أنهى المنتخب المغربي للسيدات دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية 2024 متصدرا للمجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، بعد مسار متقلب بين بداية دفاعية متعثرة وانتفاضة هجومية أعادت التوازن والثقة للأداء الجماعي.
فوزان وتعادل قادوا لبؤات الأطلس إلى ربع النهائي، في رحلة تُظهر الكثير من الجوانب الإيجابية، لكن تكشف في الوقت ذاته عن مواطن خلل تستوجب المعالجة قبل لقاء الحسم أمام مالي.
دخلت لبؤات الأطلس المنافسة بمواجهة صعبة أمام منتخب زامبيا، المواجهة التي انتهت بالتعادل (2-2) بعدما تأخرن في النتيجة بهدفين، قبل أن يعدن بقوة ويعدلنالنتيجة. ورغم الشخصية التي أظهرها المنتخب في تلك العودة، فإن اللقاء كشف عن أولى الثغرات الدفاعية التي ستتكرر لاحقًا.
في ثاني جولات المجموعة، واجهت اللبؤات منتخب الكونغو الديمقراطية، وكررن الأخطاء نفسها على مستوى العمق الدفاعي، حيث تلقين هدفين جديدين، لكنهن انتصرن برباعية، بفضل فاعلية هجومية واضحة وقدرة على استثمار الفرص وقوة إرادة للعودة في النتيجة.
وفي الجولة الأخيرة، ضد منتخب السينغال، بدا التحسن الدفاعي واضحا، حيث استطاع المنتخب الحفاظ على نظافة شباكه لأول مرة في المسابقة، وحسم اللقاء بهدف نظيف ضمن له الصدارة والتأهل على رأس المجموعة.
ويحسب لمدرب المنتخب المغربي خورخي فيلدا، في هذا الصدد نضج المجموعة من الناحية الذهنية، وقدرتها على العودة في اللحظات الصعبة، كما حدث في أول مباراتين، كما برز انسجام لافت في الخط الهجومي، بفضل تنوع الحلول، سواء من الكرات الثابتة أو التمريرات العرضية من الأطراف، حيث بلغ منتخبنا الوطني مرمى المنافسات في 7 مناسبات، إثنتين من نقطة الجزاء.
لكن لا يمكن إغفال الارتباك الدفاعي الذي طبع بداية مشوار المنتخب. أربعة أهداف دخلت شباك اللبؤات في أول مباراتين، نتيجة أخطاء في التغطية وعدم التركيز في الكرات العالية، وهو ما كلف المنتخب أوقاتًا صعبة كادت تبعده مبكرا عن سباق التأهل.
وتنتظر لبؤات الأطلس مواجهة قوية في الدور ربع النهائي أمام منتخب مالي الذي تأهل كواحد من أفضل الثوالث عن المجموعة الثالثة.
ورغم تصدر المغرب، فإن المواجهة المقبلة لن تكون سهلة، خصوصًا وأن الخصم يسعى لإثبات نفسه بدوره في المسابقة القارية، خاصة أن هذا التأهل لدور الربع هو ثاني تأهل في تاريخ "النسور" بالمسابقة.
المنتخب المغربي مطالب إذا، بتثبيت المنظومة الدفاعية التي ظهرت في لقاء السنغال، والرفع من وتيرة التركيز في لحظات البداية، دون التخلي عن الجرأة الهجومية والقدرة على التمرير السريع في العمق.
لبؤات الأطلس أكدن في دور المجموعات أنهن قادرات على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، لكن شرط تحقق ذلك، هو حسم بعض التفاصيل الصغيرة التي قد تصنع الفارق في أدوار خروج المغلوب. الروح، والعزيمة، والانضباط، كانت عناصر حاسمة في حسم التأهل. ويبقى الرهان، الحفاظ عليها، وتطوير الأداء، للذهاب خطوة أخرى نحو الحلم الكبير، تحقيق اللقب الإفريقي.
إضافة تعليق جديد