بالتأكيد ظل محسن ياجور يعض على أنامله من الغيظ وهو يشاهد فريقه الرجاء مهزوزا ومخنوقا ومتعبا إلى حد اليأس بعدما استبد العياء بزملائه خلال الشوط الثاني من مباراة إياب نهائي كأس الكاف أمام فيتا كلوب.. وبعدما استرد الكونغوليون الكثير من مساحات الثقة وقرروا أن يعصفوا بحظوظ بالرجاء وبتقدمه في النتيجة ليحولوا حلم النسور إلى سراب.

وبالتأكيد ظل ياجور يلعن اليوم الذي فكر فيه أن يتهور أمام لاعبي فيتا كلوب – مهما كانت استفزازاتهم – بعد نهاية مباراة الذهاب بالدار البيضاء ليتدخل الحكم ويشهر في وجهه البطاقة الحمراء، ومن ثمة يعاقب بالتوقيف لمباراتين.

المدرب غاريدو لو كان يملك من الأمر ما يستطيع أن يعاقب به ياجور، أكثر مما هو معاقب به حاليا من طرف "الكاف"، لفعل.. لا لشيء، سوى لأن غياب ياجور وتوقيفه المجاني كان السبب في الورطة الكبيرة التي وجد الرجاويون أنفسهم أمامها خلال الشوط الثاني من مباراة كينشاسا.. وأيضا السبب في ضيق يد غاريدو وقلة حيلته وهو يرى بأم أعينه لاعبي الرجاء "يتبهدلون" دون أن يستطيع فعل أي شيء.

لو كان ياجور أساسيا في تشكيلة الرداء بكينشاسا، أو حتى احتياطيا، لكان أقوى سند لزملائه بخبرته وتمرسه ونضجه، وأيضا بقدرته الكبيرة على خلق أكبر المتاعب لأقوى الدفاعات.

لو أن ياجور كان حاضرا، كلاعب، في مباراة الإياب أمام فيتا كلوب لتغير وضع المباراة كثيرا، وربما لتغيرت النتيجة أيضا.. فالثقل الهجومي الذي يستطيع أن يشكله ياجور كان سيضع بالتأكيد حدا كبيرا لسطوة الكونغوليين على مجريات المباراة خلال الشوط الثاني.

صحيح أن نتيجة التتويج أنست الرجاويين والمدرب وياجور كل لحظات العسر، وكل المعاناة التي عاشوها، واستطاعت الأفراح أن تداوي سريعا كل ألم  المخاضات.. لكن على ياجور وعلى كل لاعبينا أن يتعلموا الدرس جيدا.. وأن يدركوا أن التحكم في الأعصاب لحظة الغضب حكمة لا يدرك أهميتها سوى العقلاء.. وأيضا أن يدركوا أن الندم بعد التهور لن يفيد في الشيء لأن لا أحد منا يستطيع أن يعيد الزمن إلى الوراء لإصلاح ما يمكن إصلاحه.