من الصعب أن تجد لاعبا دوليا توقع معه العقد وهو حر طليق وبمستوى عالي.
مانولو هذا يثق فيه العدوة كثيرا ويحترمه خاصة وأنه يرفع من معنوياته ،كما كان الحال في الفترة التي كان قد تعرض فيها اللاعب للإصابة لمدة أسبوع، فكان واحدا من المسؤولين المقربين للاعب المغربي أكثر من المدرب كاباروس.
وبخصوص العقد الذي يربط العدوة بليفانطي حاولت «المنتخب» التحدث لمانولو عن إمكانية تمديد العقد، فرفض الحديث عن الموضوع معتبرا بأن مثل هذه الأمور غير مسموح له بالحديث فيها في المرحلة الحالية.
مبعوث المنتخب إلى فالنسيا الإسبانية: أمين المجدوبي