يتطلع الناخب الوطني الجديد، وليد الركراكي، بداية عهد جديد، وهو يقود «أسود الأطلس» خلفا للبوسني وحيد خليلودزيتش، في الوقت الذي يحلم الربان المغربي، أن يكون عند حسن ظن الجماهير المغربية، ومسؤولي الجامعة الذين راهنوا عليه كثيرا، بعدما لمسوا رغبته الشديدة في القيام بثورة داخل الفريق الوطني، وقيادته لتحقيق نتائج إيجابية، إنطلاقا من نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، لغاية الوصول إلى كأس أمم أفريقيا المقبلة بكوت ديفوار.
وانطلاقا من شهر شتنبر الجاري، سيوضع الركراكي وطاقمه  التقني في إختبار قوي، في الوقت الذي يسعى الربان المغربي، لتوسيع قاعدة الإختيار، لتجريب أكبر عدد من العناصر الوطنية، في أفق إنتقاء الأسماء التي سيعول عليها في المرحلة المقبلة، حيث يتطلع لخلق تنافسية بين اللاعبين، كي يستفيد من كل من يريد أن يستميث في الدفاع عن القميص  الوطني، الذي سيدخل مرحلة حاسمة في مساره أثناء حضوره في أكبر حدث كروي بالعالم، والذي سيقام لأول مرة في بلد عربي، ما سيجعل الأضواء تسلط على المغرب كونه بلد له إرتباط تاريخي مع نهائيات كأس العالم التي يحضرها لسادس مرة.

• نهاية عهد وبداية آخر 
طوت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عهد البوسني وحيد خليلودزيتش، بإيجابياته وسلبياته، بعدما تعاقدت مع الربان المغربي وليد الركراكي، وكلها أمل أن يصنع القائد الجديد ل«أسود الأطلس» مجدا جديدا للفريق الوطني، ويقود ثورة تجعل المنتخب المغربي من أبرز المنتخبات في القارة السمراء.
وحتى وأن الجامعة ودعت بشكل نهائي، الربان السابق وحيد خليلودزيتش، إلا أن رئيسها فوزي لقجع، حرص على وضع النقط على الحروف، في الندوة الصحفية الأخيرة بخصوص طريقة الفراق مع إبن مدينة موستار، خاصة بعدما تردد بأن الأخير حصل على أموال طائلة مقابل تركه منصبه قبل نهائيات مونديال قطر، ليضطر المسؤول الأول عن قطاع الكرة بالمغرب، لتوضيح الكيفية التي تم الإنفصال بها عن وحيد، حيث أكد بأن ذلك تم عبر منحه ماقيمته 3 رواتب شهرية، وهو ما كان منصوصا عليه في العقد الذي جمع الجامعة بالربان السابق للفريق الوطني.
لقجع إضطر للتأكيد بأن العقد الذي ربط الجامعة بخليلودزيتش، كان وفق قانون الشغل المغربي، لينفي بذلك كل ما أثير حول حصول البوسني على أموال طائلة، كي يقفز من سفينة المنتخب المغربي، وهو الذي رحل في صمت دون أن يثير أي ضجيج من حوله.
• مرحلة جديدة  
بعد الإنفصال عن وحيد خاليلودزيتش، إعترف فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بأنه جس نبض وليد الركراكي، مباشرة بعدما تفرغ الأخير من تدريب الوداد الرياضي، حيث كان ينوي الإعتماد عليه، لما بعد مرحلة نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، قبل أن يلمس في صاحب 46 سنة، رغبة واضحة في قيادة الفريق الوطني في الفترة الحالية، ما جعل رئيس الجامعة لا يتردد في منحه مسؤولية تدريب «أسود الأطلس»، بعدما أحس بالرغبة الجامحة التي يملكها إبن الفنيدق من أجل الإشراف على زملاء الحارس ياسين بونو، لذلك تم الإرتباط به لغاية 2026، مع ضرورة تواجد المنتخب المغربي، في المربع الذهبي لنهائيات كأس أمم أفريقيا المزمع إقامتها في كوت ديفوار سنة 2024.
وأكيد أن الطريقة التي أظهر بها الركراكي، تشبته بتدريب المنتخب المغربي جعلت فوزي لقجع، لا يتردد في منح إبن البلد فرصة العمر، ليكون بذلك ثاني مغربي يقود الفريق في نهائيات المونديال، بعد الراحل عبد الله بليندة الذي قاد المنتخب الوطني في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994.
