كما أشرنا لذلك في عدد سابق خرج إجتماع المكتب الجامعي المنعقد الأربعاء المنصرم عن المألوف، بعدما آثر رئيس الجامعة فوزي لقجع تحويله لـمحطة للعتاب أحيانا وإلقاء اللوم والتهديد بعبارات قاسية أحيانا بالإستقالة، نتيجة لعدم رضاه على بعض الأمور التي أثيرت مؤخرا.
إجتماع جاء ليضع نقطة نهاية في مسار ركود الجامعة وسباتها الشتوي الذي طال أكثر من اللازم وأعاد من خلالها لقجع التذكير بلازمته الشهيرة «المقاربة التشاركية في الفعل وتحمل المسؤولية».
في المتابعة التالية نعيد تشخيص الإجتماع وكيف ينظر رئيس الجامعة لـمستقبل كرة القدم المغربية وما هي انتظاراته من فريق عمله؟
السكوت الذي يسبق العاصفة
هكذا لخصت وقائع ما قبل الإجتماع وهي الفترة التي استغرقت أكثر من 3 أشهر ميزتها قطيعة كانت كافية لطرق جرس الإنذار بخصوص حالة الركود والتقاعس المرافقة لأداء المكتب الجامعي هذا، وغياب التواصل كما ظل ينشده رئيس الجامعة في كل خطاباته، وبين الوقائع الصارمة والمشتعلة التي رافقت بداية الإجتماع العاصف والذي دعا له لقجع نزولا عند حاجة المرحلة والفترة الحالية لاجتماع وتلاقي من هذا النوع، إجتماع أملته الظرفية وفرضته لتوضيح الكثير من الملابسات.
كان إذن ما حدث هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث بدا رئيس الجامعة محبطا لكثير من المقاربات التي تم إعمالها والتي لم تلب طموحاته ولا انتظاراته، ومحبطا أيضا لميزان أداء أعضاء، منهم من نام في العسل ومنهم من غلب الحسابات الشخصية والمصلحة الذاتية، وتناسى إزدواجية القبعة التي تتحدث عن صفة عضو جامعي قبل أن يكون مسؤولا ورئيسا لفريق يستميث في الدفاع عن مصالحه.
الرئيس مستاء من ترويجات سلبية
وبعد أن أحاط أعضاء المكتب الفدرالي بحيثيات الدعوة ومسببات الإجتماع والنقاط المدرجة ضمن جدول الأعمال، عبر السيد فوزي لقجع في مستهل مداخلته والتي حملت إفتتاحية إرتجالية غير ذات طابع رسمي، فاض صدر رئيس الجامعة بما يعكس حالة القلق والتوتر الذي رافقته مؤخرا، إذ أعرب عن إستيائه الشديد من بعض الترويجات السلبية التي تم تفريخها مؤخرا، ومست أساسا هياكل الجامعة ودورها وتسبب فيها أعضاء جامعيون محسوبون على فرق بعينها.
رئيس الجامعة أكد أن مثل هذه الإجتماعات ستكون بغاية الأهمية لقطع دابر الشائعات ومنح الجهاز مصداقية أكبر، وعلى أن التسريبات التي تحدث من هنا وهناك خدمة لمصالح ذاتية، بسبب عدم تجرد بعض الأعضاء من صفة رئيس الفريق الضيقة، قادت بالضرورة لحالة الإلتباس التي وقعت بالفعل وأساءت لأصحابها قبل أن تسيء للجامعة التي يمثلونها، دون أن ينفي لقجع عن كونه لا يعتد في الغالب بمثل هذه الترويجات لكونها لا تنبني على أسس صلبة ومثينة وهدفها التشويش والفتنة لا غير.
تحكيم نزيه أو الإستقالة
ولم يخف رئيس الجامعة وهو يقيم حصيلة الفترة السابقة مرورا بمحطات بارزة وبالأورواش التي أنجزت والتي كانت على قدر كبير من الأهمية، على أن أكبر هاجس سيطر على فكره وهو أيضا إنعكاس لـما رافق اهتمام المتداخلين بشأن كرة القدم الوطنية، مؤخرا هي الترويجات والتقارير السلبية التي تم حملها عن أداء التحكيم المغربي.
لقجع والمعروف بحدة مواقفه كلما لمس زيغانا عن السكة أو تغريدا خارج السرب، توعد بالـمحاسبة الصارمة أي مسؤول أو فريق كيفما كانت مرجعيته ولا قيمته إذا ما تأكد له أن له يدا طولى في التأثير على قرارات الحكام بالبطولة الإحترافية أو القسم الثاني، وكان له دور على مستوى تغيير مجرى الأحداث ومبدأ تكافؤ الفرص.
وبلغ انفعال رئيس الجامعة ليؤكد إستعداده لتقديم إستقالته والتنحي عن منصبه إذا ما تأكد بالملموس أن هناك إختراقا من الأطراف لجدار التحكيم، الذي توسم فيه النزاهة وفي الحكام خصال الشفافية والعدل، مدافعا عنهم ومسفها طروحات الكثير من مستهدفيهم، لا لسبب سوى لتغطية فشلهم داخل فرقهم.
بنية تحتية بمواصفات مزرية
وبعد الحديث عن واقع الـمنتخب الوطني والسجال الأخير الذي طرح بسبب غيابه عن (الكان) وكذا الحيثيات التي أصبح الجميع ملما بها واستهلكت بما فيه الكفاية، والمرتبطة برفض احتضان (الكان) للمقاربة الصحية الأمنية التي راعت مبدأ سلامة الأفراد (مواطنين وزوارا)، مر لقجع للحديث عن منتوج تشرف عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وهو منتوج البطولة الإحترافية الذي كان محط نقاش بحصوص الحصيلة والتقييم وملاحظات الأندية، على أن تكون العصبة الإحترافية هي الـمشرف على هذا الورش في السنة الـمقبلة بعد خروجها لحيز الوجود وهو الأمر الـمتروك لـمحمد بودريقة وخلية ترافقه في هذا الورش.
لقجع أسهب بحضور رئيس لجنة البنيات التحتية عبد المالك أبرون في هذه النقطة، وكشف عن بدء الإشتغال والعمل على إنشاء 55 ملعبا بمواصفات محترمة وبغطاء مالي فاق 45 مليار سنتيم، منوها بالتحرك في هذا السياق، وملقيا اللوم على ظروف الممارسة في ملاعب باتت تشكل خطرا ووصمة عار على الممارسة الوطنية مستدلا بملاعب (الفتح والـمسيرة بآسفي والفوسفاط بخريبكة وحتى ملاعب العشب الإصطناعي في كل من تطوان والقنيطرة).
ووصف لقجع إنارة بعض هذه الملاعب بالسيئة و غير المستجيبة لمعاير الجودة العالمية المعترف بها (تتوفر على جودة 600 لوكس بدل 1200).ووعد بتطويرها في المستقبل القريب.
كما مر للحديث عن مطالب الهواة وقال أنها موضوعية لكنه لا يملك عصا سحرية لإصلاح كل المنظومة والتدرج هو من سيصنع الفارق إذا ما رافقه الصبر اللازم.
لهجة صارمة ورفض للتغليط
وباستماعه لطرح كل من محمد بودريقة باعتباره العضو الذي خول مهمة الإشراف على تفاصيل تهييئة الظروف لإنبعاث العصبة الإحترافية في التاريخ المقرر لها خاصة بعد مباركة (الفيفا) للنقاط التي جرى تحيينها أو المسودة التي تم عرضها، تم الإتفاق على أن يكون شهر مارس القادم بداية لإرساء هياكل هذه العصبة ولو مع ما يرافق الإشتغال من بطء وتقطع في المراحل في فترات أخرى.
وأنصت لتدخل الزيتوني رئيس أولمبيك الدشيرة بوصفه ممثلا للهواة الذين انتفضوا مؤخرا، ووصغ مطالبهم بالموضوعية والمهمة جدا.
وتمت مناقشة نقطتين مرتبطتين بتأهيل (الـمدرب واللاعب) وكان المعنيان بهذا خليل بودراع مدرب الجيش الملكي الذي لا يتوفر على الرخصة (ألف) واستنفذ بطاقة الحضور مؤقتا في دكة بدلاء الجيش في 3 مباريات واللاعب الأرجنتيني غوسطافو بلانكو والذي قدم معطيات غير رسمية عن صفته الدولية، ليكون مؤهلا للعب للنادي القنيطري وهو ما لم يقنع الجامعة، التي تشترط أن يكون لاعبان من بين كل 4 لاعبين أجانب متعاقد معهم من طرف فريق من الفرق حاملين لصفة الدولية لرفع المستوى التقني داخل الفرق.
وليسدل الستار على اجتماع كشف متغيرات كثيرة على مستوى تموقع بعض الأعضاء وعلى حمل رئيس الجامعة لانطباع سيء بخصوص أداء بعضهم مما دفعه لمطالبة بعضهم برفع جودة العمل، دون المرور على اصطدامات قوية حدثت بين بعض الأعضاء (عدال وأبرون والبيضي والبوشحاتي) أظهرت أن التصدع المفضي للخلاف والإنشقاق بدأ يجد طريقه لبيت المكتب الجامعي.
  منعم بلمقدم

