11 هدفا في 3 مباريات ولاعبون في قفص الإتهام
3 مدربين في 4 أشهر ووافدون يدمنون العطالة

ان يخسر الرجاء فليست تلك المشكلة، لكن الطريقة التي يخسر بها الفريق الحامل لصفة العالمي هي المشكلة، وأن يتلقى الفريق هدف أو هدفين فذلك أمر عاد، لكن أن يصل الأمر لخماسية فتلك حكاية غريبة وغير مألوفة.
بأكادير التي ظلت تصنع أفراح الرجاء كان السقوط في المحظور هذه المرة وتأكد جليا أن الحسنية باتت مرعبة للنسور خلال المواسم الأخيرة والفريق الذي يكشف كل مرة عورات الرجاء.
ماذا يحدث فعلا ببيت العالمي؟وأي أزمة تلك التي يتخبط فيها؟
العالمي يتهاوى
بعد أن أنهى الموسم وصيفا و عبر عن عدم رضاه أن يكون ثانيا بإقالة التونسي البنزرتي، بادر الرجاء للتعاقد سريعا مع بنشيخة على الرغم من كون الجميع كان موقفنا على أن المدرب الجزائري كان مطلبا حيويا للنسور وعلى أن التعاقد تم التهييء له على نار هادئة منتصف الموسم وليس نهايته.
معسكر بإسبانيا وجولة بدت سياحية أكثر منها رياضية، ودخول مبكر للفريق أجواء التحضير قبل بقية المنافسين، والغاية بطبيعة الحال أن يكسب الرجاء سبقا على البقية يكون معينا له على تحقيق الأهداف المسطرة ومنها الظفر بلقبي البطولة والكأس والذهاب بعيدا في عصبة أبطال إفريقيا.
فضائح معسكر إسبانيا التي يعرفها الجميع، والخروج السافر عن النص لبعض لاعبيه والتخبط الذي كان عليه المعسكر هو ما يصطلح عليه بالخروج المائل من الخيمة والذي تكون نهايته وخامته بالصورة التي نشاهدها اليوم، حيث الفريق بلا هوية وبلا روح ويبدو وكأنه بلا قائد لسفينته التي تتلاطمها الأمواج في عرض الساحل.
العالمي يتهاوى والنتائج والمشاكل الداخلية الكبيرة التي يتخبط فيها تعكس هذا وتعكس واقعا مرا قابلا للإنفجار والتطور والكشف عن المزيد من المفاجآت التي لا ترضي أنصاره.
مدربون يعرضون بالصولد
الرجاء الذي ظل يستقبل المدربين أيما استقبال ويخصهم بالدفء اللازم والكافي، لم يعد يصبر على مدربيه والمثير أن المدربين المقالين ودعوا كلهم والرجاء يحتل الصف الثاني وليس الأخير كما تقضي أعراف النخلي عن مدرب ما.
رحل فتخر بعد لقاء الجديدة و الرجاء ثانيا خلف المغرب التطواني يومها ومقبل على مونديال أندية بالصدر والأحضان، ورحل البنزرتي و الرجاء حل ثانيا خلف القرش المسفيوي ورحل بنشيخة والرجاء ثانيا أيضا خلف الكوكب.
وبين كل هؤلاء رحل الطير مرافق كل هؤلاء المدربين بعد أن تم مسح كل الآثام بظهره وهو أيضا له قسط من المسؤولية في وضع الفريق.
لو حسبنا ما بين فترة الصيف المنصرمة والوقت الحالي لخلصنا إلى أن الرجاء دربها أربعة مدربين في ظرف أربعة أشهر باحتساب الطير بطبيعة الحال، وبالتعاقد مع 3 مدربين أجانب (تونسي وجزائري وبرتغالي) الشيء الذي يتحدث عن إسهال حاد ومقاربة غير طبيعية ولا سوية يعرفها الفريق، الأسير لنزوات قرارات متسرعة.
