العاصمة تترقب المحطة الحاسمة لتسعد باللحظة الحالمة

 مرة أخرى يجد نهضة بركان نفسه على مرمى حجر، من بلوغ نهائي هو الثاني تواليا له لمسابقة اكتسب فيها الفريق البرتقالي مناعة و شخصية أكسبته احترام كل خصومه قاريا رغم فتوته وحداثة عهده بهكذا مشاركات.
مقابله حسنية أكادير الممثل الثاني للكرة المغربية في كأس الكونفدرالية، يصل نصف النهائي لأول مرة في تاريخه ولا يبدو أن هذا يروي ضمأه وطمعه، سيما بعد قرار الكاف نقل النهائي للمغرب ليرى في ما أفرزته القرعة بمواجهة مواطنه البركاني محرضا له على الحلم بالتتويج الملحمي.
في المتابعة التالية نعرض لإفرازات هذا المستجد المرتبط بمباراة فاصلة في النصف وما يمثله خوض النهائي بالرباط من امتياز لممثلي المغرب:

العاصمة تسعد البركانيين
 لا نبني هذه القراءة على فراغ، دون أن نستند في هذا التحليل لمعطيات دقيق منها أن نهضة بركان واجه الرجاء قبل عامين في نفس المسابقة بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله وفاز عليه برباعية.
 وعاد النهضة البركانية لنفس الملعب ليوقع فيه على أقوى إنجاز وحضور في تاريخه منذ نشأته حين توج بلقب الكأس الفضية أمام الوداد الفاسي، بعدما كان قريبا من تضييع هذا الحلم لولا الدقائق الأخيرة التي أسعفته في إدراك التعادل وجر الواف لركلات الترجيح التي أسعدته باعتلاء البوديوم.
 اليوم يعود نهضة بركان لذات الملعب الذي تفوق فيه مرارا على الجيش الملكي في مباريات البطولة، ليخوض مباراةمختلفة في الشكل والسياق عن ما جربه سابقا بمواجهة حسنية أكادير في نصف فاصل بحثا عن بطاقة النهائي التي ستلعب بدورها في نفس الملعب .

الغزالة والتاريخ ينادي
 ما كانت الحسنية تمني النفس بهكذا مواجهة وقد تمنت لو واجهت حوريا الغيني أو حتى بيراميدز المصري، لكن ما أفرزته القرعة ليس بالأمر الجديد عليها والذي ستكتشفه لأول مرة.
 فقد أوقعت قرعة نفس المسابقة الفريقين في نفس المجموعة في نسخة الموسم المنصرم، وفرضت عليهما خوض فصول مجنونة من التباري مع فريق مغربي آخر وهو الرجاء بجانب أوطوهو الكونغولي ولتتأهل الحسنية مرافقة لنهضة بركان عن هذه المجموعة وبعدها توقف الطموح على صخرة الزمالك في ربع نهائي حفظ للغزالة كل الإحترام بعد الندية والصمود الذي أظهره في وجه واحد من كبار فرق القارة.
 هذه المرة حسنية أكادير مدركة تماما أن الصيف ضيعت وأفسدت كل اللبن في البطولة والـ ‘‘ڤار’’ أعدم حلم كأس العرش، لذلك كأس الكونفدرالية هي بوابة الإنقاذ بل بوابة ولوج التاريخ من أرحب وأوسع الأبواب.

نهائي في ثوب النصف
 على عكس كل النسخ السابقة، وتحت وقع الإكراه المفروض بالقوة القاهرة وكورونا نصف النهائي في هذه المسابقة كما في عصبة الأبطال الإفريقية سيلعب من مباراة واحدة وعلى ملعب محايد.
 لا الغزالة تملك سبقا ولا نهضة بركان يحوز امتيازا ودون أن نخوض في تجليات النصف الآخر الذي سيلعب بالتوازي بين حوريا كوناكري العريق وبيراميدز الذي يحاول أن يكون ثالث قوة كروية بمصر حاليا، فإن توابل الإثارة و الندية والجنون  وإن لعبت المباراة من دون جمهور تتحدث من الآن ولغاية موعد الموقعة عن حوار ولا أروع.
 الناديان تعودا حتى في مباريات البطولة على أن يقدما ويبرزا الوجه المشرق في ثقافة وفلسفة أدائهما إلا أنه هذه المبرة سيخوضان نهائيا في ثوب نصف النهائي، من 90 دقيقة للحسم أو اللجود لركلات الحظ لفض التنافس.

السفير المضمون
 للمرة الثانية تواليا ستضمن الكرة المغربية سفيرا لها في نهائي هذه الكأس، طالما أن حسنية أكادير ونهضة بركان سيتصاقران كرويا في النصف، لكن طموح و حلم كل المغاربة أكبر من مجرد ضمان حضور في النهائي طالما أن التاريخ لا يحتفظ في خزانته سوى بالأبطال، والدليل أن وصافة النهضة البركانية للنسخة المنصرمة تلاشت وما يذكر حاليا هو الزمالك البطل الذي حمله هذا اللقب للقب السوبر أمام الترجي. لهذا كل الجماهير المغربية تمني النفس بأن يستغل الناديان هذا المعطى كما ينبغي بأن يبقي المتأهل منهما للنهائي الكأس هنا بالرباط وأن  تزهر سماء العاصمة بشعلات ونيازك التتويج التاريخي الذي سيكون له انعكاس كبير وبالإيجاب طبعا على كرتنا الوطنية.
 ولأننا في ملف قراءتنا لحلم المغاربة الكبير بمتابعة ديربي بيضاوي في نهائي الكامرون٫ وهو ما سيضمن لنا لقب الأميرة السمراء، فإن تتويج الغزالة أو نهضة بركان بكأس الكونفدرالية وعدم ترك مساحة أو حتى فجوة كي تغادر العاصمة الرباط  هو الشفرة المتبقية من معادلة متابعة سوبر مغربي خالص يحدث لأول مرة وبقية القصة تعرفونها.