في إياب حارق لم يفعل فيه حسنية أكادير أي شيء غير الوقوف أمام الحارس الحواصلي والدفاع، عادت غزالة سوس من العاصمة السينغالية دكار بتأشيرة التأهل لدور 32 مكرر، لتنجو بأعجوبة بعدما تعذبت كثيرا أمام جينراسيون فوت وإنهزمت بهدف لصفر.
رحلة منقوصة الأريحية
عكس سفر الدور الماضي إلى عاصمة النيجر نيامي مرتاحا ومطمئنا برباعية الضمان ضد الحرس الوطني، شد حسنية أكادير الرحال إلى دكار السينغالية هذه المرة وهو منقوص الأريحية وغير واثق من قدرة تحقيق العبور السهل، كونه تعذب كثيرا في لقاء الذهاب أمام جينراسيون فوت ولم يفلح في هز شباكه سوى في مناسبتين.
الغزالة وصلت أدغال السينغال وهي متوجسة ومتخوفة من أسوء السيناريوهات وإمكانية تحقيق الخصم لريمونتادا كارثية للسوسيين، لكنها تسلحت ببعض عناصر الخبرة الإفريقية والحماس وعشق اللعب الهجومي لمحاولة الإفلات من فخ جينراسيون، والذي حضر جميع التوابل للفوز بالمعركة وتوبيخ المغاربة وجعلهم يندمون على التفريط في إنتصار عريض ومريح داخل القواعد.
جينراسيون يرمي مبكرا بأوراقه
تحت طقس حار وفوق أرضية صعبة بعشب إصطناعي في ملعب بطاقة إستعابية لا تتجاوز 4 آلاف متفرج، دخل حسنية أكادير المباراة بتشكيلة لم تعرف مفاجآت بإستثناء إقحام الفلسطيني وريدات أساسيا مكان الملوكي وعودة المدافع بوفتيني الذي كان موقوفا خلال لقاء الذهاب، وكما كان متوقعا ضغط جينراسيون منذ الدقائق الأولى ورمى بثقله على الدفاع السوسي، فهاجم بكثافة عددية وناوش عبر الثلاثي بايو ومتار وسيسوكو، وخلق أولى فرص التسجيل في الدقيقة 7 عبر ماني الذي وجد الثنائي الدفاعي اليقظ الرامي وبوفتيني، وحاول الزوار إمتصاص حماس أبناء الدار وتهدئة الوضع لكن جينراسيون كان مصرا على الهجوم بضراوة بحثا عن الهدف الأول، وكاد الخطير بايو أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 16 لولا سوء التركيز.
غزالة ترفض اللعب
عكس طريقتها المعهودة والمبنية على الهجوم رفضت غزالة أكادير اللعب وركنت بعشرة لاعبين للخلف، وبدا أنها جاءت إلى دكار للحفاظ على نتيجة الذهاب دون جرأة على الإندفاع ومحاولة تسجيل هدف يكون بمثابة الضربة القاضية، فعجز وريدات المعزول عن تشكيل خطورة على الحارس والدفاع السينغالي الذي كان في راحة تامة، وتمركزت الكرة في منتصف ملعب الحسنية الذي رضخ للأمر الواقع وتقبل تحمل عبء المواجهة، في غياب وسط ميدان دفاعي يضبط عقارب النزال وينسف الهجمات في مهدها، بحيث رسب الداودي وأوبلا في إختبارهما ضد الهجوم السينغالي الهائج، والذي كانت نتيجته تسجيل المهاجم متار لهدف رفضه الحكم الليبي بداعي التسلل د31، قبل أن يعود نفس اللاعب ويوقف أنفاس الحاضرين إثر إنفراد بالحارس الحواصلي أضاعه بغرابة د40، تحت أنظار غاموندي الخائف والذي زاد من عدد لاعبي وسط الميدان بإشراك الكيماوي مكان صيام د44.
العاصفة تحصد شباك الحواصلي
الشوط الثاني كان مشابها للنصف الأول بحيث واصل جينراسيون في نسقه ولم يستسلم، والمثير أن الحسنية بقيت منكمشة ولم تتجاوز منتصف الملعب قط، وبدأت العاصفة السنغالية الهوجاء تربك وتقلق أكثر زملاء الداودي، فتناوب بايو ومتار على التهديد أمام صمود الحواصلي، هذا الأخير قاوم كثيرا قبل أن يستسلم في الدقيقة 66 لهدف ساني الذي سدد بجمالية وفك الشفرة، وهو ما أشعل المباراة وحفز جينراسيون على مضاعفة الضغط ليتمكنوا من توقيع هدف ثان رفضه الحكم مجددا بداعي التسلل، وسط إحتجاجات كبيرة للاعبي ومدرب الفريق المضيف.
ربع ساعة من الجحيم
عاش السوسيون جميع أنواع الضغط والخطر والأعصاب في آخر ربع ساعة، بعدما هاج جينراسيون وقام بجميع الوسائل لتعديل كفة الذهاب بإضافة ثاني الأهداف، ومر الحسنية فوق الصراط وهو يتلقى سيلا من الفرص الخطيرة عبر متار وساني، في وقت تحرك الملوكي هجوميا وسعى إلى مباغثة الخصم بهدف عكس مجريات اللعب.
ومرت الدقائق سريعة على المضيف وبطيئة على الضيف مع تسجيل طرد كل من الداودي ومتار بعد شجارهما في الوقت بدل الضائع، ليعلن بعدها قاضي المعركة عن نهايتها بخسارة فريق الحسنية بهدف ونجاته من الفخ وتأهله العسير للمحطة المقبلة مواصلا المغامرة الإفريقية.