الجانب التقني الغريب و التدبير الكارثي لهذه المسألة واحد من الأمور التي تعكس قوة الإعصار الذي ضرب بيت الرجاء و هو الإعصار الذي دمر تقاليد الفريق قبل أن يدمر شيئا آخر، لأن تقاليد الرجاء كانت مخالفة للصولد الحالي.
دفاع بلا تعرفة جمركية
عرف عن النسور الخضر أنهم من عشاق الفرجة وكونهم هو الفريق الأكثر تجسيدا لـ (تيكي - تاكا) الأداء بالبطولة الإحترافية، وأنهم غير معصومون من الهزيمة كسائر الفرق الأخرى التي تحتكم لمعادلات الفوز والتعادل والخسارة في منطق الكرة.
لكن أن يخسر الرجاء بحصص هلامية فيفتح دفاعاته على مصراعي هجوم الطرف المنافس بلا مقاومة وبلا ردة فعل فهذا هو غير المألوف ولا المعتاد داخل فريق يضم دوليين كثر.
خسر الرجاء من الجيش في الكأس بثلاثية وكان هو السباق للمناورة والتسجيل كل مرة، وخسر بثلاثية نظيفة من الدفاع الجديدي في البطولة الإحترافية، وتم ربط الخسارة بالإنكسار النفسي بعد توديع الكأس، لتأتي الخسارة الكارثية التي أصبح يطلق عليها وصف الفضيحة من الحسنية بأكادير ليعري عن الكثير من الإختلالات داخل الفريق وعلى أنه تمت أشياء ليست على ما رام.
في فترة من الفترات تحدث البعض عن مؤامرات تطبخ للإطاحة بالمدربين، واليوم من يقود الرجاء هو مدربها المفضل روماو ولا تبدو نظرية المؤامرة ورادة، ما يبدو مقنعا هو أن لاعبي الرجاء شعروا بحالة الشبعة والتخمة لأسباب يعرفها الجميع بعد مونديال الأندية وكان خطأ كبير الإحتفاظ بهم داخل الفريق.
تعاقدات لمصلحة من؟
كان الرجاء البيضاوي هو صانع الحدث خلال الميركاتو الصيفي كعادته من خلال إقدامه على تعاقدات قوية ومن خلال استحواذه على أجود لاعبي البطولة، وظن الكثرون ممن واكبوا هذا المعطى أن الرجاء في طريفهع لبناء فريق آحلام قادر على ابتلاع باقي المنافسين وقادر على ضرب سرب من الحمام بحجر واحد (ربح غلة الأجود من اللاعبين وقطع الطريق على كبار منافسيه بالتعاقج معهم وإضعافهم).
ما حدث هو أن عددا كبيرا من الوافدين لا يظهرون حاليا وهو الذي صرف لأجلهم الكثير (إيسن والكناوي والوادي وحتى شاكو)، وفي النهاية حين يضم فريقا لاعبين من هذا النوع ولا يقوم بإدماجهم فكأنما يقوم بجمع عدد من الحيات في جحر واحد وكمن يضع البارود في برميل ويبرمجه على انفجار وشيك.
العارفون بكواليس وخبايا التعاقدات جزما أن كثيرا منها أضر بالفريق ولم يفده في شيء باستحضار عدد الذين تم فسخ عقودهم بالتراضي وآخرهم زمامة أو حتى الذين نصبوا على الفريق ومن بينهم المصري عمرو زكي، لذلك ما يعيشه الرجاء اليوم، تتحمل فيه التعاقدات التي تمت قسطا وافرا من المسؤولية، حيث خالف الوافدون الجدد التطلعات وبدا أن هناك من يحلاك البوصلة عكس مصالح الرجاء.