هذه أبرز خلاصات وقرارات الإجتماع
- تطوير قطاع التحكم والتركيز على التكوين بدرجة أولى وتوسيع قاعدة الحكام ورفع أدائهم لضمان ممارسة من دون مشاكل.
- إعادة تفعيل عمل لجنة الأخلاقيات وفق مقاربة جديدة عنوانها الصرامة هذه المرة في التعاطي مع كل الظواهر الشاذة.
- عرض مشاريع تهيية العشب الإصطناعي  في عدد كبير من الملاعب وإعادة تأهيل ملاعب بالعشب الطبيعي.
- تحديد شهر مارس كتاريخ  لإعلان هياكل العصبة الاحترافية.
- تحديد شهر أبريل لانتخاب هياكل باقي التمثيليات قصد إضافتها للمكتب المديري للجامعة وتهم (المجوعة الوطنية لقدامى اللاعبين المحترفين وهيأة الحكام و الكرة النسوية وكرة القدم داخل القاعة والكرة  الشاطئية وتشكيل المجوعة الوطنية لمدربي الفرق).
- الإتفاق على تحديد تاريخ عقد لقاء بين رؤساء العصب ورئيس الجامعة ومكونات كرة القدم في يوم  للتناظر.
- رفع مطالب الهواة الـمنتفضين.
- مواكبة عمل لجنة الـمنتخبات.

