لم يترك لاعبو المنتخب المغربي الفرصة تمر وهم يواجهون منتخب بوركينافاسو وديا، بمدينة لانس الفرنسية، دون أن يعبروا عن كامل تضامنهم مع أبناء بلدهم الذين قضوا في الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرا، بعدما حقق "أسود الأطلس" إنتصارا صغيرا بهدف لصفر على حساب منتخب " الخيول".
وبعد دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا،إنطلقت المواجهة ضد البوركينابيين، في الوقت الذي إختار الركراكي إجراء تعديل طفيف على تشكيلته من خلال الزج بنصير مزراوي في الوسط أمام عدم تواجد أمرابط، وترك عطية الله كظهير أيسر، مقابل ذلك تم إقحام أمين عدلي كأساسي في ظل غياب حكيم زياش.
المنتخب المغربي حاول منذ بداية المواجهة، بناء عمليات هجومية إنطلاقا من الخلف حيث تواجد الثنائي سايس وأكرد،في الوقت الذي ظل التركيز كثيرا على المرور من الجهة اليمنى حيث تواجد عدلي،ومن الجهة اليسرى حيث تواجد عبد الزلزولي، الذي وجد بعض الصعوبات من أجل إختراق الخط الخلفي للمنتخب البوركيني الذي إضطر للتراجع للخلف أمام الضغط المغربي،وهو الأمر الذي إستغله زملاء أوناحي من أجل ربح المساحات داخل الملعب.
العشر دقائق الأولى، شهدت تراجعا كليا لكتيبة المدرب فيلود،في حين ظلت العناصر الوطنية، تناور عبر كل الجهات، لإيجاد منفذ صوب مرمى منتخب الخيول،خاصة مع الصعوبات التي فرضها زملاء يوسوفو دايو الذين تكثلوا في الخلف، ومنعوا المغاربة من فرض سيطرتهم.
تواصلت المواجهة بمعاناة المنتخب المغربي في الوسط، إذ لم ينضبك مزراوي كثيرا في مركزه الجديد،وهو الأمر الذي إستغله لاعبو بوركينافاسو الذين إفتكوا عدة كرات من بين أقدامه،قبل أن يجرب النصيري حظه بتسديدة في الدقيقة 26 تصدى لها الحارس البوركيني كواكو ، قبل أن يبحث زملاء حكيمي عن محاولة توريط المنافس في الأخطاء من خلال الضغط بأكبر عدد من اللاعبين دون جدوى.
وإنتظر المنتخب المغربي لغاية الدقيقة 35، التي سجلوا فيها الشهد الأول عن طريق أوناحي بعد تمريرة محكمة من عدلي، ورغم ذلك لم يخرج المنتخب البوركيني من قوقعته حيث ظل متراجعا لغاية إقتراب الشوط الأول الذي شهد إرتفاعا في إيقاع اللعب لم يتم إستغلاله بشكل جيد من طرف الأسود لرفع الغلة.
ومع إنطلاق الشوط الثاني لم يتغير واقع الحال كثيرا، في الوقت ظل المنتخب المغربي يضغظ كثيرا على مرمى بوركينافاسو كثيرا،لغاية حصول الزلزولي على فرصة واضحة في الدقيقة 54 بعد خطا للمدافع المتأخر دايو،قبل أن يسدد اللاعب المغربي بجانب مرمى الحارس كواكو، في مواجهة تواصلت بتحسن أداء كتيبة الركراكي، وسقوط الخيول في فخ أخطاء التمرير دون تهديدهم كثيرا لمنطقة الحارس ياسين بونو.
ومع توالي دقائق المواجهة، أقحم الركراكي صيباري وأبوخلال مكان أملاح وعدلي وبالضبط قي الدقيقة 66،من أجل ضخ دماء جديدة في خط هجوم الفريق الوطني، الذي ظل يضغط على دفاع منافسه دون جدوى في ظل التكثل الدفاعي القوي لمنتخب الخيول،والحضور القوي للحارس كوفي كواكو الذي أبعد الخطر عن مرماه في الدقيقة 74 بعد تسديدة قوية لأبو خلال.
وبعدها قام الركراكي بإقحام ريشاردسون والكعبي وحارث وقبله الخنوس،لكن الوضع ظل على ماهو عليه،حيث إستمر الصراع في خط الوسط ، قبل أن تنتهي المباراة بتحقيق أسود الأطلس لإنتصار معنوي جديد تحضيرا لنهائيات " الكان" المقبل بكوت ديفوار.