الكثير من اللاعبين الذين يشتغلون في الظل، ويسموا جنود الخفاء، وإذا كان نهضة بركان قد تألق هذا الموسم، فإن ذلك يعود لمجموعة من اللاعبين أبرزهم الظهير الأيمن عمر النمساوي الذي يبقى من العناصر التي خطفت الأضواء.
 وينجح النمساوي في الجمع بين دوره الدفاعي والهجومي، على طريقه المدافعين الكبار، والأكيد أن أكثر ما يميزه هي تمريراته الذكية والتي سجل منها مهاجمو الفريق البركاني الكثير من الأهداف.
النمساوي يفتح قلبه في حواره مع جريدة «المنتخب»، وتطرق فيها عن مجموعة من النقاط التي تهم تألق نهضة بركان وطموحاته، ومشواره الرائع في كأس الكونفدرالية الإفريقية، إلى جانب مواضيع أخرى.

 ــ المنتخب : بداية هل كنتم تتوقعون السيناريو الذي دارت فيه المباراة، خاصة تسجيل 3 أهداف في النصف ساعة الأولى؟
 عمر النمساوي: في الواقع لا، صحيح أننا دخلنا المباراة، وهدفنا أن نسجل مبكرا، لكننا ما كنا ننتظر سيناريو الشوط الأول وتسجيل 3 أهداف، خاصة أننا كنا نعرف قيمة الخصم وخبرته في مثل هذه المباريات، لكن كل هذه الأمور ذابت أمام الإرادة التي تسلحنا بها، والحماس الذي ميزنا في المباراة، وشعرنا بعد نهاية الشوط الأول أن الأهداف الثلاثة كانت مستحقة، أمام تواضع الفريق التونسي.

 ــ المنتخب: هل يمكن اعتبار أن الهدف الأول قد فتح أمامكم الطريق من أجل التأهل؟
 عمر النمساوي: فعلا وبنسبة كبيرة، لقد أكدت أننا كنا نراهن على التسجيل مبكرا، كنا نعرف أنه كلما تأخرنا كلما زادت الثقة للفريق التونسي واقترب أكثر إلى النهائي، سجلنا الهدف الأول في الدقيقة الثامنة، وهو توقيت جد مهم، لأنه توقيت مثالي لمواصلة المباراة بكل ثقة، خاصة بعد أن شعرنا أن الفريق التونسي إرتبك ولم يدخل المواجهة بشكل مبكر، حيث واصلنا واصلنا سيطرتنا على المواجهة. 

 ــ المنتخب: بماذا نصحكم منير الجعواني قبل المباراة؟
 عمر النمساوي: طلب منا عدم تضييع الفرص واستغلالها جيد، والتسجيل مبكرا وكذا التركيز أكثر واللعب، وتحمل الضغط الذي كنا نعرف أنه سيكون علينا أكثر، خلال الشوط الثاني أعطانا تعليمات بمجاراة المباراة مع الحذر أن يسجل علينا الصفاقسي التونسي، لذلك عرفنا كيف نساير هذا الشوط وفق ما طلبه منا. 

 ــ المنتخب: لكن الملاحظ، أنكم لعبتم بشراسة، وكأنكم واجهتم الفريق التونسي بأسلحته؟
 عمر النمساوي: طبعا كنا نعرف الصفاقسي أو الكرة التونسية على العموم تتسلح بما يسمى الخبث الكروي، أعتقد أن ما ساعدنا أكثر هو وقوفنا على مباراة الذهاب، من خلال إعادتنا لشريط المواجهة، ووجدنا أننا سقطنا في فخ الفريق التونسي، كما أن لاعبيه واجهونا باندفاع كبير وصل لحد الخشونة، كما أننا كنا ملزمين أن نلعب بذلك الأسلوب لأن المواجهة جرت داخل قواعدنا.
كل ذلك حفزنا لنواجه بنفس الأسلوب الذي واجهنا به، واستفدنا من درس  الذهاب.

 ــ المنتخب: ربما كان الضغط أكثر في الشوط الثاني، خاصة أن أي هدف تونسي قد يعيدكم لنقطة الصفر؟
 عمر النمساوي: فعلا، كانت أصعب اللحظات في الشوط الثاني، إذ كلما مر الوقت كلما زاد الضغط، لأننا كنا نعرف الفريق التونسي إن سجل، فإنه سيكون نوعا ما صعبا أن نعود في النتيجة، في ظل ضغط الوقت، فحاولنا أن نتفادى سيناريو مباراة فيطا كلوب الكونغولي الذي أقصانا في النسخة السابقة حيث تقدمنا في النتيجة، قبل أن يسجل علينا هدفا، لطلك رفعنا منن درجة التركيز، وبحثنا عن تسجيل الهدف الرابع، بدليل الفرص التي أتيحت لنا.

 ــ المنتخب: حدثنا عن الهدف الرائع الذي سجلته في المباراة، إذ عادة ما تكون ضرباتك الثابتة بالتركيز أكثر من القوة؟
عمر النمساوي: فعلا كانت بالنسبة لي ضربة إستثنائية، وتركيزي فيها كان عاليا، قمت كالعادة بتمارين على مستوى الضربات الثابتة بعد نهاية الحصص التدريبية، كان لي رهان مع مدرب الحراس، وسددت ضربة بنفس الطريقة التي سجلت بها الهدف أمام الصفاقسي، لقد كان أيضا التوفيق من الله.

 ــ المنتخب: ربما يبقى هذا  الهدف الأغلى في مشوارك؟
 عمر النمساوي: فعلا، هو الأغلى نظرا لجماليته وخاصة لأهميته حيث عدلنا به النتيجة، وفتح لنا باب التأهل.
تذكرت الهدف الذي سجله شمس الدين الشطيبي في مباراة من نفس المنافسة مع المغرب الفاسي أمام أنتر كلوب الأنغولي، حيث سجله في الوقت بدل الضائع وبنفس الطريقة، كنت وقتها في الإحتياط، أشعل به مدرجات الملعب، لروعته وأهميته. 

 ــ المنتخب: هل يمكن إعتبار أن خسارة الذهاب كانت إيجابية لنهضة بركان وحفزتكم أكثر؟
 عمر النمساوي: لنقل ذلك، لأنها حفزتنا من عدة مستويات، سواء المستوى التقني، إذ أعطتنا فكرة على الخصم ومواجهته بأسلحته، أو على المستوى الذهني، وذلك بنهج أسلوب يعتمد على الشراسة والإندفاع وعدم التراجع.
كما يقال الضربة التي لا تقتل تقوي، لذلك خسارة الذهاب استفزتنا كثيرا، ودفعت بنا للعب بذات الطريقة وتحقيق الفوز.

 ــ المنتخب: هل كنتم تتوقعون بلوغ النهائي؟
 عمر النمساوي: في الواقع راهنا هذا الموسم الوصول على الأقل لنصف النهائي، وتجاوز إنجاز الموسم الماضي عندما بلغنا دور الربع، صحيح أنه مع مرور الأدوار بدأ طموحنا يكبر، خاصة بعد أن مررنا من دور المجموعات، رغم أنها ضمت ثلاثة أندية مغربية، ومع ذلك استطعنا المرور لدور الربع وتصدرنا مجموعتنا، هنا كبر طموحنا خاصة أننا أصبحنا الممثل الوحيد للكرة المغربية بعد إقصاء حسنية أكادير، وبالتالي لم يعد هناك ما يمنعنا للوصول للنهائي، حيث سيكون كلام آخر.
(يتبع)