مباشرة بعد مواجهته لفريق السلام زغرتا اللبناني برسم الكأس العربية للأندية الأبطال، غادر الرجاء البيضاوي يوم أمس الأحد العاصمة الإقتصادية في اتجاه نيجيريا، في رحلة شاقة ستقوده لملاقاة فريق إنيمبا العتيد، برسم ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، هي مباراة تختلف عن باقي المباريات الإفريقية السابقة باعتبارها مفتاح التأهل للمباراة النهائية، والصعود للبوديوم بعد غياب طويل، كل أمال الجماهير المغربية باتت معلقة على الرجاء الممثل الوحيد للكرة الوطنية في المسابقات الإفريقية.
فرصة للصعود للبوديوم
الوصول لهذه المحطة يعتبر إنجازا مهما للنسور بالنظر للعديد من الإكراهات التي صادفت المجموعة خاصة مع بداية انطلاق المنافسة، لكن مع توالي المباريات تطور أداء الفريق بشكل تدريجي، ما مكنه من تحقيق نتائج جيدة استطاع بفضلها احتلال صدارة مجموعته التي ضمت أندية قوية من حجم فيتا كلوب الكونغولي، وأسيك ميموزا، وحاليا بعد الوصول لهذه المرحلة لم يعد مسموحا بالتراخي أو التراجع للوراء، بل يجب استغلال أمثل لهذه الفرصة الثمينة بالعودة بنتيجة إيجابية من مدينة بورت هارتكوت، يمكنها أن تشكل خطوة مهمة تساعد على تجاوز هذه المرحلة والصعود للمباراة النهائية.
إستثمار التجربة الإفريقية
الفريق الأخضر ليس لديه ما يخسره في هذه المواجهة القوية والصعبة، بعد أن وصل لهذه المرحلة، لكن الأكيد أن الحظوظ باتت متساوية، والوصول لهذه المحطة جاء باستحقاق، وبعد مجهود وعناء كبير، فليس من السهل التنقل لمدة موسم كامل عبر الأدغال الإفريقية، ومن دون شك فإن أغلب العناصر الرجاوية قد اكتسبت تجربة مهمة في هذه المنافسة القارية، احتكت بمختلف المدارس وأصبحت حاليا أكثر تمرسا بدليل تحقيقها لنتائج إيجابية من خارج القواعد، فباستثناء الهزيمة بميدان فيتا كلوب، فإن الفريق الأخضر بقيادة مدربه غاريدو عرف كيف يتعامل مع المباريات التي خاضها في مختلف البلدان الإفريقية وآخرها الفوز بميدان.
مباراة بطابع الثأر
المباراة تحمل في طياتها طابع الثأر خاصة بالنسبة للرجاء البيضاوي الذي سبق له أن سقط أمام ذات الفريق سنة 2011 في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية برسم دور المجموعات، حيث تعرض النسور للهزيمة بهدفين نظيفين في ملعب إنيمبا ستاديوم بمدينة أبا، في حين انتهت مباراة الإياب بالتعادل السلبي بمركب محمد الخامس وخرج الفريق الأخضر حينها من دور المجموعات، و كان هذا الإقصاء من بين الأسباب التي عجلت برحيل مكتب الرئيس عبد السلام حنات بعد عبارة «باسطا» الشهيرة في وجه الحكماء، وبعد سبع سنوات يتجدد العهد مع هذه القمة برسم نصف نهائي كأس الكونفدرالية، ما يمثل فرصة مواتية للنسور للثأر من الفريق النيجيري.
نتائج الخصم لا تثير المخاوف
يحظى فريق إنيمبا بسمعة طيبة على المستوى القاري بحكم تتويجه بلقب عصبة الأبطال في مناسبتين متتاليتين، وكذا بلقب كأس الكونفدرالية، وفي النسخة الحالية استطاع الوصول للمربع الذهبي، ولكن باستثناء فوزه العريض و القوي في إياب دور الربع على حساب رايون سبور الرواندي بحصة (5ــ1)، فإن باقي النتائج التي حققها في دور المجموعات كانت عادية ولا تثير الكثير من المخاوف، حيث خسر أمام أندية متوسطة على غرار كارا برازافيل بحصة (3ــ0)، كما تعرض للهزيمة بميدان ويليامس فيل الإيفواري بثنائية نظيفة، وبالنظر لهذه النتائج فإنه يبدو خصما في متناول فريق الرجاء، وإن كان قد احتل صدارة مجموعته برصيد 12 نقطة جمعها من أربع انتصارات وهزيمتين، سجل فيها خط هجومه خمسة أهداف، وقبلت شباكه نفس العدد، في حين تجاوز في عقبة الربع نادي رايون سبور الرواندي.
أستغلال مباراة الذهاب
المواجهة ستكون من شوطين، وتبقى مباراة الذهاب من الأهمية بمكان، حيث الضرورة تفرض استغلالها بشكل جيد وتفادي تكرار نفس الخطأ الذي سقط فيه الوداد البيضاوي أمام سطيف،  نهضة بركان أمام فيتا كلوب، حيث دفعا غاليا ثمن الهزيمة في الذهاب بالإقصاء من المنافستين القاريتين، وهذا ما يفرض على الرجاء عدم تضييع هذه الفرصة الثمينة من خلال التعامل بذكاء مع مباراة الذهاب، فحتما سيبحث فريق إنيمبا عن الفوز بميدانه ما سيدفعه للمجازفة لتسجيل الأهداف، وفي هذه الحالة ستكون معركة الوسط حاسمة، ومن سيفوز بالنزالات الثنائية ويتحكم في الوسط هو من سيفوز بهذه القمة، والرجاء يتوفر على كل المؤهلات التي تمكنه من حسم النزال لصالحه بوجود مهاجمين يتميزون بالسرعة والقدرة على التسجيل من كل المواقع، شريطة حضور الفعالية، وتفادي الأنانية واللعب الفردي، ووضع مصلحة الرجاء فوق كل اعتبار، وكذا تجاوز الأخطاء الدفاعية القاتلة.
المهمة بحاجة لكوموندو
مثل هذه المباريات الحاسمة والفاصلة، وبغض النظر عن الأداء الفني والخطط التكتيكية للمدرب، فإنها تحتاج أكثر لرجال داخل رقعة الميدان،و للقتالية والتعاون بين كل اللاعبين، فأول خطوط الدفاع هي خط الهجوم، والمهمة التي تنتظر الرجاء تحتاج لكوموندو منسجم بإمكانه التعامل بشكل جيد مع كل الطوارئ بكل حزم، فلا مجال للتراخي في أية لحظة لأن ذلك سيكلف الإقصاء، خاصة أن مباريات المربع الذهبي ستحسم فيها جزئيات و أخطاء بسيطة،و المطلوب من النسور تفادي ارتكاب الأخطاء، واستغلال تلك التي سيسقط فيها الخصم، ومن جانبه قام المكتب المسير بتوفير كل الظروف الملائمة للاعبين في هذه الرحلة، وتبقى الكرة بين أيدي النسور وطاقمهم التقني بقيادة غاريدو لاستثمار هذه المجهودات على نحو جيد،و العودة بنتيجة إيجابية من نيجيريا يضعون بها الرجل الأولى في المباراة النهائية كبداية لتحقيق الحلم الإفريقي.
البرنامج
ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية
الأربعاء 3 أكتوبر 2018
نيجيريا: ملعب سبورت ستاديوم: س14: إينيمبا النيجيري ـ الرجاء البيضاوي