• ما أحلاه من لقب من رحم الغضب؟
• من يتسلح بالرجال مصيره هو بوديوم الأبطال
• فخور جدا بأن أكون من مدوني تاريخ النهضة الذهبي

وهل عانى طارق السكتيوي المبدع والمتسلق جبال المجد بالعاصمة الرباط، ضغوطات وإرهاصات نفسية مركبة ومعقدة مثل التي عاشها هذا الموسم؟
كورونا وتداعياتها، مرورا بدرع البطولة والحلم الذي نما وكبر لغاية الكونفدرالية التي صارت مطلبا أولا وأخيرا داخل البيت البركاني..
كل هذه الأمور اجتمعت وتظافرت لتصبح إرهاصات فرضت على طارق شحذ الهمم والعزيمة كي ينهي هذا المخاض العسير بلقب جميل ورائع مذاقه حلو، طعمه سائغ وقيمته لا تضاهى..
نترك لكم فرصة تذوقه معه في الدردشة التالية: 

- المنتخب: لقب قاري يعزز رصيدك بعد لقب كأس العرش، وقبلهما ألقاب تحصلت عليها مع "الماص" بقبعة اللاعب وفي ثوب المساعد للطوسي، حدثنا عن الفرق بين كل هذه البطولات؟
طارق السكتيوي: بطبيعة الحال لكل لقب قيمته، ولكل لقب مكانته في القلب، لكن بمنتهى الصدق هذا اللقب طعمه مختلف وحلو وقد واكبت معي كل فصول التحضير له بما تطلبته من تضحيات من بداية الموسم، لغاية الحجر الصحي وما تلاه بعد استئناف اللعب والتباري.
سقف الطموح والأحلام الذي كبر وارتفع داخل النادي ومعه انتظارات مسؤوليه وجماهيره، وخوض النهائي بالمغرب كلها كانت إرهاصات تتحول من تحفيزات لمشانق، ومن امتيازات لضغوطات وبحمد الله وتوفيقه ربي لم يخب لا الظن ولا الدعوات ولا المجهود الذي بذل ليكلل بالنجاح الذي أسعد المغاربة قبل البراكنة.

- المنتخب: قبل أن نتحدث عن ملحمة بيراميدز، بودي أن تصف لي مشاعرك وفريقك يلعب نهائيا ثانيا على التوالي، أي أنه كان مطلوبا منك أكثر مما تحقق قبل عام؟
طارق السكتيوي: لذلك قلت لك هو الضغط المرتفع والعالي الذي كان يلزم معه تعامل هادئ ورصين بل وحكيم، فأي نتيجة غير التتويج ولو ببلوغ هذه المحطة في تقدير الأغلبية كانت ستعني فشلا، لذلك لقب الكونفدرالية هذا غالي وغالي جدا، لأنه حين تعزل في الركن ويفرض عليك خيار واحد أوحد، وتنجح في بلوغه فهذا في تقديري يعني الكثير، يعني أننا ربحنا تحديا قبل أن نربح لقبا.

- المنتخب: هل يحق لنا أن نصفه باللقب الأغلى في مشوارك؟
طارق السكتيوي: أنت تعلم قيمة كأس العرش ورمزيته والمولود البكر في ثقافتنا له معزة خاصة، لكن أن تكون بطلا لقارة وسيدا لمسابقة خارجية ضمت فرقا من بلدان رائدة في اللعبة وتطوف وتحول كل القارة بالطول والعرض فهذا أمر مميز بالفعل ويعني لي الكثير، لذلك هو لقب غالي واستهلال جديد في مشوار العبد لله وقد كافأني لأكتب جزءا من تاريخ هذا الفريق الذهبي.

- المنتخب: هل توقعت سيناريو التتويج بتلك الكيفية؟ أم أن أحداث المباراة خدمتك أكثر بهدف مبكر؟
طارق السكتيوي: نعم خططنا لأن نبادر للضغط والتهديد، بل ونبادر بالتسجيل، لما تابعناه عن المنافس الذي كانت له أرقام قوية جدا في هذه النسخة لا في دور المجموعات ولا بعدها.
لو تركنا لهم مجالا ليتنفسوا أو لكسب الثقة لأرهقونا، لم نسرق شيئا، سجلنا وبادرنا للتهديد مرارا وكنا الأكثر جرأة وسعيا منهم وفي نهاية المطاف هو لقب مستحق بكل المقاييس.

- المنتخب: في آخر مشوار البطولة وفريقكم ينافس على الدرع بل سيضيع اللقب منكم وقد اقترب في فترة من الفترات ليكون برتقاليا، ألم تخش من تداعيات وتأثير ذلك على المجموعة؟
طارق السكتيوي: الحمد لله، ولم يخب لا حدسي ولا ظني، فقد كنت واثقا من ردة فعلهم، ولطالما قلت أنني محزم بالرجال وأعني ما أقوله، لكن قبلها ينبغي توضيح ما هو أهم، كون مسارنا في البطولة بدوره كان مميزا، نافسنا الرجاء والوداد بشرف وشراسة حتى الرمق الأخير، وفي لحظات من الدورة الأخيرة، فريقنا كان ضامنا لمكان في عصبة الأبطال ويكفينا فخرا، أن نهضة بركان ظل حاضرا في حسابات الدرع حتى الدقيقة الأخيرة، لذلك وعكس ما راج، اللاعبون كانوا مبتهجين بمسارهم وهي أفضل حصيلة وترتيب لهم، وبدوري ما كان لي أن أسمح بتسلل الريبة والشك لمجموعة كانت على موعد مع التاريخ. 

