لو خير أسود الأطلس بين أن يلعبوا ودية بوركينا فاسو اليوم الثلاثاء بمدينة لانس الفرنسية، أو لا يلعبوها، لقرروا على الفور أن يلعبوها، متحملين شدة بل ووطأة الحزن الذي ضرب القلوب، جراء الكارثة التي أصابت المغرب، قضاء وقدرا، والزلزال الأليم يضرب المغرب ويبيد قرى ويزهق آلاف الأرواح البريئة ويشرد المئات من الأسر.
إن تحدثت مشاعر اللاعبين المجروحة والمكلومة كحال كل المغاربة، بل وكحال الإنسانية جمعاء، لقالت فلتذهب كرة القدم إلى الجحيم، فلا وقت والجراح مفتوحة تنزف دما، لكي نلعب كرة القدم، ولكن إن تحدث العقل الذي يسمو فوق المواجع لقال، هي الحياة لابد وأن تستمر، وقد قدم المغاربة عشرات الأمثلة على أنهم نهضوا سريعا من رقدتهم بسبب هول الكوارث، وشقوا وسط الأوجاع طريقا للحياة.
من أجل الحياة، ومن أجل كل الأرواح البريئة التي أزهقت، من أجل القلوب المكلومة بوجع الفقد وهول المصاب، من أجل التأكيد على أن المغاربة هم أقوى وأكبر من الأزمات والكوارث، سيلعب أسود الأطلس وديتهم اليوم أمام منتخب بوركينا فاسو، متحملين نزيف المشاعر وزلزلة القلوب ىدمار المشاعر، كما لعبوا بامتياز مباراة الإنتصار لمغربيتهم عندما هبوا لإعطاء دمهم والتعبير عن كرمهم.
سيلعب الأسود مباراتهم هاته، لأنهم صناع السعادة ولأنهم سفراء وطن يحب الحياة..
