إن كان تودور مدرب اليوفي قد أعمل القاعدة الذهبية التي تقول، لا نغير فريقا يفوز، فاعتمد بالتمام والكمال على نفس التشكيل الذي ضرب العين الإماراتي بخماسية نظيفة، فإن أمين بنهاشم مدرب الوداد أبقى تقريبا على ذات التشكيل الذي واجه بشجاعة كبيرة المان سيتي، باستثناء أنه استبدل المهاجم الجنوب إفريقي مايلولا بأوبينغ، ومع ذلك حافظ على نفس النهج التكتيكي القائم على دفاع بخمسة لاعبين.
وما سيحدث، أن مشهد البداية أمام السيتي تكرر أمام اليوفي، دفاع الوداد برغم الكتلة المنخفضة سيستقبل هدفا في الدقيقة السادسة من اختراق في الجهة اليمنى التي جعلها مدرب اليوفي منطلقا لأغلب بناءاته الهجومية بعد أن تنبه إلى محدودية الظهير موفي.
وبين سهولة كبيرة في الإسترجاع من لاعبي اليوفي، ومعاناة لا حدود لها في استخلاص الكرة من السيدة العجوز، سترسم الفوارق التقنية والتكتيكية على صفحة المباراة ملامح التفوق العددي والتكتيكي والرقمي ليوفنتوس، لنقف على حقيقة أن العشوائية مع الشجاعة لا يمكن أبدا أن تحجبا ما يتمتع به اليوفي من سلاسة ودقة وواقعية أعطته تفوقا كبيرا بهدف بوطويل بالخطأ في مرماه، وبهدف ثان للتركي ييلديز، وثالث أيضا لذات اللاعب في الشوط الثاني، بعد أن كان أول بناء هجومي مدروس للوداد قد أعطى هدف تقليص الفارق من لورش.
وبرغم أن بنهاشم أقلع عن شاكلة 5-3-2، ليتحول إلى شاكلة 4-3-3 مع بداية الشوط الثاني بإخراج المدافع الهولندي مييرس، والزج بالمهاجم السوري عمر السومة، إلا أن الوداد لم ينجح في ترجيح كفته، إذ بدا واضحا أن الفوارق في الخامات الإبداعية والمهارية والتكتيكية كبيرة بين الوداد ويوفنتوس، حتى أن القياس يصبح مستحيلا، وظهر ذلك في سهولة سيطرة لاعبي اليوفي على الكرة، مقابل معاناة كبيرة للوداد في إنجاز ثلاث تمريرات، ليزيد من فداحة المشهد وهول الفوارق، الضعف الكبير الذي ظهر على دفاع الوداد منظومة وتنشيطا وحتى لاعبين وفي مقدمتهم موفي وبوطويل.
كان من سوء حظ الوداد أن أول مباراتين له في مونديال كانتا أمام المان سيتي واليوفي، وكأني بذلك، أدخل الوداد إلى جحيم لا يقدر عليه.
يخسر الوداد ثاني مباراتين له، وما كانت الشجاعة تكفي لتحجب شمس الفوارق، ويعلن الفرسان الحمر مقصيين من أول مباراتين، فما عاد هناك شيء نبحث عنه في مباراة العين الثالثة والأخير سوى فوز ينقذ ماء الوجه، إن تحقق هذا الفوز.

إضافة تعليق جديد