تنطلق  اليوم الجمعة 18 يوليوز، وإلى غاية مساء غد السبت 19 يوليوز الجاري، مباريات دور ربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية للسيدات، التي يستضيفها المغرب في نسخة استثنائية على جميع المستويات. أربع مواجهات حاسمة، و8 منتخبات تسعى لحجز مقاعدها في المربع الذهبي، ضمن منافسة باتت تعكس التطور المتسارع لكرة القدم النسائية في القارة السمراء، ليس فقط من حيث الأداء، بل أيضا على مستوى الأرقام والإنجازات التاريخية.

• نيجيريا - زامبيا

البداية ستكون على ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، حيث تصطدم الخبرة النيجيرية بطموح نظيرتها الزامبية في مواجهة تعتبر من أبرز قمم هذا الدور. نيجيريا، المتوجة بتسعة ألقاب قارية، لم تغب عن نصف النهائي في أي نسخة شاركت فيها منذ انطلاق المنافسة. وعلى امتداد 61 مباراة خاضتها في النهائيات، فازت "النسور" في 45، ولم تهزم إلا في سبع مناسبات، وهو رقم مهم يعكس هيمنتها التاريخية، إضافة إلى سجل هجومي متميز بلغ 176 هدفا، مقابل 28 فقط في مرماها. 

ورغم هذا التاريخ الكبير للنيجيريات، فإن منتخب زامبيا بات خصما لا يستهان به. فقد سجل في السنوات الأخيرة صعودا لافتا، توج بالحصول على المركز الثالث في نسخة 2022 بعد فوز مثير على نيجيريا نفسها. وقد تأهلت زامبيا إلى ربع النهائي هذه المرة بعد عروض قوية، أبرزها الفوز على السينغال والكونغو الديمقراطية، وتعادل مثير مع المغرب. 

وتعد اللاعبة بربارا باندا، التي تألقت في أولمبياد طوكيو، وتخوض أول ظهور لها في "الكان"، إلى جانب راشيل كوندانانجي، التي سجلت ثلاثة أهداف في نسخة 2018 وكررت الإنجاز ذاته في التصفيات الحالية، من أبرز أسلحة زامبيا الهجومية. 

• المغرب - مالي 

وعلى أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، تجرى مساء اليوم، ثاني مباريات دور الربع، حين يدخل المنتخب المغربي للسيدات صاحب الأرض و الجمهور مباراته ضد مالي بثقة كبيرة، بعدما أنهى دور المجموعات في صدارة المجموعة الأولى بسبع نقاط، بعد تعادل افتتاحي أمام زامبيا وفوزين متتاليين على الكونغو الديمقراطية والسينغال. هذا التأهل أعاد للأذهان مسيرة اللبؤات في نسخة 2022، حين بلغن النهائي لأول مرة في التاريخ، وهي النسخة التي تعد الأفضل في سجل المغرب، الذي سجل مشاركته الرابعة فقط في البطولة بعد 1998 و2000 و2022.

ورغم محدودية عدد المشاركات، فإن المنتخب المغربي حقق تطورا ملحوظا، إذ انتصر في خمس مباريات من أصل 12 خاضها في "الكان"، مقارنة بفوز واحد فقط في ست مباريات خلال أولى مشاركاته بين 1998 و2000. كما أن اللاعبة غزلان الشباك، التي كانت حاسمة في نسخة 2022 بثلاثة أهداف، واصلت تألقها هذه السنة، مؤكدة مكانتها كأفضل هدافة مغربية في نسخة واحدة، إذ بلغ سجلها التهديفي أربعة أهداف في 3 مباريات. 

في المقابل، تأهل منتخب مالي بصعوبة كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث، بعد أداء متذبذب في المجموعة الثالثة. بعد أن فاز على تنزانيا، وتعادل مع غانا، لكنه سقط بشكل مدوٍّ أمام جنوب إفريقيا، ما أثار القلق في صفوف سيدات مالي، اللواتي لم يسجلن سوى هدفين في المسابقة، واهتزت شباكهن خمس مرات في ثلاث مباريات. 

وتحمل هذه المواجهة أيضا بعدا ثأريا للمغرب، الذي أقصي من طرف مالي في تصفيات أولمبياد طوكيو 2020.

• الجزائر - غانا

في اليوم الثاني من مباريات الربع، تخوض الجزائر أهم مباراة في تاريخها عندما تواجه غانا بحثًا عن تأهل أول إلى نصف النهائي في ملعب بركان. سيدات الجزائر قدمن أداء دفاعيا استثنائيا في دور المجموعات، حيث كن الفريق الوحيد الذي لم تتلق شباكه أي هدف، وحققن تأهلا تاريخيا بعد الفوز على بوتسوانا والتعادل مع نيجيريا وتونس. 

ورغم أن الجزائر شاركت في البطولة ست مرات منذ 2004، إلا أنها لم تتجاوز أبدا دور المجموعات، ولم تفز سوى في مباراتين فقط من أصل 15 لقاء. ويعود آخر فوز لها قبل النسخة الحالية، إلى نسخة 2014 أمام غانا، الفريق ذاته الذي ستواجهه مجددا هذه السنة، في سيناريو يُشعل مشاعر الأمل لدى الجمهور الجزائري.

منتخب غانا، من جهته، استعاد شيئا من بريقه بعد البداية المتعثرة، وضمن التأهل كثاني مجموعته بانتصار عريض على تنزانيا. لكن "البلاك كوينز" ما زلن يبحثن عن تجديد عهدهن مع الألقاب، بعد غياب طويل عن المربع الذهبي.

• جنوب إفريقيا - السينغال 

وتختتم مباريات ربع النهائي، مساء غد السبت، بمواجهة بين حاملة اللقب جنوب إفريقيا والمنتخب السينغالي ، في الملعب الشرفي بوجدة. "البانيانا بانيانا" أثبتن مجددا قوتهن، بتصدرهن المجموعة الثالثة بعد الفوز على غانا ومالي، قبل التعادل مع تنزانيا. 

أما السينغال ، التي تشارك للمرة الثالثة في تاريخها، قدّمت عروضًا متباينة، حيث بدأت المسابقة، بانتصار كاسح على الكونغو الديمقراطية، لكنها تراجعت في المباراتين التاليتين فخسرت أمام زامبيا والمغرب، ما جعلها تتأهل كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث. وتبقى أبرز نقطة مضيئة في مشوار "لبؤات الطرانغا" هي المدافعة نديي ضياخاتي، صاحبة أول هدف للسينغال في تاريخ المسابقة سنة 2022، إلى جانب المدرب مام موسى سيسي، الذي نجح في بلوغ ربعالنهائي للنسخة الثانية تواليا. 

 وبين منتخبات ذات باع طويل كنيجيريا وجنوب إفريقيا، وأخرى صاعدة بكل قوة مثل زامبيا والمغرب، يبدو أن ربع النهائي سيشكل لحظة الحقيقة لكل الفرق الطامحة إلى معانقة اللقب أو دخول التاريخ من بابه الكبير.