- المنتخب: الآن وبعد هذاالتوشيح القاري الرائع، وبكل الحمولة المضغوطة التي عشتها، بم يقيم وكيف يحكم طارق على هذه التجربة الناجحة أريد تقييما منك؟
طارق السكتيوي: وأنا ما كنت يوما من المبادرين يوما لتنقيط نفسي بنفسي، لقد آثرت على نفسي لاعبا وبعدها مربيا قبل أن أكون مدربا، أن أترك أحكام القيمة لأهل الإختصاص وأنتم من بينهم.
الأرقام والإنجازات إنما وجدت إما لتجازي المتفوقين أو لتكون سببا في دمار أو نهاية صلاحية آخرين وما أكثر الظلم الذي تعرض لها مدربون أو لاعبون، لأن هناك فئة تؤمن بنظرية «النتيجة صديقة المدرب».
بضمير مرتاح، أقول أنني فخور بما تحقق وما أنجز وبالحصيلة وهي ليست سدرة المنتهى على كل حال. 

- المنتخب: هل معنى هذا أن هذا اللقب سيحملك كما يحمل نهضة بركان ليركب صهوة تحديات أخرى أكبر؟
طارق السكتيوي: ولو أنه يحق لنا أن نرتاح حاليا لنستمتع ونحتفل باللقب وننعم بالهدوء بعد موسم طويل ومرهق، إلا أن اللقب الإفريقي لا يمكنه إلا أن يكون بداية وليس نهاية.
بداية رسم خارطة طريق جديدة ورهانات جديدة أيضا، نحن اليوم طرف في السوبر الأفريقي وهذا بدوره لقب قاري آخر ملعوب، كما أن مسارنا في البطولة المنقضية وما بلغناه من مراتب متقدمة ينبغي أن يمثل لنا الحافز لنتحصل مستقبلا على ما هو أفضل إن شاء الله. 

- المنتخب: بين تجاربك السابقة والحالية وأنت تزين سجلك بهذه البطولات في بداية مشوارك، ما الذي يعنيه كل هذا لك؟
طارق السكتيوي: يعني المكافأة الربانية أولا من الله سبحانه، ويعني زيادة الأعباء والأحمال على كتف العبد لله وأيضا عدم التفريط في كل المكاسب التي تحصلت عليها، والتي أنا مدين فيها لمن تقاسم معي كل أنواع التضحية الممكن تصورها، من أسرتي الصغيرة والكبيرة لغاية لاعبي فريقي وجماهير النادي ومسؤولي الفريق والسيد فوزي لقجع بوصفه رئيسا للجهاز الوصي على اللعبة لدعمه الكبير واللامشروط والدائم، ولذلك هو ثقل البقاء في القمة الذي هو أصعب من بلوغها. 

- المنتخب: بالإجماع هذا اللقب وضع نهضة بركان في رواق مثالي قاريا وهو الذي يملك عظما فتيا وتاريخا حديثا بين كبار الكرة الإفريقية، هل سيخدم هذا طارق ولاعبيه أم سيجعلهم الرأس المطلوب قطافها من الجميع؟
طارق السكتيوي: كلا الأمرين صحيح وكلاهما جميل، وصافة ولقب يعني أن هذا الفريق لا يمزح وصار يملك هوية وشخصية ينبغي تقديرها.
ثانيا بوصفنا بطل بطبيعة الحال من سيواجهنا وهو متسلح ومتحفز ليسقط البطل، وهذا أيضا حافز إضافي لشحن البطارية واستثمار ما تحصلنا عليه بكثير من الجهد والعرق. 

-  المنتخب: أعلم أنك مرهق، لذلك أترك لك مساحة حرة لتنطلق فيها وعبرها أذكرك أنك كنت متحمسا لاستئناف البطولة، وقد قلت لي خلال زمن الحجر الصحي، أن هذا القرار سيعود بالفائدة عليكم إفريقيا؟
طارق السكتيوي: صحيح وبودي أن أشكركم كما أشكر كل من وثق فينا وكل من احترم نادينا وما سعى خلفه بإخلاص ومجهودات وعمل كبير ليكون اليوم نعم السفير للكرة المغربية.
سعادتي كبيرة أيضا، لما لمسته من إدخال للفرحة لبيت كل بركاني سواء عاشق للكرة ونهضة بركان أو منتمي فقط لهذه المدينة الطيب أهلها، وسعادتي كبيرة لتمثيل الإطار الوطني وبلادي بشكل مشرف، وسعادتي كبيرة لأنني أصون اسم «آل السكتيوي» وأنا أواصل على الدرب كي ألامس النجاح تلو النجاح بمشيئة الله، وذلك حدث بتوفيق منه الله سبحانه وتعالى.