الغريمان بمبدإ الكيف قبل الكم والفتح شرب من كأس الهم
ثورة في خنيفرة والخميسات والعساكر ندموا على ما فات

إنتهى الميركاطو الشتوي بنفس الطريقة التي بدأ بها، ولم تحدث المفاجأة العملاقة التي ظل البعض يترقبها بخصوص ضم فريق للاعب مميز في الساعات الأخيرة التي سبقت التمديد الذي أقرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
تفاوت على مستوى التحرك والموارد المالية المتباينة للفرق تحكمت في دينامية الإنطلاق صوب ضم لاعبين و تسريح آخرين.
الرجاء والوداد ضما لاعبين دوليين بزاد خيرة إفريقي، والوافدان هذا الموسم على قسم الكبار (شباب خنيفرة واتحاد الخميسات) صنعا الحدث بحركة انتقالات كبيرة منتصف الموسم قد يكون لها ما لها.
العساكر خضعوا للأمر الواقع وهم يكتفون بتوقيع لاعب واحد وهو قرناص لرفض لاعبين التسوية الودية للمغادرة الطوعية ولغلق القائمة منذ فترة.
والفتح شرب من كاس الهم بعد تخلف لاعبين محوريين عن صفوفه (بادة والباسل) تحت طائل الجراحة دون أن يقو على تعويضها بعدما انتهت الفترة المخصصة للتوقيعات وضم لاعبين جدد.
في الرصد التالي نعرض للحركة الخاصة بالتعاقدات كاملة ونستعرض أهم عناوينها.
الفتح الرباطي ضحية الميركاطو
تلقى الفتح الرباطي ومدربه الركراكي ضربة موجعة لسببين: الأول مرتبط بالكسر البليغ الذي تعرض له اللاعب المهدي الباسل والذي استوجب غيابه لغاية نهاية الموسم الحالي، والثاني كان هو الكسر الذي نال من حارسه الأول عصام بادة في مباراة خنيفرة الودية والذي تطلب خضوعه للجراحة، وسيكون عليه انتظار بداية الموسم القادم لتدشين ظهوره من جديد.
المثير والخبر الأسوأ من كل هذا أن وليد كان قد قرر عدم التعاقد مع أي من اللاعبين خلال الفترة الحالية، وهو ما فرض عليه ضم الحارس الشاب الشلف للقائمة ويبلغ من العمر 18 سنة ليكون حاضرا بجانب علاء المسكيني، في وقت منح الفرصة للاعب الداودي لتعويض الباسل.
الجيش الملكي أدى الفاتورة
في واحدة من الظواهر المثيرة وغير المألوفة على مستوى تعاقدات الفريق العسكري، عجز الأخير عن ضم أي من اللاعبين لصفوفه باستثناء التعاقد مع المهدي قرناص القادم من النرويج وبالضبط من أليسوند النرويجي.
العساكر أدوا فاتورة رفض 7 لاعبين فسخ عقودهم وهم (الزنيتي – بنجلون- إجروتن - بيات - الزكرومي - الصهاجي - الغرباوي).
وليكون الفريق العسكري في نهاية المطاف أمام واقع كون لائحته مكتملة العدد بتواجد 28 لاعبا وهو ما جعله يكتفي بمراقبة الميركاطو عن بعد.
الوداد الرجاء الكيف قبل الكم 
خلافا للتهافت الذي ظل يقبلان عليه ولاستعراض العضلات في السوق كل مرة وفي كل مناسبة، الوداد والرجاء اكتفيا هذه المرة بتعاقدات على مقاس أكثر من خاص.
الرجاء ضم لاعبين من إفريقيا وهما (أوزاغونا وباكايوكو) واستغنى عن مويتيس والوداد تعاقد مع حسني من الحسيمة والمالي ديارا.
خطوة أكدت أن الفريقين استفادا و بشكل كبير من دروس الميركاطو الصيفي ومن صفقات كان أغلبها فاشلا وانتهت بفسخ ودي للعقود بعد أداء قيمة الشرط الجزائي أو التوصل لصيغة ودية لإنهاء العلاقة مع اللاعب غير المرغوب فيه.
الصاعدان في الهم والشك سواء
وكأنهما عبرا عن عدم ثقتهما في الكومندو الذي اعتمداه خلال بداية الموسم، والذي كان من نتائجه احتلالهما لمراتب متأخرة وبالتالي راودها هاجس الهبوط من جديد.
ما يفسر هذا هو إقدام الوافدين هذا الموسم على قسم الصفوة (اتحاد الخميسات وشباب خنيفرة) على ضم 12 لاعبا لكل طرف.
