إنتهت المباراة التي جمعت بين الجيش الملكي وضيفه شبيبة القبائل برسم ذهاب دور الـ32 من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية بفوز الضيوف بهدف للا شيء، وهي المباراة التي احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وقادها الحكم التونسي هشام قراط.

وبدأت المباراة مثيرة وساخنة بين الفريقين طبعها الإيقاع السريع ورغبة الطرفين في تسجيل حضور قوي يعكس قدرة كل منهما على فرض القوة والسيطرة، لذلك ظهر كل منهما متوثبا ومتحفزا ويبحثان معا على عنصر المباغتة.

وبدا واضحا أن شبيبة القبائل لم يكن في نيته أن يبدأ المباراة بتريث أو بمرحلة جس النبض، لذلك ودون تحفظ بدأ بالبحث عن الممرات السالكة والمعابر المؤدية لمرمى الحارس العسكري أيوب لكرد، وأظهر بذلك نيته الحقيقية وإصراره على مفاجأة مضيفه في أي وقت.   

وفي المقابل لم يكن الفريق العسكري بعيدا عن كل ما يدور حوله، إذ بالقدر الذي كان يقظا وفطنا لتحركات الجزائريين، بالقدر الذي كان متحمسا ومتحفزا لإحراز هدف السبق، وقد وظف من أجل تحقيق ذلك كل قدرات لاعبيه الفردية والتقنية والتكتيكية، إذ كان يهاجم ويدافع باتزان كبير ودون التفريط في الحفاظ على تملك لاعبيه لكل المساحات. لكن ما كان يعيب فريق الجيش أنه كان يجد صعوبة في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الشبيبة، وفي إتمام العمليات الهجومية كما يجب، وذلك إما بسبب التسرع وإما بسبب سوء التنفيذ. وقد عاقه كذلك أسلوب الأداء الذي التزم به الفريق الجزائري والذي كان يعتمد على الضغط المتقدم في حال فقدان لاعبيه للكرة لاستعادتها سريعا، وفي نفس الوقت إغلاق كل المنافذ أمام العسكريين.. طبعا مع ترصد كل سعي أو فرصة ليمارس من خلالها حقه في الهجوم والبحث عن التهديف.

وضد مجريات اللعب سقط الجيش الملكي في المحظور، وتلقى هدف السبق في الدقيقة 20، عندما ارتكب مدافعوه خطأ فادحا في منطقة الصد على مستوى التغطية، إستغله بشكل جيد اللاعب الجزائري علي هارون الذي اخترق الدفاع وتقدم نحو الحارس العسكري لكرد. هذا الأخير تمكن من صد الكرة بالفعل لكنها ارتدت واصطدمت بمحمد مفيد لتستقر في المرمى معلنة عن هدف السبق لصالح شبيبة القبائل.

وكان على الجيش الملكي أن يبادر بالبحث عن الحلول الناجعة المؤدية إلى تسجيل هدف التعادل، وقد شاهدنا كيف ضغط لاعبوه بقوة للنيل من مرمى الضيوف، لكنه استمروا يواجهون أصنافا من المعوقات، تارة بالتسرع في التنفيذ وتارة بعدم التركيز، وتارة بعدم القدرة على تكسير صلابة الدفاع الحزائري، إلى أن إنتهى الشوط الأول بتقدم شبيبة القبائل بهدف نظيف.

وخلال الشوط الثاني تمسك الضيوف بالنهج الدفاعي أكثر للحفاظ على مكسبهم الكبير، في وقت بدا فيه الفريق العسكري أكثر إصرار على توقيع هدف التعادل عبر البحث عن الحلول المناسبة التي تمكنه في إسقاط دفاعات الضيوف، خصوصا أن الشبيبة تمسك بكل المقومات التي مكنته من التبات والصمود.

وقد عاب على الفريق العسكري أنه ظل يبحث عن الحلول عبر الكرات العالية بحثا عن التسجيل من ضربات رأسية، في غياب تام لأي اختراق أو توغل أو تسديد، في وقت كان فيه واضحا التفوق الجزائري من حيث كسب معارك الضربات الرأسية.  

وحتى عندما أجرى مدرب الجيش فاندنبروك تغييرين إثنين مع بداية الشوط الثاني، حيث دخل رضا سليم بدل محمد مفيد في الدقيقة 64، ووائل السعداوي بدل زكرياء فاتي في الدقيقة 59، لم يتمكن العسكريون من بلوغ مرمى الشبيبة وإن ظهروا أكثر حظورا وتفوقا وخطورة.

وأحكم الجيش الملكي قبضته على زمام الأمور خلال الدقائق الـ25 الأخيرة من زمن المباراة، حيث كان الأكثر تحركا والأكثر اندفاعا وظل يحضر الكرات في منطقة الخصم الذي تراجع كل لاعبيه للدفاع، لكن الفريق العسكري ظل يعدم الحلول الناجعة ويضيع المزيد من الفرص دون أن يستثمر أيا منها.

ولاحت فرصة حقيقية للتسجيل لفريق الجيش في الدقيقة 73 عندما انسل وائل السعداوي من الجهة اليمنى وهيأ كرة رائعة لزميله محسن عبا.. لكن هذا الأخير سدد برعونة ودون تركيز لتذهب الكرة عاليا جدا.

واستعصى على الفريق العسكري إيجاد الحلول المناسبة خلال ما تبقى من زمن المباراة، في وقت ظل الشبيبة مستميتا في الدفاع عن مرماه حتى صافرة الحكم، لتنتهي المباراة لصالح شبيبة القبائل.

ويأمل الجيش الملكي تعويض هذه النتيجة خلال مباراة الإياب التي ستجمع الفريقين في غضون أيام قليلة بالجزائر.