• عشرون عاما والمغرب لم يصل لمنصات التتويج
ما نجح الفريق الوطني خلال سفره الطويل عبر أدغال وأحراش كأس إفريقيا للأمم في رحلتها الزمنية الممتدة على ستة عقود، في وضع إسمه في لائحة الشرف، سوى مرة واحدة وهو يقبض هناك بأديس أبابا بأثيوبيا على لقبه الإفريقي الأول والأخير، مثيرا وسط عموم الخبراء والمحللين وحتى أفراد عائلة كرة القدم المغربية كل أشكال الدهشة والإستغراب، جراء هذا الخصام الكبير بين أسود الأطلس والأميرة السمراء.
وخلال تواجده في 18 نسخة من نهائيات المونديال الإفريقي والذي انطلق فعليا سنة 1972 بالكاميرون، لم يصل المنتخب الوطني لمنصات التتويج سوى ثلاث مرات، حيث شكلت أثيوبيا 1976 ونيجيريا 1980 وتونس 2004، المحطات المضيئة في المسار الإفريقي للفريق الوطني.
فبعد مشاركة أولى سنة 1972 في الأدوار النهائية بالكاميرون، حقق خلالها الفريق الوطني ثلاثة تعادلات بذات النتيجة هدف لمثله، عند مواجهته لمنتخبات الكونغو، السودان والزايير سابقا، والأهداف كلها من توقيع الأسطورة أحمد فرس، ستكون نسخة 1976 بأثيوبيا اللحظة التاريخية التي نقش فيها المنتخب المغربي لنفسه إسما في المونديال الإفريقي، وهو ينجح في تدوين إسمه بأحرف من ذهب في سجل المتوجين، وما كان يدور بخلد الجميع أن تلك الكأس التي رفعها العميد الأسطوري أحمد فرس بأديس أبابا بعد التعادل التاريخي أمام منتخب غينيا بهدف لمثله، ستظل يتيمة الدهر.
إستهل المنتخب المغربي وقتها النسخة العاشرة بالتعادل أمام المنتخب السوداني بهدفين لمثلهما، قبل أن يسجل فوزين كبيرين على المنتخب الزاييري بهدف عبد العالي الزهراوي وعلى المنتخب النيجيري بثلاثية فرس، التازي والشباك ليتصدر مجموعته ب5 نقاط.
ولأن تلك النسخة اعتمد فيها نظام المجموعة في الدور الختامي، واجه المنتخب المغربي نظيره المصري وفاز عليه بهدفي فرس والزهراوي لواحد، وبذات النتيجة فاز على المنتخب النيجيري ووقع الهدفين فرس والكزار، ليصبح مجرد تحقيق التعادل بأي نتيجة في مباراة غينيا الأخيرة مرادفا للتتويج باللقب الغالي.
وسيظل يوم 14 مارس من عام 1976 تاريخا مشهودا، كيف لا وخلاله سينتزع الأسود التعادل الذهبي الذي سيقودهم نحو اللقب، إذ بعد أن تقدم لمنتخب غينيا شريف سليمان سجل للمنتخب المغربي هدف التعادل وهدف اللقب المدافع بابا.
وبعد مرور 14 سنة على هذا اللقب، سيعود المنتخب المغربي لمنصة التتويج، لكن هذه المرة محققا فقط الميدالية البرونزية، بعد أن خسر نصف النهائي أمام منتخب نيجيريا مستضيف البطولة سنة 1980، وفاز في مباراة الترتيب على المنتخب المصري بهدفين نظيفين من توقيع خالد الأبيض.
وأخفق أسود الأطلس في بلوغ المباراة النهائية خلال نسختي 1986 بمصر و1988 بالمغرب، واكتفوا في المرتين معا بالمركز الرابع، لتتوالي بذلك الإخفاقات، إلى أن أعادت نسخة تونس 2004 الفريق الوطني للواجهة، عندما نجح في الوصول لثاني مرة للمباراة النهائية، وتلك هي ثالث محطة يصل خلالها الأسود لمنصة التتويج.
ولم يراهن الكثيرون على الفريق الوطني الذي قاده للمشاركة في دورة تونس 2004، الإطار التقني الوطني الزاكي بادو برغم أنه عبر حواجز التصفيات من دون خطإ، فجاءت البداية مبشرة بفوز إستراتيجي على نسور نيجيريا بهدف يوسف حجي، ففوز برباعية نظيفة على سناجب البنين، ثم تعادل إيجابي بهدف لمثله أمام جنوب إفريقيا، ليتصدر المنتخب المغربي مجموعته، ويلتقي في ربع نهائي قوي ومثير المنتخب الجزائري.
وهنا سنعيش على وقع ريمونتادا رائعة لأسود الأطلس، فبعد تأخرهم بهدف جزائري وقعه شراد في الدقيقة 84، سيدركون التعادل في الوقت بدل الضائع بواسطة مروان الشماخ، ليضمن الفوز والتأهل في الوقت الإضافي كل من يوسف حجي وجواد الزاييري بهدفين خرافيين.
وفي نصف النهائي سيقصف الأسود نسور مالي برباعية نظيفة، ليحجزوا لهم مكانا في النهائي، وقد كان من سوء حظهم أنهم لعبوه أمام منتخب تونس مستضيف البطولة، الذي سيحقق وقتها لقبه الإفريقي الأول والوحيد بعد الفوز على أسود الأطلس بهدفين لهدف ويحقق المغرب لقب الوصافة والميدالية الفضية.
ومع حلول موعد النسخة الرابعة والثلاثين لكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، سيكون قد إنقضى عشرون عاما على آخر صعود للمغرب البوديوم الإفريقي، فهل ينجح جيل بونو، سايس، حكيمي، زياش وبوفال في تجديد الوصال مع الأميرة السمراء؟
