بقراءة جانبية لمعطيات الاداء السيئ للاسود في مباراة أمس امام الكوت ديفوار ولو في اطارها الودي ، بدت الفورما واللياقة البدنية والصرامة غائبة في المباراة لحد تأكد ان المنسوب الزمني لرفع الايقاع كان بطيئا خلال 20 دقيقة الأولى بين الطرفين ودون فرصة تذكر قبل أن يأخذ المنتخب الإيفواري مبادرة الانطلاق على كل الواجهات باستغلال اخطاء الاسود في التمرير على كل المواقع الدفاعية وحتى الوسط .
وبالطبع شاهدنا تثاقل الوسط والطرف الآخر لموقع حارت وصعوبة عودة الاسود اثناء تنظيم العمليات الهجومية بالسرعة اللازمة الى مواقعهم الرئيسة في حالات عدة لبعض اللاعبين كأملاح ومزراوي واوناحي .
ومعلوم ان دور الرطوبة بدرجة 75 في المائة مع الحرارة شبه المفرطة تقلل من المجهود الى حد الارهاق أو الاختناق ، ولعل في هدف هالير نكهة خاصة في التثاقل الذي بدا على الوسط ( مزراوي) وهو يتابع بشكل بطيئ اللاعب بامبا صانع الهدف ، فضلا عن العديد من الاخطاء الدفاعية وصعوبة عودة اللاعبين الى مواقعهم بالسرعة اللازمة ، ما يعني ان التكيف مع مناخ القارة السمراء يلزمه وقت للتأقلم لما فوق الاسبوع مثلما حدث مثلا في دورة الكامرون .
ولذلك يبدو الاسود في خانة التراجع الكبير للمحور البدني أولا بحكم ان مجموعة من اللاعبين ( اوناحي واملاح وحارت وسايس ومزراوي) ليسو بدرجة عالية من التنافسية، دون النظر في طبيعة الاداء الاضافي لبونو سلبا في الاخطاء المقترفة .
ولهذه الاسباب ، سيكون على الاسود تلقي الدرس كثيرا من العرض أولا لانهم سيشاهدون لقاءهم مجددا، وسيدركون مدى الاخطاء التي اقترفوها في مشهد سيكون أقوى من ذلك في كأس افريقيا ، وسيرفعون درجة التنافسية مع أنديتهم في شقها البدني الى غاية دجنبر لقياس مدى الطراوة البدنية، وثانيا تجريد انفسهم من جلباب المونديال، وثالثا تلقي الدرس القاسي من أن منتخبات كأس افريقيا ليست هي البرازيل اوغيرها . وأكثر من ذلك ، يجب أن يعرف وليد الركراكي أن ظروف الرطوبة والحرارة علميا لها حلول منطقية للتفاعل والتكيف معها ، فضلا عن المنظومة التي قدمها ل 70 دقيقة من دون أن تصل الكرة الى النصيري سواء من الاطراف أو الوسط الى حين دخول الخنوس والزلزولي وريشاردسون والكعبي لتعيير منطق الدقائق الاخيرة بجهد أعلى وحافز العودة في النتيجة ولو كان من خطإ دفاعي ايفواري . والحال ان من دخل تفاعل مع انهيار الكوت ديفوار بدنيا . والحال أن دراسة المباراة هي في ما قدم خلال 70 دقيقة بفرصتين من كرات ثابتة ، وليس من صناعة اللعب والتمريرات العرضية التي يمكن للنصيري التفاعل معها .
