مطلوب «ثورة بركانية» لكسر «العقدة المصرية»
«عاصمة البرتقال» تسعى لدخول نادي الأبطال
المواجهة ساخنة والبراكنة يبحثون عن نهاية آمنة

إن كان هناك فريق يستحق التتويج بالنسخة الحالية لكأس الكونفدرالية الإفريقية فهو نهضة بركان ليس تعاطفا أو تعصبا أو مجاملة.. ولكن لأن المشوار الذي خاضه في النسخ الثلاثة الأخيرة لم يخض مثله بيراميدز غريمه في النهائي، حيث حقق البركانيون نتائج متميزة سواء على مستوى الرقم أوالأداء أوالحضور.. ويكفي التذكير بأنهم مازالوا لم يتخلصوا بعد من المرارة المؤلمة التي مازالت تسكن حلقهم بعدما ضاع منهم لقب الموسم الماضي بضربات الترجيح ليس إلا.

مع سبق الإصرار
من أول مباراة خاضها نهضة بركان في النسخة الحالية للمسابقة، وكانت في دور سدس عشر النهائي (1) أمام أشانطي غولد الغاني، كان واضحا بأن نية البركانيين منصبة على إعادة تكرار إنجاز العام الماضي ببلوغ مباراة النهائي على الأقل، فقد خبر اللاعبون المباريات الإفريقية، واكتسبوا منها التجربة والنضج اللازمين، وباتت أي طموحات تقل عن الصعود لمنصة التتويج لاغية! ولا 

ADVERTISEMENTS

تساوي شيئا!
والآن بعدما بلغ الفريق مباراة النهائي، لابد أن تكون «الثالثة» تابثة.. إذ شهدت النسختين الأخيرتين من المسابقة حضورا قويا للبراكنة.. فبعدما بلغ الفريق نهائي الموسم الماضي، بلغ في الموسم الذي قبله دور ربع النهائي الذي خرج منه بسذاجة بالغة على يد فيتا كلوب الكونغولي، إذ لم يحصن دفاعاته جيدا في مباراة الذهاب بالكونغو (خسر بـ1 – 3)، كما لم يشحد أسلحته الهجومية جيدا خلال مباراة الإياب ببركان (فاز بـ1 – 0 فقط).    
ويواجه نهضة بركان غريمه بيراميدز في مباراة يمني البراكنة من خلالها النفس بالإستفادة من عامل الأرض على اعتبار أن المواجهة ستقام بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وهو الملعب الذي حفظ أرضيته ومساحاته وزواياه لاعبو النهضة البركانية عن ظهر قلب من خلال عدة مباريات سابقة. 

المباراة «النموذج»
كانت الإستماتة والروح القتالية التي خاض بها نهضة بركان مباراة نصف النهائي الحاسمة أمام حسنية أكادير «نموذجا» جيدا لما يمكن أن يظهر به الفريق البركاني من جديد وهو يخوض المباراة النهائية بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله.. فقد تعب اللاعبون من «الإخفاقات المريرة» بعد تجربتين مثيرتين، ولم يعد في جوفهم متسع للصبر أو لتحمل أي تعثر جديد.
الوجه «المنتفض» الذي ظهر به البراكنة في نصف النهائي أمام حسنية أكادير، هو ذات الوجه الذي يترقب كل المغاربة أن يظهر به من جديد.. الإغلاق المحكم لكل منافذ العبور عند الدفاع، والإندفاع الحازم مع التركيز الكبير عند الهجوم، إضافة بالطبع إلى الإنتشار الجيد، وحفاظ اللاعبين على تملك كل مساحات الملعب تفاديا للسقوط ضحية أقلية عددية أمام أي هجوم مضاد لبيراميدز فالفريق المصري سيعتمد لا محالة على الهجمات المضادة على اعتبار أن نهضة بركان يلعب ببلده وعلى ملعبه، مع الإشارة إلى أن بيراميدز يثقن جيدا اللعب بالمضادات بالنظر إلى الفرديات المبدعة التي يملكها بين صفوفه ويستطيع من خلالها أن يضرب بعنف ويباغت في أي لحظة ويحقق المفاجأة في أي وقت. وقد أكد خلال مباراة نصف النهائي التي واجه فيها هورويا الغيني أنه فريق من العيار الثقيل، يثقن اللعب بالمضادات، ويعرف جيدا كيف يوزع جهد لاعبيه على أرضية الملاعب، كما يعرف كيف يصد تدفقات الخصم وكيف يحد من خطورة لاعبيه.   

أسلحة لا يستهان بها
من حسن حظ نهضة بركان أن صفوفه زاخرة بعدد لابأس به من المواهب المميزة. لاعبون مخضرمون اكتسبوا من الخبرة ومن الدراية ما يستطيعوا به تجاوز أي فريق، والتفوق على أي منافس. لاعبون يشكلون جيلا ذهبيا، وكتيبة غنية بالمهارات الهادرة التي ربما لم يسبق له مثيل في تاريخ الفريق البركاني.
ويدرك المدرب طارق السكتيوي أن عليه استغلال تواجد هذا الجيل الذهبي ليحقق الإنجاز المطلوب، ويأتي للبراكنة بالكأس الإفريقية التي ضاعت منهم في العام الماضي بشكل لا يصدق. كما يدرك السكتيوي أن خوض مباراة النهائي فرصة ملائمة ليس فقط لمحو إخفاق اللقب الإفريقي الذي ضاع في الموسم الماضي، ولكن أيضا لتعويض لقب البطولة الوطنية الذي ضاع في الموسم المنتهي.
ومثلما يتوفر نهضة بركان على دفاع متوازن يتحول في كثير من الأحيان إلى حائط صد متين يصعب اختراقه، مثلما يتوفر على خط هجوم ضارب يستطيع أن يخلق المتاعب والقلق والتوثر لدفاع أي فريق، كما يتوفر على خط وسط بلاعبين وازنين يمنحون الفريق الدعم المطلوب عند أي هجوم الأمان المطلوب أيضا عند أي ارتداد أو دفاع.
وقد أظهر لاعبو بركان، خلال مباراة نصف النهائي، مع كل ما يزخرون به من قدرات وإمكانيات، أنهم بلياقة بدنية مثلى، وأنهم يستطيعون توضيف هذه اللياقة في أي مباراة أخرى بالشكل الذي يضمن لهم فرض سيادتهم وسيطرتهم على مجريات اللعب حتى وإن كان الخصم شرسا ومتمردا في حجم بيراميدز.

ADVERTISEMENTS

البرنامج
ــ نهائي كأس «الكاف»
الأحد 25 أكتوبر 2020
بالرباط : المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله: س20: نهضة بركان - بيراميدز