منعم بلمقدم

---------------------------------------------
لكناوي + الوادي= 800 مليون في الثلاجة
هذا هو واقع هذين الإنتدابين بعدما جرى التهليل لضمهما خلال فترة الإنتقالات الصيفية وبعدما وصفت الصفقتان معا بكونهما ضربة معلم.
لا الوادي لعب لمباريات كثيرة وبرر 300 مليون سنتيم التي دفعت لأجله ولا الكناوي تحول لمتولي جديد وقدم ما يبرر التهافت عليه صيفا وشتاء وتقديم 400 مليون لسلا من أجل التوقيع له.
في النهاية اللاعبان لا يظهران وتحولا لمدمنين على دكة البدلاء مع كل المدربين الذين مروا من بنك احتياط الفريق، وهو ما يفسر أن شيئا ما ليس على ما يرام داخل الفريق.
فهل تحولت الرجاء فعلا لفريق يقطع الطريق على باقي الأندية بضم أجود اللاعبين لوضعهم في الثلاجة؟ وهل يعتبر هذا قرار سليم وحكيم ما دام الفريق ينفق لأجل كل هؤلاء مبالغ طائلة لا توازيها إبداعاتهم فوق المستطيل الأخضر؟

يحي كيبي المقلب الذي شربه النسور
لم يقدم الحصان البوركينابي مستويات كبيرة واكتفى بثلاثية وقعها في مرمى الرشاد البرنوصي في الكأس وبعدها تحول لمهاجم عادي جدا لا يقلق راحة بال خصومه.
يحيى كيبي ربح مكانه على حساب مهاجم كاميروني تم إخضاعه للتجربة وفي نهاية المطاف  الكونغولي ليس مويتيس يقدم مستويات أفضل منه وتم انتدابه بمبلغ مالي أقل بكثير من 200 مليون سنتيم التي يتقاضها كيبي عن كل موسم.
العارفون بخبايا التعاقدات يؤكدون حقيقة المقلب الكبير الذي تجرعه الرجاء على عهد بن شيخة بالتعاقد مع كيبي الذي لا يحمل مواصفات الهداف الكبير وهو ما دفع الخريطيات القطري للتخلي عنه.

جماهير الرجاء تطالب ببيع بنلمعلم
في حضور «المنتخب» أقسم اللاعب بأغلظ الإيمان أن لا يستمر ليوم واحد رفقة النسور الخضر، حدث هذا بمركز تداريب الفريق بعدما تهجم مناصرو النسور على اللاعب عقب لقاء كلاسيكو الكأس الذي أطاح بالنسور.
عاد الهدوء بعدها للأجواء غير أن الرجاء خسر بالثلاثة من الجديدة ولتكون خماسية الحسنية القشة التي قسمت ظهر البعير والمباراة التي جعلت فئة عريضة من مناصري النسور الخضر يطالبون ليس بتهميش بنلمعلم بل بتركه يرحل.
ليس بنلمعلم وحده المسؤول عن الكوارث الدفاعية التي حلت بالفريق، قد يكون جزء من المسؤولية وقد يكون طرفا فيها، لكن جعله كبش فداء الكوارث الحالية أمر مبالغ فيه.

هل تصدق؟
العالمي عاجز عن اختيار عميد للمجموعة؟
هذه هي الحقيقة المرلمة لفريق يحمل صفة العالمي، الرجاء الذي ظل يفرخ المواهب وينتج اللاعبين العمالقة الواحد تلو الآخر والفريق الذي كان المدربون يحتارون بداخله بخصوص من سيمنحون شارة العميد، هذه المرة عاجز عن إيجاد قائد للمجموعة ولاعب يتولى شارة العمادة.
الحكاية بدأت بذهاب متولي أو بالأحرى احترافه بالبطولة القطرية، هنا تفجر إشكال كبير بخصوص من سيخلفه في الدور الذي كان يقوم به، ليقع الغختيار على اسماعيل بنلمعلم بسبب قوة شخصيته ولجرأته في المواقف التي يتطلبها التعامل مع حكام المباريات.
الوقائع أظهرت لاحقا أنه اختيار فيه الكثير من النقاش واختيار فيه مقال كثير، وليجري البحث منذ مباراة الكلاسيكو عن بديل.
تشاور المدرب روماو مع يويف روسي باعتباره عارفا جيدا بأدق التفاصيل، غير أن المفاجأة المذهلة كانت هي أنه في النهاية لا أحد يستحق حمل الشارة بالمواصفات والشروط المطلوبة.
أولحاج معروف ببرودة الدم وبكونه مسالم لا يصلح للحظات المتوترة، العسكري مرفوض لأنه وافد جديد وقادم من الجيش الملكي والهاشيمي عمر رسميته داخل الرجاء لا يتعدى سنتين، وكوكو مستواه في تراجع ولتستقر الشارة في النهاية عند ابن وادي زم السليماني بعدما رفض الأنصار أن ينالها اللاعب سعيد فتاح.
الشارة وحدها عكست حجم الخراب الذي أصاب العالمي، ذلك الخراب الذي يكشفه غياب لاعب قائد حقيقي بمواصفات عالية الجودة أداء وخاصة سلوكا.