الفريقان حطما كل الأرقام ونجحا في ضم عدد كبير من اللاعبين لصفوفهم وهو ما يترجم شيئين لا ثالث لهما (الأول مرتبط بسوء تدبير بداية الموسم والثاني حالة الشك القاتل والرغبة في الإستنجاد بلاعبي الخبرة للبصم على إياب أفضل).
وفي نهاية المطاف ضم 12 لاعبا منتصف الموسم يعكس شيئا واحدا وهو التخبط بأقوى ظهور له.
علامة رائعة للسكتيوي والحسنية
يستحق حسنية أكادير أن تسلط عليه الأضواء هذا الموسم كفريق ظاهرة لنتائجه الباهرة ولمستواه الكبير ولسخائه الهجومي.
وبجانب كل هذا الطريقة التي دبر من خلالها السكتيوي الموسم والميركاطو الشتوي الحالي بالسماح للاعبه زومانا بالإنتقال لتجربة إعارة بالبطولة الليبية وضم 12 لاعبا من فريق الأمل للقائمة النهائية وهم (الحارس مروان الملاتي وفي الدفاع عبد الكريم بوزلماض، مصطفى الشاكوري وسفيان ظهير ولحسن بايا، وفي الوسط يونس الخافي وسعيد مورسلي، وفي الهجوم أيوب زهير وبدر الدين أدوا ووليد الزايدي).
الحسنية التي وقعت على أفضل صفقة ممكنة بالصيف وهي تضم الموهوب اسماعيل الحداد سارت على نفس النهج شتاء واكتفت بترشيد حكيم لمواردها وربح فريق للمستقبل، كما فعلها السكتيوي ذات يوم، وهو يسلم المشعل لفاخر ليتوج بلقبين بعدما خلف وراءه تركة رائعة من لاعبين مميزين.
كأس الكاف تحكم في ميركاطو فارس البرتقال
بدا نهضة بركان وكأنه منقاذ لضغط مسابقة إسمها كأس الكاف والتي سيخوض غمار تجربتها للمرة الأولى في تاريخه بعد أقل من شهر من الآن.
الحاجة للاعبي الخبرة وللاعبين مجربين ولهم دراية بالأدغال كان سببا في أقدام فارس البرتقال على التعاقد مع 3 لاعبين أفارقة وكلهم يشغلون أدوارا هجومية (لوانغولاما من الكونغو ولاعب الدفاع الجديدي السابق، عبد القادر فال لاعب الماص والعربي الكويتي سابقا والسينغالي سومو مورو).
وتخلى نهضة بركان عن اللاعب المالي عمر كوناطي ليمضي تجربة إعارة بالبطولة الليبية، على أنه عجز عن التعاقد مع حارس مجرب ليرافق لمرابط بالرحلة الإفريقية، واكتفى بضم أيوب لكرد من وفاق بوزنيقة من الهواة.
مويتيس وغوسطافو شوكتان بالحلق
هما كذلك بالنسبة للوداد والرجاء على التوالي، حيث استحال على الوداد تأهيل اللاعب الكونغولي فابريس أونداما والسبب هو رفض الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الترخيص للكاك بالتعاقد على سبيل الإعارة مع اللاعب الأرجنتيني كوسطافو بلانكو لعدم حيازته البطاقة والصفة الدولية.
وبالتالي عاد كوسطافو للوداد وهو ما يعني حسما نهائيا بخصوص تأهيل أونداما لكون الوداد استكمل كوطته من اللاعبين الأجانب الأربعة (إيفونا وباكاري كوني وفال السينغالي).
نفس الوضع عاشه الرجاء مع ليس مويتيس الذي رفض اللعب بالخليج السعودي بالشروط المالية المقترحة وهو الرفض الذي قوبل أيضا برفض الفريق السعودي التعاقد معه، ليقرر العودة للرجاء الذي رفض استقباله لكونه تعاقد مع أوزاغونا من نيجيريا وباكايوكو من كوت ديفوار.
وليشكل اللاعبان شوكة بالحلق لفريقيهما والتخلي عنهما يفرض أداء لشرط جزائي سيعني في نهاية المطاف أداء باقي فترة الخدمة ولو من دون الإستفادة من ظهورهما على طول الموسم.
الشطيبي حالة مثيرة
عنوان مثير في البطولة الإحترافية على مستوى دينامية الإنتقال، إذ تحرك بين 4 فرق في ظرف 12 شهر فقط، وهو ما يعكس ظاهرة غير محببة من طرف الفيفا.
