يتابع نسور الرجاء مغامرتهم الإفريقية بعد ضياعهم فرصة المنافسة على لقب البطولة الإحترافية في الدورات الأخيرة، حيث تنتظرهم اليوم الأربعاء مواجهة قوية مع مضيفهم أدوانا ستارز الغاني، الفريق الأخضر ضيع فرصة استقباله بميدانه في الجولة الأولى حين اكتفى بالتعادل السلبي مع ضيفه فيتا كلوب الكونغولي، وهذا لا يمكن اعتباره مقياسا باعتبار أن الفريق الأخضر استطاع منذ بداية هذه المنافسة القارية العودة بنتائج إيجابية خارج القواعد، فهل يظل وفيا لهذه العادة وينجح مرة أخرى في تجاوز عقبة الفريق الغاني العتيد؟
الحصيلة ليست سيئة
شخصيا لا أعتبر نتائج الرجاء هذا الموسم بتلك الصورة السوداوية التي يصورها البعض، وذلك لعدة اعتبارات أهمها الظروف الصعبة التي عانى منها الفريق، وكذا محدودية التركيبة البشرية التي يصعب معها المنافسة على ثلاث واجهات، وفي نظري يبقى التتويج بلقب كأس العرش والتأهل لدور المجموعات لكأس الكاف والمنافسة على لقب البطولة لحدود الدورات الأخيرة إنجاز مهم لهذه المجموعة، صحيح أن الرجاء فريق كبير ومفروض أن ينافس على كل الواجهات، لكن ذلك يتطلب توفير شروط النجاح، وأهمها ظروف العمل والتركيبة البشرية، وأظن بأن ضغط المباريات في الدورات الأخيرة كان له تأثير سلبي على نتائج الفريق، وكان لا بد من التركيز أكثر على الواجهة القارية ما مكن الفريق من بلوغ دور المجموعات، وبقليل من الحظ كان بإمكان الفريق الأخضر تحقيق الفوز على فيتا كلوب في الجولة الأولى، لكن في مثل هذه الظروف تبقى نقطة أفضل من لا شيء، في انتظار التدارك في الجولات القادمة.
فرصة جديدة
منذ دخوله غمار المنافسات الإفريقية خاض النسور خمس مباريات ثلاث منها داخل القواعد حققوا فيها تعادلين وفوز، كما حصلوا على العلامة الكاملة خارج الميدان في مباراتين، وهي حصيلة إيجابية باعتبار أن النسور عرفوا كيف يديرون مبارياتهم خاصة في الأدغال الإفريقية، خاصة حينما يتعلق الأمر بمباريات حاسمة.
والأهم أن سجل الفريق الأخضر ما زال خاليا من الهزائم، ما يحسب للاعبين وكذا الطاقم التقني، فليس من السهل تحقيق مثل هذه النتائج في هذه التجربة الجديدة على المستوى القاري، حيث غاب عنها النسور طيلة السنوات الأخيرة، وعادوا لاكتشافها مجددا، وبدون أي مركب نقص توفقوا في اجتياز العقبة الأولى، وإن كانوا قد اكتفوا بالتعادل في أول مواجهة لهم لفيتا كلوب الكونغولي فلا زالت لديهم فرص لتدارك النقط الضائعة في المباريات القادمة، حيث تبقى كل النتائج واردة مستقبلا.
الضغط سيكون على الخصم 
خرج أدوانا ستارز الغاني من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، ويسعى لتعويض ذلك على مستوى كأس الكاف، لكن بدايته لم تكن موفقة بعد أن مني بالهزيمة في الجولة الأولى خارج قواعده بهدف نظيف بميدان أسيك ميموزا ما جعله يتذيل ترتيب هذه المجموعة.وهذا ما سيزيد من حجم الضغط على هذه المجموعة التي ستسعى جاهدة لتعويض هذه الخسارة والعودة في قلب المنافسة، وسيحاول أدوانا ستارز الإنتصار لكبريائه وتأكيد قوة الكرة الغانية على المستوى القاري، هذه الحسابات ستزيد من صعوبة المهمة التي تنتظر الفريق الأخضر، ما يفرض على اللاعبين والطاقم التقني الإعداد الجيد لهذه المباراة باعتبار تمرس الخصم بالمنافسات الإفريقية.
تركيز على الواجهة القارية
لم يعد من خيار أمام المجموعة الرجاوية حاليا سوى تركيز كل جهودها على هذه المنافسة القارية بعد فقدان الحظوظ في الظفر بأحد المقعدين المؤهلين لعصبة الأبطال في النسخة القادمة، التعادل ضد فيتا كلوب داخل الميدان لا يجب أن يحد من معنويات اللاعبين، فهناك خمس جولات أخرى، و15 نقطة بالكامل يمكن مناقشتها، وكما استطاع النسور التفوق سابقا على نواديبو الموريتاني وزاناكو الزامبي خارج القواعد بإمكانهم تكرار نفس الإنجاز أمام خصم من حجم أدوانا ستارز، والعودة بثلاث نقط ثمينة أو على الأقل نقطة التعادل.
البحث عن نقطة على الأقل
أدوانا ستارز هو المطالب بصناعة اللعب والبحث عن نقط الفوز بحكم استقباله بميدانه وأمام جماهيره وأيضا بحكم النتيجة السلبية التي حصل عليها في الجولة الأولى بهزيمته أمام أسيك ميموزا، وبعد النتائج المحصل عليها في تلك الجولة كل المعطيات تشير لتقارب مستوى الأندية الأربعة التي تشكل هذه المجموعة، وبالتالي فإن بعض الجزئيات هي التي ستحسم المباريات، ما يتطلب التعامل معها بذكاء، وذلك بتقليص هامش الأخطاء والتعامل مع المباريات بكل الجدية اللازمة ومثل هذه المباريات خارج القواعد تتطلب التعاون بين اللاعبين وإغلاق المساحات، مع الإعتماد على السرعة في تنفيذ العمليات الهجومية دون السقوط في فخ التسرع، وبالتالي استغلال أنصاف الفرص لأنها مفتاح الفوز وبعثرة أوراق الخصم الذي سيراهن على الفوز لا محالة.
وكما فعلها النسور في مناسبات سابقة بإمكانهم مرة أخرى تكرار ذات الإنجاز بعزيمة الرجال وتحدي الشجعان.
البرنامج
الأربعاء 16 ماي 2018
بغانا: ملعب أغييمان بادو: س13: أدوانا ستار ـ الرجاء البيضاوي