• أي متغيرات؟
ستكون الأيام المقبلة حاسمة، للتعرف على التغييرات التي سيقوم بها الناخب الوطني الجديد وليد الركراكي، بعرين «أسود الأطلس»، وفي انتظار أن يخوض الفريق الوطني مواجهتين ضد الشيلي وبارغواي في 23 و27 من شتنبر الجاري بإسبانيا، سيحاول الربان الجديد منح فرصة لأكبر عدد من اللاعبين، من أجل إظهار مؤهلاتهم التقنية والبدنية.
وأكيد أنه من السابق لأوانه الحكم على الركراكي في الوقت الحالي، وهو الذي نال لتوه زمام الأمور داخل الفريق الوطني، لذلك ستكون الفترة المقبلة، فرصة لوليد من أجل إختبار بعض الوجوه الجديدة التي تتألق في البطولات الأوروبية، مع الإعتماد أيضا على العناصر التي ظلت تشكل العمود الفقري للفريق الوطني، لخلق نواة منتخب جديد، سيحرص الناخب الوطني، بحسب ما أكده في الندوة الصحفية الأخيرة، داخل مركب محمد السادس لكرة القدم، منح الفرصة داخله لكل لاعب جاهز نفسيا وبدنيا وذهنيا، كي يحمل  القميص الوطني، بعدما شدد أنه لن يميز بين اللاعبين ما دام أن جميعهم يحملون جوازا أخضرا يؤكد مغربيتهم.
• إستراتيجية العمل 
إعترف وليد الركراكي، أنه يضع كامل الثقة في الطاقم التقني الذي إختاره من أجل الإشتغال معه، بعدما فضل الدولي المغربي السابق رشيد بن محمود، ومعه غريب أمزين، ففي الوقت الذي سيتم تكليف الأول برصد ومتابعة المحترفين المغاربة في البطولات الخليجية بشكل دقيق، سيعمل الثاني على متابعة العناصر المحترفة بأوروبا، مع الإستشارة دوما مع  ربان «أسود الأطلس»، الذي إختار المغربي الحراق كي يعمل على تأطير حراس المرمى، وهو الذي يملك تجربة محترمة إكتسبها بإسبانيا، حيث إشتغل سابقا مع جيرونا.
مقابل كل هذا حرص الركراكي على الإحتفاظ بمحلل الأداء بالفيديو موسى الحبشي، الذي إشتغل سابقا مع خليلودزيتش، وكله أمل أن يساعده على تحليل نقط قوة وضعف المنافسين، سواء خلال مونديال قطر المقبل أو خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024 بكوت ديفوار.
وكان الطاقم التقني للمنتخب المغربي الجديد، شرع في العمل والإعداد للمعسكر التدريبي الذي سيخوضه الفريق الوطني، إستعدادا لمواجهة شيلي وباراغوي، حيث ستكون الفرصة مواتية للربان الجديد، من أجل إنتقاء اللاعبين الذين سيعول عليهم في المرحلة المقبلة.
• من المغرب إلى إسبانيا
طالب وليد الركراكي من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفته رئيسا للجنة المنتخبات الوطنية، أن ينطلق المعسكر المقبل ل«أسود الأطلس» من المغرب، قبل مواصلته بإسبانيا، التي سيواجه فيها الفريق الوطني نظيريه شيلي وباراغواي في 23 و27 شتنبر الجاري، وهو الأمر الذي وافق عليه لقجع، إذ من المنتظر أن يبدأ الفريق الوطني تربصه من داخل مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، قبل السفر للجارة الإيبيرية، حيث ينتظر أبناء الجالية قدوم العناصر الوطنية لدعمها وتشجيعها على بذل مجهودات أكثر في الفترة الحالية، إستعدادا لمونديال قطر.
ومن أجل الوقوف على مستوى أكبر عدد من اللاعبين الذين يريد وليد الركراكي تجريبهم في المعسكر المقبل، فقد وجه الأخير طلبه للجامعة من أجل إيجاد منتخب أو فريق لمواجهته بإسبانيا، حتى يتسنى له فسح المجال لأكبر عدد من اللاعبين، خاصة وأن الناخب الوطني، لا يريد ظلم أي لاعب، بعدما أكد في آخر خروج إعلامي له، أنه لا يفرق بين لاعبي المهجر والبطولة والممارسين بالخليج، ما دام أن كل من يحمل جواز سفر مغربي، يمكنه حمل القميص الوطني، الذي سيشهد في الأشهر المقبلة، منافسة قوية بين عدة لاعبين، عكس ما كان عليه الحال مع خليلودزيتش الذي دأب الإعتماد على نفس الأسماء في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي جعل الجماهير المغربية تنتقده بشدة، قبل أن يحكم على نفسه بمغادرة عرين الأسود.