متولي - الراقي وياجور كشفوا المستور
عجز الرجاء البيضاوي على الرغم من اكتساحه بالطول والعرض لسوق الإنتقالات الصيفية عن تعويض الأسماء الثلاثة وعجز بشكل كبير عن إيجاد بديل لكل هؤلاء، ولتكون الكوارث التي حلت به الموسم الحالي وإخفاقه في العبور لمحطة متقدمة في كأس العرش نتيجة لسوء تدبير بقاء كل هؤلاء وهم الذين شكلوا واجهة قوة ودرع أمان للنسور في الموسم المنصرم.
صحيح أن الراقي ومتولي حلقا صوب الخليج، حيث لم يكن هناك من بد لمقاومة إغراء العرضين اللذين تقدما بهما الإمارات الإماراتي والوكرة القطري، وياجور ناور ليجد له عقدا مريحا بالبطولة، لكن مسؤولي الفريق كان بإمكانهم تدبير بقاء الثلاثي بشكل أفضل، بحكم إقبال الفريق على المشاركة في عصبة أبطال إفريقيا النسخة القادمة.
رحيل كشف العيوب وعرى المستوى وهشاشة فريق كان صرحا فبدأ يتهاوى بالتدريج.

كروشي استثناء وسط العتمة
لا ينال جل لاعبي الرجاء التقدير الذي ظل يحفظه لهم الجمهور الأخضر خلال آخر موسمين، وحده لاعب حافظ على نفس الأداء والإنضباط وأظهر روح تنافسية عالية وهو عادل الكروشي وبنسبة أقل محمد أولحاج.
الكروشي يصدق عليه وصف اليد الواحدة لا تصفق، حيث حاول مرارا إنقاذ ما يمكن إنقاذه تارة بالتكفل بالحلول الهجومية والكرات الثابثة في الأوقات الصبة وتارة بالتحول لأدوار دفاعية قوية تتطلب منه الكثير من الصرامة التي ا يدعمها الحضور الباهت لباقي الرفاق واللاعبين.

بعد دحنان وبصير وفاخر الدور على البوصيري
بغض النظر عن المدربين الذين تمت التضحية بهم كل مرة وعند أول منعرج أو أزمة، وبجانب أسماء تم الزج بها لغيابات النسيان من بصير للناطق الرسمي، هذه المرة الدور حان على مستشار الرئيس رشيد البوصيري والذي انحنى أخيرا أمام العاصفة ليعلن استقالته وتأكيده للإنسحاب من دور لا يتطلب لا استقالة ولا غيرها، لأنه منصب شرفي وفخري محدث داخل الفريق لا غير.
منصب المستشار الذي فضل البوصيري أن يتركه ويترك معه الفريق، قد يكون واحدا من مسكنات الأزمة الحالية التي تضصرب الفريق وواحدا من الحلول الترقيعية لأزمة أعمق من أن تختصر في استقالة البوصيري.
وعلى الرغم من كل هذا الرجاء أكلت أبناءها تباعا خلال آخر المواسم ولعل مصير فاخر ودحنان وبصير وانتهاء بالبوصيري يعكس أنه تمت تدبير بحاجة لتدبير الأوراق داخل الرجاء؟
فهل تنتهي أزمة الرجاء عند حدود مبادرة المستشار البوصيري أم أن النيران ستلتهم وجها آخر هذه المرة؟