بعد تضرره من الأخطاء التحكيمية التي ارتكبها الحكم الكامروني الذي قاد المباراة التي جمعت الرجاء بنهضة بركان نهاية الأسبوع الماضي، يعود الفريق الأخضر ليستقبل حسنية أكادير في قمة مغربية إفريقية ثانية على التوالي، تراهن عليها كل مكونات الفريق للمصالحة مع النتائج الإيجابية التي خانته في المباريات الأخيرة و العودة للسكة الصحيحة، للحفاظ على حظوظه للتأهل لدور الربع ،المهمة لن تكون سهلة في ظل رغبة الفريق السوسي بدوره في الدفاع عن حظوظه بعد تعثره في الجولة السابقة، ما يجعل المواجهة بين الطرفين قمة بين فريقين جريحين تغري بالمتابعة.
جولة لم تخدم المصالح
كنا ننتظر أن تكشف لنا الجولة الرابعة من دور المجموعات لكأس الكونفدرالية الإفريقية عن الفريقين المرشحين بقوة للمرور للدور الموالي، لكن باستثناء النهضة البركانية الذي قطع شوطا مهما نحو دور الربع فإن هذه الجولة لم تخدم مصالح فريقي الرجاء والحسنية، وذلك بعد أن تقدم عليهما الفريق الكونغولي الذي ارتقى للمركز الثاني بخمس نقط متقدما على الفريق السوسي بنقطة واحدة، وعلى الفريق الأخضر بنقطتين، وسيتواجه الفريقان فيما بينهما للمرة الثانية بعد انتهاء مواجهة الذهاب بلا غالب ولا مغلوب، وهي النتيجة التي لم تكن في صالح أي طرف.
بين جريحين
المواجهة ستجمع بين فريقين جريحين، يسعيان لتضميد جراحهما بنتيجة إيجابية تعيدهما لقلب المنافسة على بطاقة التأهل الثانية عن هذه المجموعة التي لم تبح بكامل أسرارها بعد مرور أربع جولات، وينتظر أن تحدد هذه الجولة الخامسة معالم هذه المجموعة القوية والصعبة، فهذه المباراة لا تقبل القسمة على اثنين، لأن التعادل لن يفيد أي طرف، ما يجعل المباراة مفتوحة على كل الإحتمالات الممكنة، الرجاء سيبحث عن فوزه الأول والذي تعذر عليه منذ انطلاق دور المجموعات، في حين يسعى الفريق السوسي وراء فوزه الثاني الذي سيمكنه من الإرتقاء للمرتبة الثانية قبل استقباله بميدانه لفريق النهضة البركانية في آخر جولات دور المجموعات.
عودة الروح
يبدو جليا بأن الرجاء قد استعاد الكثير من مقوماته وتوازنه بعد المستوى الجيد الذي ظهر به في المباراتين الأخيرتين ضد الجيش الملكي والنهضة البركانية، وإن كانت النتائج قد خانته، كما عاكسه الحظ كذلك، لكن عودة الروح للمجموعة يعتبر مؤشرا إيجابيا، وعنصرا مهما، لأن الفريق بحاجة أكثر في مثل هذه المواقف الصعبة لهذا التلاحم، ويظهر كذلك بأن اللاعبين قد تأقلموا بشكل تدريجي مع النهج التكتكي، والأسلوب الذي يعتمده المدرب باتريس كارتيرون، وبدوره تمكن الإطار الفرنسي من تصحيح بعض الإختلالات التي عانى منها الفريق مؤخرا خاصة على مستوى الدفاع، حيث كانت بعض الأخطاء الفردية جد مكلفة، وهذا ما سيحاول الفريق تفاديه ضد الفريق السوسي.
القوة والضعف
يتميز فريق الحسنية بدفاعه القوي بقيادة الحارس الحواصلي والمدافع الصلب الرامي صاحب الخبرة و التجربة، لكنه يعاني بدوره على مستوى الخط الأمامي، حيث يفتقد مهاجموه كثيرا للفعالية، وهذا ما تأكد في مباراته الأخيرة ضد الفريق الكونغولي حين ضيع فوزا كان في المتناول، ومعه ضيع فرصة الإنفراد بالمرتبة الثانية، أما الرجاء فيضم بين صفوفه مهاجمين من العيار الثقيل بإمكانهم خلق الفرق في أية لحظة، ما يجعل الصراع قويا بين أقوى دفاع و أقوى هجوم، وينتظر أن يراهن الفريق السوسي في هذه المواجهة على الهجومات المرتدة لاستغلال اندفاع النسور نحو الهجوم، مع تركيز الطرفين كذلك على الكرات الثابتة التي ستكون أحد الحلول التي سيعتمد عليها مدربا الفريقين، وعلى العموم فإن مثل هذه المباريات الحاسمة قد تفصل فيها بعض الجزئيات، في حين ننتظر أن ترقى المباراة لمستوى سمعة الفريقين، ويقدم فيها الطرفان صورة جيدة عن الكرة المغربية،و تسود الروح الرياضية سواء بالمستطيل الأخضر أو بين الجماهير بالمدرجات، وأن تفرز المباراة فريقا فائزا ما يضمن للكرة المغربية مقعدا ثانيا في دور الربع.
البرنامج
كأس الكاف: دور المجموعات (الجولة 5)
الأحد 10 مارس 2019
بالرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله: س17: الرجاء البيضاوي ـ حسنية أكادير