من الرجاء التي تركها بعد مونديال الأندية وبالضبط شهر يناير من السنة المنصرمة منتقلا صوب الجيش الملكي ومنه مغادرا صوب المغرب الفاسي صيفا وليستقر به المطاف بالكوكب شتاء.
4 فرق للاعب واحد في 12 شهرا حالة تستدعي تفسيرا وظاهرة يجب استئصالها لما لها من تأثير سلبي على قيم اللعب النظيف وتخليق الممارسة كما تنشدها الفيفا.
النمور الصفر بمبدإ التقشف
مكتفيا بـ 3 تعاقدات وكلها من المستوى المتوسط الذي لم يرض غرور ولا طموحات الأنصار ولا حتى مدربه الجديد رشيد الطوسي، تحرك النمور الصفر في سوق الإنتقالات ولم يتركوا بصمتهم.
رهانهم كان كبيرا على لاعب شباب خنيفرة محمد أوناجم قبل أن يختار الأخير اللعب للوداد البيضاوي وليكون المغرب الفاسي الذي كان واحدا من علامات الميركاطو على عهد رئيسه مروان بناني، قد نهج مبدأ التقشف الذي قد يكون مكلفا في نهاية المطاف في ظل الإعتماد على لاعبين من دون خبرة.
حسني وقرناص صفقتا الشتاء
رشيد حسني بقيمة إجمالية فاقت 300 مليون سنتيم لفريق شباب الحسيمة دون احتساب 400 مليون التي سيتقاضاها بالتدريج على امتداد المواسم الأربعة التي سيمضيها بالوداد البيضاوي.
والمهدي قرناص المنتقل من أليسوند النرويجي للفريق العسكري بعدما سدد الأخير قيمة الشرط الجزائي لفريقه (200 مليون سنتيم)، 340 مليون سنتم قيمة ما سيتقاضاه على امتداد موسمين رفقة العساكر.
صفقتان بارزتان للاعبين بسن صغيرة ويشغلان دورا محوريا على مستوى خط الوسط، وهما من أقوى التعاقدات الشتوية على الإطلاق.
الحراس تقاعسوا بانتظار الصيف
شكلوا عنوانا بارزا قبل الميركاطو بسبب رغبة عدة فرق في تغيير حماة عرينها، من العسكري للزنيتي مرورا بالمحمدي وانتهاء بالعروبي، وكلهم كانوا مطلوبين في السوق، وليقرر الحراس البقاء في فرقهم لغاية المركاطو القادم لضمان انتقال حر.
الكوكب جدد للمحمدي والعروبي وعد باللعب بالدار البيضاء والزنيتي سيترك الجيش والوداد اكتفى بضم حارس سطاد المغربي مقابل انتقال حارس آخر من الهواة وبالضبط من بوزنيقة للنهضة البركانة وهو أيوب لكرد.
الحراس لم ينافسوا على كعكة الشتاء الباردة بانتظار تذوق شهد الصيف الأكثر حلاوة.
التمديد لم يثمر جديدا
على الرغم من الفترة الإستدراكية التي قررتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (48 ساعة إضافية) للفرق واللاعبين الذين عجزوا عن التعاقد مع أي من الأندية، إلا أن هذا البونيص لم يثمر نتائج كبيرة ولم تشهد الفترة المضافة جديدا كبيرا.
وعلمت «المنتخب» أن 65 لاعبا ما يزالون عاطلين عن العمل والممارسة على الرغم من التمديد وفي مقدمتهم اللاعب الدولي السابق مروان زمامة.
الدمياني تمرد على الدفاع الجديدي
رفض أحمد الدمياني ترك فريقه الدفاع الجديدي بالطريقة التي اقترحها مسؤولو الفريق، وطالب بتعويضات نظير قرار الإستغناء عن خدماته 24 ساعة قبل غلق الميركاطو، وهو ما فوت عليه فرصة التوقيع لفريق جديد.
الدمياني رفقة مفوض قضائي يحضر كل يوم مران الفريق الدكالي في انتظار حسم النزاع من طرف الجامعة.
الجامعة تقنن الميركاطو القادم
قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القادم تقنين عملية الميركاطو القادم، وذلك بعد إجراء دراسة شاملة لسوقي الصيف والشتاء وحصر عدد النزاعات والملفات المعروضة عليها من لاعبين ومدربين.
وستعلن الجامعة بداية الموسم الحالي سيرا على نهج الفيفا الفرق الممنوعة من التعاقد لأسباب مختلفة سيتم إشهارها.