وهل نحمل لجنة البرمجة التابعة للعصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، لوحدها وزر الإضطراب الكبير الذي يضرب النسخة الحالية للبطولة الإحترافية، فيصيبها بإعاقات كثيرة؟
شخصيا أشفق على عبد الرحمان البكاوي، الموكل إليه الرقص على الجمار أحيانا، ليعبر بالبرمجة إلى حيت يعم الرضا على الجميع، أشفق عليه لحد الرثاء، لأن الخروج ببرمجة لا اعوجاج فيها، في وجود عشرات الإكراهات والنزوات ومدافع القصف المرصوصة على واجهات الأندية، هو بالفعل شيء يقترب إلى ما كان يفعله سحرة فرعون ويرهبون به الناس.
لا نختلف على أننا نعيش هذا الموسم على إيقاع بطولة متصدعة، معتلة في كل حروفها، لا نكاد نعثر لها على رأس خيط، وعلى غرار الأندية التي لا تعلم لمبارياتها القادمة زمنا ولا عنوانا، فإننا كصحافيين نصاب بنوبات الإضطراب، من فرط ما تكالب علينا من مؤجلات، حتى أصبحنا مع وجوب وحتمية تصفية هذه المؤجلات، نتقلب بين المؤجلات من كل صنف كمن يعيش الفصول الأربعة في يوم واحد.
وبالطبع لن أكون مغاليا، إن أنا برأت ساحة لجنة البرمجة وعلى رأسها اللوغاريتمي عبد الرحمان البكاوي، الذي من فرط ما اختلطت عليه الخيوط وتشابكت لديه السبل، وعلى رأسه سقطت صوامع وشكاوى، بات يملك مهارة عالية في فك الخيوط المتشابكة وفي عبور مستنقعات التماسيح وفي إخراج البطولة لبر الأمان.
يحدث أن أتصل بالصديق عبد الرحمان البكاوي لمرات ومرات، لأستفسره عن حالة معينة، فأجده كجلمود الصخر الذي يحطه السيل من عل، مندفعا ومتحمسا وعلى استعداد لأن يسرد التفاصيل، لكي يطمئن نفسه قبل أن يطمئنني ويطمئن الآخرين، بأنه يريد أن يكون جزء من الحل لا عنصرا من المشكل، وهكذا كان ونحن نتصل به لمعرفة الجدل الذي أحدثه أولمبيك آسفي، برفع تظلمه لرئيس الجامعة، والذي يقول أن لجنة البرمجة تعمدت برمجة الديربي بين الرجاء والوداد قبل مؤجل الرجاء وأولمبيك آسفي، برغم أن هناك فرقا في ترتيب دورتي المؤجلين.
والكثير من مسؤولي الأندية ومن يصدرون الفتاوى بلا أهلية وبلا أدنى سند، يصوبون رشاشاتهم صوب لجنة البرمجة، أحيانا عن ظلم سافر وأخرى عن جهل فظيع بالأنظمة المحينة، وعوض أن يساند الكل البكاوي ولجنة البرمجة في لعبة الشطرنج المعقدة التي يدعى لها في كل وقت وحين، نجد أن هناك من يتحدث عن تغييب التراتبية وهي التي ألغتها القوة القاهرة كما هو منصوص عليه في الأنظمة المسيرة للبطولات الوطنية.
وعندما يضعنا السيد البكاوي الذي طلب في أكثر من منبر إعلامي للإدلاء بالشهادة، بعد أن أورد في المنتخب الإلكترونية، مسببات تجاوز التراتبية لوجود قوة قاهرة، عندما يضعنا في جوهر الإكراهات العديدة التي تصادف لجنة البرمجة هذا الموسم بالذات، والتي أنتجت هذا الوضع غير الطبيعي للبطولة الإحترافية الأولى، فإن ذلك يفرض على الأندية، بعد أن تقتنع بكل الدفوعات، أن تصطف إلى جانب لجنة البرمجة لتجاوز القوة القاهرة باستحضار المصلحة الجماعية وأيضا بإقصاء كل الوساوس وبعدم السقوط في نظرية المؤامرة، كما تفرض الشفافية التي تذهب كل ظن يتبعه الإثم والأذى، أن تلتقي لجنة البرمجة بالمدراء الإداريين للأندية، لتعيد عليهم ما استجد في التنظيمات، وهو ما يفترض أن يحفظوه عن ظهر قلب، ولتحقق البرمجة التشاركية والتي تصبح بعدها أي شكوى،  أقرب للغو الذي يبطل الإحتراف.