في سابقة تهم المشاركة المغربية في المسابقات الإفريقية وفي مشهد مثير غير مألوف، أوقعت قرعة الكونفدرالية الفرسان الثلاثة المشاركين في المسابقة يتقدمهم حامل اللقب الرجاء في مجموعة واحدة.
الحالة سبق لهذه المسابقة وأن شهدتها قبل 7 أعوام بتواجد 3 أندية من السودان في وضع مماثل والتقييم الخاص بالمزايا والأضرار التي يمكن أن تنتج عن هذا الوضع تجدونها في المقاربة التحليلية التالية:

ليست المرة الأولى
بمجرد إعلان تفاصيل القرعة تفاوتت ردود الأفعال ووصفت ما حدث بالسابقة، وهو غير صحيح بالمرة لأن نفس المسابقة شهدت قبل 6 مواسم بالضبط حالة مماثلة بتواجد 3 فرق سودانية في نفس المجموعة.
يومها هبط ناديا الهلال والمريخ من عصبة الأبطال وإلتحقا بأهلي شندي وتواجد معهم الفريق الكونغولي الشهير أنتر كلوب، وفي نهاية المطاف تأهل فريقان من السودان وحكم على الطرف الثالث بالإقصاء.
أما مسألة تواجد ناديين من نفس البلد في مجموعة واحدة فهي شائعة ومتكررة وسبق للكرة المغربية أن عاشتها في نفس المسابقة سنة 2006 بتواجد الفريق العسكري وأولمبيك خريبكة ،و2011 بتواجد الفتح والكوكب، الجيش خسر النهائي أمام نجم الساحل و لفتح توج باللقب.

البكاوي سعيد
بالفعل هو أسعد الناس لأن هذه القرعة خدمته كما خدمت لجنة البرمجة الساهرة على ضبط أمورها بشكل يومي ومستمر وكان قد اعترف لا قبل القرعة من توجسه خاصة للتنقلات الطويلة للأندية المغربية، بكل الإكراهات التي تحملها ومنها التأجيلات المحتملة لمباريات البطولة وما قد يترتب عنه من لخبطة وارتباك لمرحلة الإياب.
الرجاء الذي سافر لناميبيا كان نموذجا لهذا الواقع بعدما اضطرت لجنة البرمجة لتأجيل مباراته أمام أولمبيك آسفي بسبب طول الرحلة صوب العاصمة ويندهوك.
اليوم تنقل واحد لكل فريق سيكون صوب الكونغو، وبالتالي خوض الفرق المغربية مبارياتها هنا فيما بينها ذهابا وإيابا سيتيح إجراء مبارياتها بالبطولة بانتظام لأن القانون يلزمها باللعب يوم الأربعاء التالي لكل مواجهة قارية، الأمر الذي سيخدم أجندة إياب البطولة ويسهم في نهايتها كما هو مسطر لها.

سفر وحيد للكونغو
من بين مزايا القرعة هو أن الجامعة لن تكون ملزمة بتوفير طائرة، خاصة لأي من الأندية كون فريق أوطوهو لا يبعد عن العاصمة برازافيل بمسافة طويلة، وبالتالي الرحلات العادية مؤمنة وبشكل كبير بين المغرب والكونغو.
هذا الأمر سيحرر الأندية من تكاليف تنقلات أخرى، كما كان سيكون عليه الأمر لو واجهوا فرقا إفريقية مختلفة، وما يفرضه ذلك من إرهاق وإثقال كاهلها بمصاريف إضافية.
التعب لن يكون مبررا عند كل إخفاق لأن تدبير تنقل واحد للخارج مسألة في غاية السهولة من بين 5 مباريات أخرى في المجموع.
كما أن أوطوهو سيصبح كتابا مفتوحا يسهل قراءته من طرف الفرق المغربية الثلاثة بسبب التناوب على مواجهته وتبادل التقارير التقنية بشأنه وهذا معطى مهم.
أوتوهو سيعلن تذمره مباشرة بعد القرعة لكونه سيتنقل في 3 مناسبات للمغرب وهو ما سيرهقه ويشعره بالملل الأمر الذي ينبغي استثماره على نحو جيد.

مؤهل مضمون
ما هو مضمون من خلال تجليات القرعة هو أن الكرة المغربية ستضمن سفيرا واحدا على الأقل في دور ربع النهائي، إلا أن السلبي هو أننا سنخسر حتما فريقا واحدا لأن القانون يفرض تأهل ناديين فقط.
السلبي أيضا هو التطاحن والندية والصراع الذي قد يميز المباريات المحلية هنا بين الفرق المغربية، خاصة إذا ما انتهت بالتعادل ليقتات منها الفريق الكونغولي.
أوطوهو مثلا سيخطط للفوز بـ 3 مباريات على أرضه ليصل إلى 9 نقط وهي حصيلة تكفيه بناء على معطيات المجموعة للتأهل للدور الموالي، لذلك وجب الحذر من هذا الأمر وعدم السماح لأوتوهو بالعودة بأي نقطة للكونغو ومعه إرغامه على الخطأ داخل قواعده.
لذلك هي سابقة ليس في قرعة الكاف وإنما بالنسبة للأندية المغربية المشاركة في هذه المسابقة و التي ستحول النسخة على رأي عبد المجيد مضران لنسخة «دوري النتيفي» مع اختلاف معايير التنافس بطبيعة الحال.