تنتظر نهضة بركان رحلة ملغومة، عندما يواجه فوزا جينيور من مدغشقر في ذهاب الدور 16 مكرر لكأس الكونفدرالية الإفريقية، ويخطط الفريق البركاني للعودة بنتيجة إيجابية من أجل الرفع من حظوظ تأهله إلى دور المجموعات، رغم أن المهمة لن تكون سهلة،  غير أن أشبال المدرب طارق السكتيوي يراهنون على تجاوز كل الصعوبات المنتظرة، لمقارعة الخصم المجهول. 
التحدي الأول
يدرك نهضة بركان أن أمامه خطوة واحدة، من أجل التأهل إلى دور المجموعات، كواحد من الأهداف الحالية للبركانيين في مشاركتهم الإفريقية، إذ يراهنَون على تحقيق هذا المطمح الأول، في انتظار تجاوز الأدوار المقبلة، خاصة أن نهضة بركان لعب النهائي في النسخة السابقة، لذلك يمني النفس بأن يحافظ على تألقه القاري وعدم التراجع للوراء.
وعرف نهضة بركان تغييرات سواء في تركيبته البشرية بجيل من اللاعبين أو على المستوى التقني بذهاب المدرب منير الجعواني والتعاقد مع طارق السكتيوي، إلا أن هذه التغييرات لن تثني البركانيين من أجل البحث عن إعادة سيناريو النسخة السابقة والذهاب بعيدا في كأس الكونفدرالية. 
هاجس المنافسة
يشكو نهضة بركان على غرار مجموعة من الأندية من هاجس غياب المنافسة بسبب البرمجة المرتبكة التي تعرفها البطولة، الشيء الذي جعل الفريق البركاني يبتعد عن المنافسة ويكتفي بالتداريب والمباريات الودية، حيث كانت آخر مباراة رسمية أجراها البركانيون أمام حسنية أكادير عن البطولة، وفازوا فيها بهدف للاشيء، لذلك تأتي مواجهة نادي فوسا الملغاشي بعد 3 أسابيع من الغياب عن أجواء المنافسة.
ويخشى الطاقم التقني أن يتأثر اللاعبون بهذا الإرتباك على مستوى إجراء المباريات وعدم انتظامها، إذ بدأ نهضة بركان المشوار الإفريقي وخاض مباراتين ذهابا وإيابا في كأس الكونفدرالية أمام أشانطي غولد الغاني، وأجرى أيضا مباراة واحدة على مستوى كأس العرش أمام شباب خنيفرة، ثم مباراتين في البطولة أمام الفتح وحسنية أكادير، غير ذلك، فإن الفريق اكتفى أكثر بالإستعداد، سواء قبل انطلاق البطولة أم بعد توقفها.
رهان السكتيوي
يعرف طارق السكتيوي مدى ارتباط نهضة بركان مع المنافسة الإفريقية والقصة الجميلة التي سطرها في النسختين الأخيرتين بوصوله إلى دور الربع والنهائي، وهو ما يؤكد الطموح الذي يساور البركانيين وانفتاح شهيتهم أكثر، نحو التتويج يوما ما باللقب.
النتائج الباهرة التي سجلها نهضة بركان جعلت الفريق أكثر جرأة وطموح، لذلك سيحمل السكتيوي مسؤولية كبيرة، حيث يدرك أن آمال البركانيين لن تتوقف عند هذا الحد، بل يجب المرور إلى دور المجموعات، الشيء الذي يجعل المسؤولية نوعا ما ثقيلة فوق أكتافه، خاصة أنه نجح في الإختبار الأول، بتجاوزه أشانتطي غولد وفاز بهدفين لواحد، كمؤشر على استعداد السكتيوي للاختبار الإفريقي.
فوسا الحديث العهد
يبقى فوسا جينيور من الأندية الحديثة العهد على خارطة الكرة الإفريقية، حيث تأسس سنة 2016، لكنه استطاع أن يدخل نادي المتوجين بمدغشقر سريعا، وفاز في الموسم الأخير بثنائية البطولة والكأس، الشيء الذي جعله يمثل مدغشقر في كأس عصبة أبطال إفريقيا، واستطاع أن يتجاوز الدور التمهيدي، على حساب بامبلموس من جزر موريس، وفاز عليه  داخل قواعده بهدف دون رد، وتعادل معه في الإياب بهدف لمثله، والتقى في الدور الحاسم والمؤهل لدور المجموعات مع مازيمبي وتعادل معه في ملعبه من دون أهداف، وخسر في الإياب 3/1.
ورغم الإقصاء إلا أن فوسا ترك انطباعا جيدا، وأكد أنه فريق جيد، ويجب أن يحسب له ألف حساب، رغم الخبرة التي تنقصه على المستوى القاري.
مواجهة ملغومة
لا يعرف نهضة بركان الشيء الكثير عن خصمه،  ما يزيد المهمة صعوبة على الفريق البركاني، حيث سيكون مطالبا بإشهار كل أسلحته من أجل العودة بنتيجة إيجابية، وسيكون الفريق البركاني محروما من بعض اللاعبين، سواء الجدد الذين ما زالوا لم يسجلوا في القائمة، ككركاش وإجرتون ، إضافة إلى النمساوي الذي لم يستنفد بعد عقوبة الإيقاف، بالإضافة إلى إصابة ألان طراوري الذي تسود شكوك حول إصابته، ولحد كتابة هذا السطور ما زال لم يحسم حضوره.
ورغم بعض الإكراهات على غرار الرحلة الطويلة، فإن نهضة بركان مطالب بتذويب كل هذه الصعوبات، واستغلال إمكانياته، وخبرته وتجربته، وكذا لاعبيه الوازنين على غرار دايو والهلالي والناجي والعشير وغيرهم، على أن التركيز سيكون أيضا ضروريا، على مستوى الدفاع، خاصة أن فوسا يعرف كيف يسجل النتائج الإيجابية داخل ملعبه، ويخطط لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، خاصة أنه يدرك أن مباراة الإيابب ستكون صعبة.
البرنامج
كأس الكونفدرالية الإفريقية
(ذهاب سدس عشر مكرر)
الأحد 27 أكتوبر 2019
بمدغشقر: ملعب رايمنجارا: س12و30د: فوزا جونيور ـ نهضة بركان
الحكم: أوليفيي كابن سافاري من الكونغو الديمقراطية