تستعد لبؤات الأطلس لخوض واحدة من أهم مبارياتها في نهائيات كأس إفريقيا للأمم للسيدات، حين تواجهن مساء اليوم، منتخب مالي، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط انطلاقا من الساعة 20:00 مساء بالتوقيت المحلي. في مواجهة تجمع بين طموح التألق المستمر لأصحاب الأرض، ورغبة الخصم في إنقاذ مشاركته المتذبذبة.
ويدخل المنتخب المغربي اللقاء مرشحا فوق العادة، ليس فقط بفضل تصدره المجموعة الأولى عن جدارة، بل كذلك لما أظهره من شخصية قوية وانضباط تكتيكي. فقد خاضت لبؤات الأطلس دور المجموعات بثقة، بتعادل افتتاحي أمام زامبيا، تلاه انتصاران مقنعان على الكونغو الديمقراطية والسينغال.
بهذا المسار، يكون المغرب قد بلغ ربع النهائي للمرة الثانية تواليا، في مؤشر على التحول النوعي الذي عرفته الكرة النسائية الوطنية منذ احتضان نسخة 2022، التي أنهتها اللبؤات كوصيفات.
هذا اللقاء، سيكون بمثابة الظهور الثالث للمغرب في أدوار خروج المغلوب، بعدما فاز في ربع نهائي 2022 على بوتسوانا، ثم أقصت نيجيريا بضربات الترجيح في نصف النهائي، قبل أن تخسر النهائي أمام جنوب إفريقيا.
وإجمالا، لم يخسر المغرب أي مباراة في دور المجموعات للمرة الثانية تواليا، ويملك الآن سلسلة من تسع مباريات في "الكان" لم يهزم فيها سوى مرة واحدة (نهائي 2022). وخلال هذه الفترة، أحرزت لبؤات الأطلس 7 أهداف في دور المجموعات الحالي، وهو رقم أفضل من حصيلتهن في نسخة 2022، بينما تلقت شباكهن أربعة أهداف، مقارنة بهدف وحيد في نسخة العام الماضي.
وفيما يخص تاريخ المواجهات مع منتخبات غرب إفريقيا، لم تخسر لبؤات الأطلس في آخر أربع مباريات، حيث فزن على بوركينا فاسو والسينغال في 2022، وكررن الانتصار على السينغال في النسخة الحالية، كما أطحن بنيجيريا في نصف نهائي النسخة الماضية بضربات الترجيح. وعلى الرغم من أن المغرب لم يسجل أكثر من هدف واحد في أي مباراة أمام خصوم من غرب القارة، إلا أن الانضباط الدفاعي والنجاعة الهجومية تحسنتا بشكل ملحوظ.
وتقود غزلان الشباك لائحة الهدافات التاريخيات للمغرب في كأس إفريقيا، بعد أن سجلت سبعة أهداف في المجمل، جميعها في دور المجموعات، ولا تزال تبحث عن أول هدف لها في الأدوار النهائية.
من جهته، بلغ منتخب مالي ربع النهائي كأفضل ثالث في المجموعة الثالثة، لكنه لم يقنع من حيث الأداء. فبعد تعادل أمام غانا، وفوز صعب على تنزانيا، تلقى خسارة قاسية أمام جنوب إفريقيا برباعية نظيفة، في واحدة من أثقل الهزائم في تاريخ المنتخبات في النهائيات.
واكتفى منتخب مالي بتسجيل هدفين فقط في ثلاث مباريات، وهو الأضعف هجوميا بين جميع الفرق المتأهلة، في حين استقبلت شباكه خمسة أهداف، جميعها في المباراتين الأخيرتين. ومن بين نقاط الضعف البارزة، معاناة الفريق على مستوى حراسة المرمى، حيث استبدلت الحارسة الأساسية فاطوماتا كارنتاو في المباراة الأخيرة بعد تلقيها هدفين من أول تسديدتين.
ورغم أن مالي تخوض ربع النهائي للمرة الثانية في تاريخها (بعد بلوغ نصف نهائي 2018)، فإن الفريق لم يسبق له أن خاض ضربات الترجيح في النهائيات، وكل مبارياته الإقصائية السابقة حُسمت في الوقت الأصلي. من جهة أخرى، تُعتبر مباراتهم أمام المغرب فرصة نادرة للثأر من خسارة سابقة أمام منتخب شمال إفريقي، بعد سقوطهم أمام الجزائر (3-0) في نسخة 2004.
وبين منتخب مغربي طموح، مستقر تقنيا وبدنيا، ومدعوم بجماهيره فوق أرضه، ومنتخب مالي يعاني من تذبذب المستوى والارتباك الدفاعي، تبدو الكفة راجحة لصالح لبؤات الأطلس. لكن كرة القدم لا تعترف بالحسابات المسبقة، وكل ما سيحسم سيكون على المستطيل الأخضر.
إضافة تعليق جديد