هل يستعيد لقجع لجنة المنتخبات؟
واحدة من اللجان الحيوية والهامة جدا، والتي باتت تفرض على ضوء الكثير من التطورات الأخيرة تدخلا وإشراف مباشرين من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دون تفويض الإختصاص لأحد من أعضائه.
وكان رئيس الجامعة قد باشر فور توليه منصب رئاسة الجهاز الإشراف على لجنة المنتخبات بشكل مباشر تجلى في كونه هو من فاوض المدربين المرشحين لقيادة الأسود وباقي المنتخبات الأخرى وهو من عين الزاكي وفاخر، قبل أن يتوارى ويترك المهمة لنور الدين البوشحاتي.
ولتكون التقارير الأخيرة والتحقيقات التي باشرها رئيس الجامعة فتحها بتنسيق مع أحد مستشاريه، بداية لاسترجاع هذه اللجنة لتكون تحت سلطته ووصايته الـمباشرة.

توضيح الواضحات بين لارغيت وحرمة الله
الموضوع طال أكثر من اللازم وأخذ أبعادا أكثر مما استحقها وكان له تأثير سلبي على الصورة والمشهد ككل، هذا تعبير رئيس الجامعة وهو يحاول طرد اللبس وتوضيح الأمور بين اختصاصي كل من حسن حرمة الله الذي انتدبه محمد بودريقة لهذا المنصب وناصر لارغيت أحد خيارات رئيس الجامعة.
لارغيت هو المدير التقني والمشرف على المنتخبات (لغاية الـمنتخب الأولـمبي) وحرمة الله معني بمديرية التكوين وهذا الفصل على مستوى الإختصاص يقول رئيس الجامعة تم تحريره وتدوينه في محضر رسمي حمل توقيع الطرفين معا، وانتهت الحكاية..

الـمنتخب المحلي ليس رهينة بيد الفرق
بعد السجال القوي الذي طرحه هذا الموضوع والبوليميك الذي أفضي في نهاية المطاف لكثير من التأويلات، همت الإيحاء والتلميح لفرق بعينها، كانت سببا في إلغاء معسكر المحليين ومباراتيه الوديتين اللتين كانتا مقررتين شهر يناير الحالي، أكد رئيس الجامعة أنه لن يسمح لأي مسؤول أو فريق بتطويع الأمور وفق ما يخدم مصالحه، وأضاف أن المنتخب المحلي وغيره من المنتخبات لن يكون رهينة بيد أي من الأندية كيفما وزنها وثقلها بالساحة الوطنية.
وفتح لقجع وفي منتهى السرية تحقيقا بعد تسريب معطيات عن إلغاء مباراتي المنتخب المحلي، وهو التحقيق الذي باشره أحد مستشاريه بعد تلقيه إخبارية من مقرب له يحمل صفة (محلل تقني ومدرب) أطلعه على أن رئيس فريق بالبطولة الإحترافية هو من عارض إقامة هذا المعسكر، حيث تم استفسار فاخر بخصوص هذه التسريبات.


أين اختفت لجنة أخلاقيات الوردي؟
توعد رئيس الجامعة بالضرب وبيد من حديد كل من سولت له نفسه الترويج لمغالطات الغاية منها الإساءة لمشهد الممارسة الكروية بالمغرب.
لقجع قال في معرض مداخلته أن رمي الناس بالباطل أمر سهل، وعلى أن الواقع بات يفرض إعادة تفعيل عمل لجنة الإخلاقيات وبطريقة فيها الكثير من الصرامة، كي لا يتيح المجال أمام انزلاقات وتمادي أكبر لبعض المسيرين والمدربين الذين ينتابهم إسهال التصريحات كلما خانتهم النتائج.
وجدير بالذكر أن لجنة الأخلاقيات ومنذ اكتفت بمعاقبة المدربين، برئاسة الأستاذ الوردي عادت لتتوارى وتختفي بعد أن اعتقد الكثيرون أنها ستواصل النزول بـمطرقة عقابها على رأس باقي المغردين خارج السرب؟


هاتوا برهانكم وإلا اصمتوا؟
«سهل جدا أن يخرج مسؤول كيفما كان نوعه وبعبارات ركيكة وبجمل غير مركبة ليسيء للناس ويتهمهم بالباطل.. لن أسمح بهذا بعد اليوم واللي عندو شي دليل يجيبوا ولا يسد فمو..»، هكذا تحدث لقجع وهي رسالة غير مشفرة أصحابها معروفون والـمفارقة أن منهم من ينتمي لمكتبه الجامعي.
لقجع طالب بالبرهان والدليل عند كل اتهام وإلا سيدفع المتهورون الفاتورة باهظا.